حصة بوحميد: دولتنا غنية بالقدوات
تزامتاً مع «عام زايد»، واحتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واصلت مؤسسة دبي للمرأة، للعام الثاني على التوالي، فعاليات مبادرة «قدوة»، بتنظيم جلسة الإثراء المعرفي الـ13، التي استضافت وزيرة تنمية المجتمع، حصة بنت عيسى بوحميد.
| رسائل في العطاء قالت المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، شمسة صالح، إن «جلسة وزيرة تنمية المجتمع، حصة بوحميد، تضمنت رسائل قيمة، ستفيد طالبات كلية العين في حياتهن الدراسية والتخطيط لمستقبلهن، ما يتماشى وهدف المبادرة في نقل الخبرات والتجارب من شخصيات نسائية إماراتية ملهمة في التميز والعطاء للأجيال الجديدة». وثمّنت دعم الوزيرة للعمل المجتمعي في الدولة، وجهودها الملموسة في وزارة تنمية المجتمع، التي تولي اهتماماً لكل الفئات، خصوصاً «أصحاب الهمم»، إيماناً منها بإمكاناتهم التي لا تحدها أي إعاقة، وقدرتهم على الإسهام في دعم اقتصاد الدولة وتنمية المجتمع، مؤكدةً أنها نموذج يحتذى في العطاء المهني والمعرفي والاجتماعي. |
ونظمت الجلسة الجديدة لمبادرة «قدوة»، التي أطلقتها في أغسطس الماضي حرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بهدف ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية خصوصاً، وفي المجتمع عموماً، في كلية العين للطالبات، وأدارها الإعلامي بمؤسسة دبي للإعلام حامد بن كرم.
وأشادت بوحميد بالدعم الذي تقدمه الدولة للمرأة، وبالثقة التي توليها لها القيادة.
وأعربت عن شكرها لسموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لإطلاق هذه المبادرة ووصفتها بأنها منصّة فريدة تتيح للمرأة الإماراتية المجال للتعرف عن قرب إلى التجارب والخبرات المتميزة والاستفادة منها، مشيدة بجهود مؤسسة دبي للمرأة في توفير برامج متقدمة للارتقاء بالمرأة الإماراتية.
وتطرّقت الوزيرة، خلال الجلسة، إلى دور الأسرة في تنشئة وحياة الإنسان، مؤكدة أن الأسر المتلاحمة التي تتسم بالتراحم والتواصل تفرز أبناءً ناجحين، مشددةً على أهمية تزويد الأبناء بالعلم والأخلاق الحميدة.
الأسرة الكبيرة
وانطلقت بوحميد، التي أكدت أن دولة الإمارات غنية بالقدوات في كل المجالات، إلى المفهوم الواسع للأسرة المتمثل في دولة الإمارات، معتبرة أنها الأسرة الكبيرة لنا جميعاً، ومنذ تأسيسها عام 1971 حرص المغفور له الشيخ زايد، على أن تكون الإمارات أرض خير وبركة يمتد تأثيرها، بنجاح أبنائها، إلى المنطقة والعالم بأسره، فاهتم، رحمه الله، بالإنسان، وركّز على مبدأ تأسيس مجتمع قوي قائم على أسرة متماسكة متراحمة، مضيفة: «كثمرة لهذا المبدأ، فإننا نرى اليوم أبناء الإمارات ناجحين ومتميزين في كل التخصصات، فمنهم رائد الفضاء والمهندس والمعلم والطبيب والوزير والطالب وبقية المجالات، وأصبحت الإمارات من أفضل دول العالم ضمن رؤية الإمارات 2021، وستكون أفضلها وفقاً لمئوية الإمارات 2071 التي أطلقتها قيادتنا».
وتابعت: «فخورون بإنجازات تتحدث عن نفسها، بداية من الاهتمام بالإنسان، وانتهاءً بالتطور المتحقق في كل المجالات، والمكانة العالمية المرموقة للدولة، فنشأتنا في دولة الإمارات نعمة كبيرة نحمد الله عليها».
وحول دور الأسرة في حياتها، أفادت بوحميد، بأنها نشأت في أسرة داعمة لها منذ الصغر وفي مختلف مراحل حياتها، مشيرةً إلى دعم والدها لكل أبنائه وبناته وقربه منهم، مؤكدة أن قرب الأب من أبنائه يخلق لديهم مسؤولية أكبر ويمثل دافعاً للتفوق.
شخصيات مؤثرة
وعن الشخصية المؤثرة في حياتها، التي تعتبرها قدوة لها، قالت بوحميد: «إننا محظوظون بنشأتنا في دولة استثنائية مليئة بالشخصيات القدوات، في مقدمتهم المغفور له الوالد الشيخ زايد بحكمته وإخلاصه لوطنه وشعبه، ودعمه للمرأة واهتمامه بالإنسان، وعمله الجاد، وبُعد نظره وتأسيسه لدولة ذات تأثير إيجابي في الدول المحيطة بها والعالم أجمع».
وأشارت إلى أن سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، قدوة بالنسبة لها ولكل امرأة إماراتية وعربية، بعطائها ورعايتها ودعمها للمرأة والأسرة بصفة عامة، لافتة إلى أن سموّها أحدثت نقلة نوعية للمرأة الإماراتية، وأنها «تاج على رؤوسنا جميعاً».
وأضافت أن «سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، طبقت رؤية سموّ الشيخة فاطمة في دعم المرأة والاهتمام بها». وأكدت أن دولتنا غنية بقدواتها، وأن أي إنسان مجتهد إيجابي ومخلص لبلده ويعمل على رفعتها، حتى لو كان شاباً صغيراً، يعدّ قدوة بالنسبة لها.
عوامل التفوق
وعن العوامل التي تقف وراء تفوقها وثقة قيادتنا الرشيدة بها، بإسناد العديد من الملفات لها قبل توليها منصب وزيرة تنمية المجتمع في التشكيل الوزاري الأخير لحكومة دولة الإمارات في أكتوبر الماضي، أكدت بوحميد على عامل الطموح واستثمار الفرص التي تتيحها الدولة لأبنائها. وذكرت أنها خلال دراستها للإدارة في جامعة زايد كانت تخطط للعمل بالقطاع الخاص، إيماناً منها بأهمية بدء المسيرة المهنية في القطاع الخاص، وذلك لتنوّع الفرص والتطور المهني. ومع التحاقها بالعمل الحكومي في دائرة التنمية الاقتصادية سعت للنجاح وتمكين الذات واستثمار الفرص، فأكملت دراساتها العليا وحصلت على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى في إدارة الأعمال في عام 2006، كما حصلت خلال عملها في الدائرة على جائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، فئة الموظف المتميز الجديد، ثم انتقلت للعمل بمكتب رئاسة مجلس الوزراء لمدة 11 عاماً اعتبرتها من أفضل سنوات حياتها، إذ أسند إليها العديد من المهام والمشروعات مع فريق عمل استفادت منه كثيراً وتفخر بالعمل معه، ثم أصبحت عضواً في مجلس الوزراء في أكتوبر 2017، حينما تم اختيارها وزيرة لتنمية المجتمع، معربة عن أن أملها في أن تكون على قدر هذه الثقة والمسؤولية.
وتطرّقت الوزيرة إلى نقاط التحوّل في مسيرتها، من بينها العمل في برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، الذي يعدّ من المحطات المهمة التي أحدثت نقلة نوعية في حياتها.
وعن كيفية تحقيق المرأة للتوازن بين حياتها الأسرية وحياتها العملية، قالت بوحميد إن «الإماراتية محظوظة بدولة وفرت لها كل فرص ومقومات النجاح، وسمحت لها باختيار مسارها، كما ذللت الصعاب التي قد تواجهها للقيام بدورها، سواءً كانت طالبة أو موظفة أو حتى ربة منزل»، مشيرة إلى وجود مؤسسات حكومية لدعم هذا الدور، مثل الاتحاد النسائي العام ومؤسسة التنمية الأسرية والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ومؤسسة دبي للمرأة.