بالفيديو.. «هارون الرشيد» الجديد: لا أخاف مقارنتي بـ «نور الشريف»

أكد مخرج المسلسل التاريخي «هارون الرشيد» عبدالباري أبوالخير، أن نص المسلسل الجديد الذي ينتظر أن يعرض في شهر رمضان المبارك، يختلف كلياً، عن نص المسلسل السابق الذي حمل العنوان نفسه، والذي أدى فيه الفنان الراحل نور الشريف دور «هارون الرشيد»، مؤكداً أن عمله «يحكي عن الرشيد الإنسان بعيداً عن بطولاته في المعارك»، وقال أبوالخير إن «النص تم إرساله له أخيراً، وفي وقت قصير بدأ العمل عليه».

ويضم مسلسل هارون الرشيد الذي يصور حالياً في قصر السراب بالعاصمة أبوظبي، نخبة من الممثلين العرب، منهم قصي خولي، عابد فهد، حبيب غلوم، نادرة عمران، كاريس بشار وغيرهم، وهو من تأليف عثمان جحا.

المقارنة

لا يغيب عن فريق العمل أن المقارنة بين مُسلسلي هارون الرشيد، الجديد والقديم، ستكون حاضرة لدى الجمهور، خصوصاً أن الراحل نور الشريف كان بطله وأحمد توفيق كان المخرج، ومع هذا يؤكد المخرج عبدالباري أبوالخير أن المقارنة لن تكون منطقية بسبب اختلاف البناء الدرامي للحكاية «نرصد هنا حياة هارون الرشيد في بعديها النفسي والإنساني أكثر من بعدها العسكري»، وأضاف «الأغلبية تعرف هارون الرشيد بمعناه التاريخي، أما تركيبته النفسية فلم يتم مقاربتها درامياً»، مؤكداً «المسلسل ليس سرداً تاريخياً، ولا سيرة ذاتية كما تم تناوله سابقاً، بل هو غوص في بنية هارون الرشيد وعلاقته مع المحيط»، وهذا ما أكده مؤلف العمل عثمان جحا الذي قال «أقدم في هذا العمل قراءة جديدة ومختلفة تاريخياً وفكرياً»، موضحاً «استندت إلى إشارات تاريخية متعددة ومزجتها مع قصص شعبية، ليتحول النص الى تركيبة من بين الخيال والحقيقة»، وأضاف جحا «اعتمدت أثناء كتابتي للعمل على نظريات علم النفس في تحليل شخصية هارون الرشيد»، مشيراً إلى أن «القصة ستكون مركزة داخل القصر ولن تخرج منه إلا قليلاً، وسيعرف المشاهدون هارون الرشيد كرجل عصري وحضاري، أزهرت من خلاله الخلافة ثقافياً وفكرياً واقتصادياً».

قصي خولي: نور الشريف قامة

في المقابل يدرك ممثل الشخصية الرئيسة في العمل قصي خولي، أن مقارنته مع الراحل نور الشريف ستكون حاضرة، وقال «شخصية مثل الممثل الراحل نور الشريف شخصية لا أقارن بها إطلاقاً، بتاريخه وخبرته الفنية وعدد الشخصيات التي قدمها»، وأضاف «الزمن الذي قدم فيه الراحل الشريف شخصية هارون الرشيد يختلف كلياً عن الزمن الذي نعيشه حتى في تطور صناعة الصورة»، موضحاً «أنا كممثل علي دور يحتم علي أن أقدمه بطريقة تليق بالمشاهدين، وبخبرتي، وبعد دراستي وقراءتي لشخصية الرشيد، وجلوسي بشكل مستمر مع فريق العمل تحديداً المخرج والمؤلف أحاول بكل جهدي ألا أخيّب أمل المتابعين، تحديداً وأنا اقدم الشخصية مع التطور الحديث للمهنة ومرافقتها للنهضة التكنولوجية»، مشيراً الى أن شخصية هارون الرشيد بحد ذاتها شخصية إشكالية «وهي بطبيعة الحال ستشكل ردود فعل متباينة نحوها بعد تقديمها بالشكل الجديد».

عمل للمرحلة

بدوره قال الممثل الإماراتي حبيب غلوم الذي يؤدي دور كبير الهاشمية، وهو عم الرشيد، إننا بحاجة الى مثل هذه الأعمال، موضحاً «لم أمثل بالفصحى منذ أكثر من 20 عاماً، لأنني لم أجد نصوصاً تستفزني، لكن عندما عرض عليَّ دوري في هذا العمل، شعرت بأنني يجب أن أكون جزءاً منه»، وأضاف «هذا العمل تحتاجه المرحلة المتخبطة التي نعيشها في الإنتاجات الدرامية، لتعيد الألق الى شكل الدراما العربية التي تتحدث الفصحى»، وقال «نحن في هذا العمل نحكي الإنسان، ونقدم صورة من الجميل أن تحضر في ذهن المشاهدين»، مؤكداً «من الممكن أن نكون بدأنا التصوير متأخرين، وها هو فصل الصيف يدخل علينا، مع أجواء الصحراء التي نعيشها، إضافة الى الماكياج المحكم والمصنوع بحرفية، تفاصيل تكاد تمر مروراً عابراً، لكن الحقيقة أننا نتحمل الكثير من أجل أن يخرج هذا العمل بمقاييس ضخمة».

صحراء وتاريخ

مكان التصوير في حد ذاته حكاية، والطريق إليه أجمل، فالصحراء القريبة من ليوا، والبعيدة عن العاصمة ما يقارب الساعتين، كفيلة ببث روح التاريخ وإدخالك الأجواء قبل الوصول إلى المكان المحدد، لترى قصراً واحداً في قلب هذه الصحراء، يعج بالوجوه و الشخصيات التي ترتدي أزياء العصر العباسي، فترى نفسك لا إرادياً أصبحت جزءاً من هذا المكان وهذه الحقبة، ما يؤكد أن أبوظبي وإمارات الدولة تعتبر من الوجهات المهمة التي تستقطب الإنتاجات الضخمة لتصور فيها، وهذا ما قاله مخرج العمل عبدالباري أبوالخير «المكان بحد نفسه سهَّل الكثير من الأمور الإخراجية، تحديداً في إدارة المشاهد، بفخامته وسكون الصحراء فيه، ولونها المشع الصافي جعلنا ندخل أجواء النص بكل سلاسة».

الأكثر مشاركة