تيم الفلاسي: أعترف.. الإنترنت باب من أبواب الرزق
لم تسلم تجربة الإماراتية تيم الفلاسي، من الاتهامات ولا من موجات التشكيك التي طالت مسيرتها الإعلامية على الـ«سوشال ميديا»، بعد أن جذبت إليها أكثر من 2.5 مليون متابع من الفضاء الرقمي، الذي ترى أنه يمكن أن يكون «باباً للربح». الاتهامات اعتمدت في مجملها على استنكار منطق المصلحة الشخصية، وتوظيف الشهرة لجني المال عبر الترويج لعلامات تجارية معروفة، وفق ما اصطلح على تسميته بالتسويق الإعلامي عبر الفضاء الرقمي، اتهامات ردت عليها تيم بالقول «لنعترف بوجود حرب طاحنة تزداد ذروتها كل يوم، مع اقتناع الكثيرين بمسؤولية مشاهير الميديا عن تكريس ثقافة وصولية جديدة تعتمد على الربح والمصلحة، لكنني أرى أن الفضاء الرقمي باب من أبواب الرزق المتاحة التي تشبه غيرها».
وتواصل تيم الفلاسي مدافعة «أتمسك باستراتيجية خاصة في إدارة الأمور التي تدر عليّ فوائد مادية على الإنترنت، فلا أتعاطى مثلاً مع عروض الشراكة المغرية، التي تتعارض مع مبادئي، كما لا أسوق
| مشروعات مقبلة تؤمن تيم الفلاسي بمقولة «كن حيث لا يريدونك أن تكون»، وتنصح «بعدم الاهتمام بالأشخاص الذين يحاولون إحباط غيرهم»، أما نفسها، فتعدها بأن يكون 2018 عام المبادرات المجتمعية والتغيير الفعال. • «لا يهمني رقم المليونين ونصف المليون متابع، بقدر ما يهمني التأثير إيجابياً في 500 شخص». • «الكل يعلم أنني بادرت دوماً لدعم أصحاب المشروعات الصغيرة من دون أي مقابل مالي». |
لمنتجات لم أجربها ولا أثق بها وهذا ما يجعلني أرفض أيضاً الكثير من الصفقات المهمة»، وتلفت الفلاسي إلى أن «الكل يعلم أنني أبادر دوماً بدعم أصحاب المشروعات الصغيرة من دون أي مقابل مالي، ولديّ على ذلك شواهد حية لشباب إماراتيين انطلقوا في مشروعات عطور وطعام وأزياء وحظوا مني بمساندة ودعم متواصل غير مأجور، إضافة إلى دعمي المتواصل للشركات والمشروعات الفتية بتخفيض ما أتقاضاه إلى نصف المبلغ المطلوب».
وحول الانتقادات التي وجهت لهذه الفئة بتهربها من المحاسبة بسبب افتقار الفضاء الرقمي للضوابط التي تمنع مثل هذه المخالفات، أكدت الفلاسي أنها «تحاول ربط اسمها بعلامات تجارية معروفة وعريقة، إلى جانب تحريها الدقة في التعاطي مع المعلومات المقدمة للجمهور، وذلك بالتنسيق مع الجهة المعنية واحترامها لعقول متابعيها».
عشق الإعلام
تيم الفلاسي لا تنكر عشقها الأول للأضواء، فتقول «لاتزال تحضرني صورتي الصغيرة في المرآة، وأنا أحاول لعب دور مقدمة البرامج التي تحاكي متابعيها داخل الإمارات وخارجها، وأعتقد أن هذا الشغف القديم كان دافعي الرئيس للنجاح والانتشار الذي حققته اليوم»، وتتابع «دخلت هذا العالم السحري بشغف تعميم التجربة الإماراتية الناجحة، فكانت هذه الوسائل نافذتي التي أطل بها على العالم من حولي، فبدأت حينها بطرح بعض تفاصيل الحياة اليومية البسيطة والأماكن المختلفة التي أزورها، وألحقتها بعد ذلك بتجارب سفري إلى مختلف بلدان العالم التي كنت فيها عين الإماراتيين على بقية ثقافات العالم».
طموح
أسهم شغف الفلاسي وتخصصها الدراسي في تفهم مستقبل الإعلام واتجاهاته الجديدة التي جسدتها منذ الانطلاقة بتأسيس مجلة جامعية، أتبعتها بإطلاق إذاعة عبر الإنترنت، وصولاً إلى تفعيل ريادتها على منصات التواصل الاجتماعي «كنت مسكونة دوماً بحلم تجاوز الممكن وتحدي نفسي، فعمدت في الجامعة إلى تأسيس مجلتي الأولى التي اقترضت كلفة طباعتها من والدتي، من ثم تصديت لتأسيس إذاعة عبر الإنترنت أشرفت بنفسي على محتوياتها الإعلامية، وجذبت إليها نحو 40 ألف مستمع». وأردفت تيم «الإعلام علمني أساسيات المهنة، ولكنه لم يعلمني الطموح، فقد كانت شجاعتي هي التي تقودني دوماً إلى خوض التجارب المجهولة وتحمل تبعاتها».
وحول أسباب عدم استمرارية تجربتها الناجحة في مجال الإعلام المرئي في «دردشات»، وفرضية تملصها من شروط الإنتاج التلفزيوني المحلي والعربي، باعتبار بعد الفضاء الرقمي عن قيود وتكاليف عمليات الإنتاج التلفزيوني، تجيب الفلاسي «تظل هذه الفرضية قائمة، في الوقت الذي يظل السبب الثاني مرهوناً بتلقي عرض مناسب يرضي طموحي ويلتقي مع طبيعتي العفوية أمام الكاميرا، لكن الأمر ليس مرفوضاً بقدر ما هو صعب التحقق لما يحمله العمل الإعلامي من خطوط حمراء، إلا أن تجربتي التلفزيونية كانت رائعة ومختلفة بكل المقاييس عن تجربتي الرقمية، بعد أن قدمتني لشريحة واسعة من جمهور لايزال متمسكاً بالشاشة الفضية».
مسارات جديدة
لا تنكر تيم بلوغها اليوم مرحلة متقدمة من النضج أعادت فيها التفكير بمستقبلها المهني بعين النقد «منذ ظهوري على (سوشال ميديا) قبل أربعة أعوام، مررت بالعديد من المراحل التي جعلتني أرى اليوم بعض تجاربي الأولية فيها بعين منتقدة وغير راضية أحياناً، وأعتقد أنني اليوم بلغت مرحلة من النضج تتيح لي تفعيل تصورات وخطط جديدة في مجال المحتوى المنشور، ولا يهمني اليوم تحقيق متابعات تتجاوز حاجز المليونين ونصف المليون، بقدر ما يهمني التأثير إيجابياً في عدد لا يتجاوز الـ500 متابع وتحفيزهم على التميز»، وتتابع «منذ أشهر قليلة مررت بظروف خاصة جعلتني أنسحب تماماً من الحياة الرقمية لما يقارب الأسبوعين، لمست إثرهما تحولاً جذرياً في مسار حياتي وقناعاتي، الأمر الذي انعكس لاحقاً على خططي المستقبلية في مجال المحتوى الذي أنشره». وتكشف أنها «قررت أن أكون فاعلة بشكل حقيقي، وقد بدأت بتجسيد هذا الحس الاجتماعي عبر إطلاق مبادرة (درع الإمارات الرقمية) المنصة الرقمية التي تجمع الشباب الإمارتي الغيور على سمعة الإمارات وأهلها، والمدافع عن أرضها عبر التصدي لأي نوع من العدوان اللفظي، إذ تسعى هذه المنصة إلى تعزيز وتطوير المحتوى الإيجابي الذي يعكس تجربة دولتنا الناجحة، وقد أطلقت في هذا الصدد وسم (الخير في شبابنا) الذي لمست من خلاله تفاعلاً غير مسبوق، كما سعدت بتصدر وسم (ماذا يعني لك زايد) أعلى التغريدات، في الوقت الذي يمكنني اعتبار هذه التجربة نقطة تحول جذري في حياتي لمست فيها قيمة مساهمة الشخص في تكريس تجربة رقمية تفاعلية محفزة على الإيجابية وداعية للتطور».
ثقافة «الفاشينستا»
لا تنتهي موجة الانتقادات التي تتهم هذه الفئة من المشاهير بالتقصير في دعم المبادرات المجتمعية، مقابل المصلحة الشخصية، فترد تيم «لا أنكر أنني شاركت سابقاً وفق ما سمحت به الظروف والأولويات، في عدد من المبادرات وأنا اليوم أسعى لتفعيل دوري في هذا الاتجاه رغم أن هذا الأمر كلفني بعض متابعيّ الذين بدأوا في الاستغناء عن صفحتي بسبب أسلوبي الحالي في طرح عدد من القضايا الاجتماعية الحساسة رغم أنها تشعرني بالرضا والسعادة»، وتضيف «هي مناسبة أيضاً للرد على من يتهمنا بتسويق ثقافة التسطيح والاستسهال أقول: يجب على الجميع تقييم تجارب المشاهير من منظور المتابع الحقيقي، وأنا بدوري كمتابعة لعدد منهم، أرى أنني لست معنية أحياناً بالخاتم الذي اقتنته هذه الشخصية، ولا بالمحال التي زارتها ولا حتى العطر الذي تلقته في عيد ميلادها، ولكنني أعترف في المقابل بأن الناس يهتمون بتفاصيل كهذه أكثر من اهتمامهم مثلاً بآخر إصدار أدبي يقوم أحد المشاهير بعرضه على صفحته وينصح باكتشافه». وتضيف تيم الفلاسي «هذه تجربة واقعية أعيشها في كل مرة أحاول فيها التطرق إلى موضوع مهم يشغل الناس، فأرى تعليقات تستفسر عن نوع النظارة أو الساعة التي أرتديها أو دار الأزياء التي اقتنيت منها عباءتي، فالجمهور يفرض أحياناً وبشكل غير مباشر مبدأ الاستسهال الذي يتشارك فيه مع المشاهير عبر عرض تفاصيل يومية تفتقد إلى القيمة أو الأهمية، لكن (الشاطر) هو من ينجح في بث رسائل هادفة في قالب خفيف وجميل يحبذه المتابعون، وهذا ما أحاول تفعيله في تجربتي الشخصية».