«إكسبو 2020 دبي» يدعم تحسين حياة البشر

أعلن «إكسبو 2020 دبي»، أمس، عن أول ثلاث شركات ناشئة في دولة الإمارات، ستحظى بدعم مالي يزيد على مليون درهم، في إطار «برنامج إكسبو لايف لمنح الابتكار المؤثر»، وهي «سمارت ليبور» و«المركز الدولي للزراعة الملحية» و«Ver2 إنفورميشنال تكنولوجي».

ومبادرة «إكسبو لايف» هي برنامج ابتكار وشراكة أطلقه «إكسبو 2020 دبي» لتمويل وتسريع عملية تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحسين حياة البشر وحماية كوكب الأرض. وتهدف «منح الابتكار المؤثر» إلى دعم نمو المشروعات الاجتماعية والشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة من مختلف أنحاء العالم.

احتفاء دائم لطالما احتفت معارض إكسبو العالمية، التي تعود نشأتها إلى عام 1851، مع انطلاق ما سمّي بـ«المعرض العظيم» في لندن، بأحدث ما توصل إليه الإبداع البشري من مبتكرات وتقنيات. وعليه، لن يشذّ «إكسبو 2020 دبي» عن هذه القاعدة، بل سيكون استثنائياً في احتفائه بالإبداع والابتكار، عبر كل مبادراته وأنشطته أثناء وقبل انطلاق فعالياته، ومنها برنامج «إكسبو لايف»، الذي يمثل إضافة نوعية إلى تاريخ إكسبو الدولي، كونه إحدى منصات الابتكار التي تدفع عجلة التقدم البشري، وتسهم في ضمان مستقبل أكثر إشراقاً للناس جميعاً. ويعمل البرنامج من خلال صندوق بقيمة 100 مليون دولار (367 مليون درهم) لدعم المشروعات التي تقدم حلولاً لأبرز التحديات التي تؤثر في حياة الناس، أو تساعد على حماية الكوكب.

وتوفر «سمارت ليبور»، التي تُعدّ إحدى أولى الشركات الناشئة التي تحصل على منحة بقيمة 100 ألف دولار، وربما أكثر لاحقاً، من «إكسبو لايف»، منصة تعليمية رقمية تتيح للعمال غير المتعلمين فرصة لتحسين مستوياتهم العلمية، من خلال محتوى رقمي صوتي، كل حسب لغته.

وقال مصدر في «سمارت ليبور»: «في الإمارات 2.2 مليون عامل ونحو 16.5 مليون عامل في الشرق الأوسط. معظمهم غير متصلين بالعالم الذكي، ويقتصر استخدامهم للتكنولوجيا على التسلية والتحدث إلى ذويهم. وفي حياتهم اليومية يواجهون تحديات بسبب التحدي الماثل بنقص التحصيل العلمي. ونتيجة لذلك، فهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم، وهو ما ينعكس سلباً على إنتاجهم وسعادتهم ومساهمتهم في الاقتصاد عموماً».

وأضاف «إن تطبيق العامل الذكي مصمّم خصيصاً للعمال. فهو يعلمهم مهارات حياتية بلغاتهم، ويوفر لهم فرصاً للفوز بقسائم شراء (أطعمة وتسوق.. إلخ)، إضافة إلى مكافآت خاصة بالاتصالات تمكنهم من التواصل مع أسرهم مجاناً».

وسوف تُستخدم منحة إكسبو لايف، في تطوير مزارع نموذجية متعددة الوحدات تُدار من الداخل، في دولة الإمارات. وقالت مديرة المركز الدولي للزراعة الملحية، ديونيسيا أنجيليكي ليرا: «إن 15% من المزارعين في المنطقة يستخدمون وحدات إزالة ملوحة في مزارعهم كي يعالجوا المياه الجوفية التي فيها معدلات تركيز ملحية كبيرة ولا يمكن استخدامها مباشرة في ري المحاصيل، لكن الشوائب والأملاح المنزوعة تعاد إلى التربة، وهو ما يزيد تلوث المياه الجوفية. ومن هنا تتجلى أهمية منحة إكسبو لايف، حيث إنها ستدعم جهود المركز الدولي للزراعة الملحية لتطوير مزارع نموذجية ساحلية وداخلية، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة والمياه شديدة الملوحة الناتجة عن عمليات التحلية ومياه البحر ومياه المزارع السمكية، في أعمال الزراعة. وهذا من شأنه تعزيز الأمن الغذائي وأمن الدخل، ودعم المجتمعات الزراعية التي تجد صعوبات في الإنتاج في بيئات صحراوية».

وأما الفائز الثالث بالمنحة، شركة «Ver2 إنفورميشنال تكنولوجي»، فهي تعمل في مجال التعليم والصحة عبر شبكات التواصل، وهي عبارة عن منصة للخدمات الصحية عبر الإنترنت تستخدم شبكة التواصل لحل أكبر التحديات الصحية. وقال برايان دي فرانشيسكا من شركة «Ver2»: «يوجد نقص مزمن للأطباء في إفريقيا، وإيجاد مزيد من الأطباء بالطريقة التقليدية يستغرق وقتاً طويلاً جداً. واتباع المنهج القديم بإنشاء كليات للطب فيها موظفون واستخدام مناهج طب عتيقة لن تنجح. وتشير التقديرات إلى أن الزمن اللازم لجعل العرض يناسب الطلب هو 300 عام. وبمقدور إفريقيا أن تتجاوز الدول الأخرى بسرعة من حيث التعليم الطبي، لأن ذلك ضروري للغاية. إن منحة الابتكار المؤثر من «إكسبو لايف» ستساعد في دعم إيجاد طرق مبتكرة لاستخدام شبكة التواصل تمكّن معلمي الطب من تدريسه في إفريقيا».

روابط وعلاقات

قال نائب رئيس «إكسبو لايف»، يوسف كايرز: «شهدت مبادرة إكسبو لايف، خلال الأشهر القليلة الماضية، العديد من التطورات المهمة، حيث أطلقنا رسمياً برنامج منح الابتكار المؤثر في 15 يناير الماضي، بعد مرحلة تجريبية ناجحة خلال العام السابق. وما يميّز هذا البرنامج أن المشاركين فيه لم يأتوا للمنافسة، بل جاؤوا من أجل التعاون والتواصل وبناء روابط وعلاقات جديدة، الأمر الذي يُعتبر بالنسبة لـ(إكسبو لايف) و(إكسبو 2020 دبي) عموماً، أحد أجمل التجليات التي تجسد الموضوع الرئيس للحدث العالمي المرتقب، وهو «تواصل العقول وصنع المستقبل».

ويفتح برنامج «منح الابتكار المؤثر» باب تقديم طلبات المشاركة مرتين سنوياً. ويوفر البرنامج منحاً، من أجل دعم نمو المشروعات الاجتماعية والشركات الناشئة ومشروعات النفع العام من مختلف أنحاء العالم، والتي تعمل على تطوير حلول مبتكرة لها تأثيرات وانعكاسات اجتماعية وبيئية إيجابية في مجالات «الفرص والتنقل والاستدامة».