عائشة العاجل: الفضول قادني إلى رحلتي في عالم الثقافة
عائشة مصبح العاجل الشحي، الحاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة الشارقة، وتتبوأ منصب رئيس قسم الإعلام بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، منذ سنوات عدة، تؤكد دوماً أن العمل في الشأن الثقافي كالروح تسري في الجسد.
| يتزين مكتب عائشة بما أنتجته، وبكتب أخرى في عالم الأدب والمعرفة والثقافة طموح بلا حدود طموح عائشة العاجل في عالم الكتابة لا حدود له، ومتنوع، ومستمر، ولا يشغلها شاغل عن الاستمرار في ذلك، بمعنى أنها قادرة على تطويع الوقت وتنظيمه بما لا يتعارض أو يتناقض، فهي الإعلامية والباحثة والمسؤولة والروائية والأم، التي تتقن النجاح في كل موقع وموقف، مهما نالها من تعب وألم، فهناك دوماً مساحة للفرح والضحك والنجاح. تفرح في كل نجاح، لكنها تقول سنبني عليه ولن نتوقف عنده، فالنجاح يُحمّلنا مسؤوليات ومهمات جديدة، تستوجب الترجمة العملية على أرض الواقع. |
في بدايات عملها في دائرة الثقافة والإعلام، قادها الفضول للتعرف إلى النشاط الثقافي والمشهد الثقافي، والمثقفين والعاملين في هذا المجال، طريقة تفكيرهم، منهجهم في الحياة، طريقة تعاطيهم مع الأمور، لوحاتهم، قصائدهم، مذكراتهم، وذكرياتهم، البدايات وما وصل إليه المشهد الثقافي من ألق، ما تكتبه الصحف، وما يسرده المثقفون في اللقاءات، ومن ثم أصبحت تلك الدائرة جزءاً من حياتها وبيتها الثاني والدائم.
العاجل شُغفت بالبحث في التراث، هي باحثة بامتياز، وتنقلت في رحلات عبر المراحل التاريخية العديدة مع تلك التقارير السنوية للآثار، لتكتشف الشارقة مع المنقبين عن آثارها وتاريخ الاستيطان البشري الذي تعاقب على الشارقة من جماعات اجتماعية عبر حقب تاريخية، فتعرفت إلى من عاش فيها، ومن عبر ومر من خلالها إلى حضارات وأمم وشعوب في مناطق أخرى، ومن خلال التقارير الآثارية تعرفت الباحثة عائشة إلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجماعات البشرية التي عاشت في الشارقة قديماً.
للشعر والأدب مكانتهما عند عائشة «فمع الشعر نرتقي، ونلتقي كوكبة من الشعراء العرب وقاماته، ومع الأدب والسرد والإبداع نسمو بالروح في فيافٍ خلابة، تموج بنا أطايبها كلما تعمقنا في البحث عن ذاتنا، وفي مسيرة تكشفنا للمحيط بلغة إبداعية وصورة جمالية واستدعاءات وكنايات وتصاوير تستلهم وتلهم وتحيي الواقع من منظور أدبي راق».
تقول عائشة «التماس اليومي مع الفعل الثقافي له أثر التوهج، وللدائرة الثقافية في الشارقة اليد الطولى في ذلك، فالبرنامج الثقافي الشهري الذي يضم في كل يوم فعالية أو أكثر في شتى حقول المعرفة الإنسانية، وفي المجالات الإبداعية كافة، إضافة إلى الفعاليات الكبرى، والفعاليات الخارجية، كل ذلك خلق إنساناً تواقاً بداخلي، يشبه الإشراق، وينتمي للشارقة ومشروعها الثقافي الكبير، الذي أسس على رؤية تقتضي بناء الإنسان وتبتدئ منا وفينا نحن أبناء الشارقة».
يتزين مكتب عائشة العاجل بما أنتجته، وبكتب أخرى في عالم الأدب والمعرفة والثقافة، وتعتز بنتاجها الأدبي والفكري والمعرفي المنوع، فهنا يمكن أن تقرأ لها كتاباً حول التفاعلية في الصحف الإلكترونية الإماراتية، وهناك تجد رواية لها تحمل اسم «عودة ميرة»، إضافة إلى قصة لليافعين بعنوان «فردة حذاء»، أما في ما يتعلق بالكتابة الصحافية، فلها مقال شهري في مجلة الرافد الثقافية، إضافة إلى مشاركات عدة في مجلات وصحف عربية.
من خلال الرواية اكتشفت العاجل عوالم عدة، وتجربة ثرية، لا يشعر بها إلّا من دخل هذا العالم، تستحق العناء والبحث وسبر أغوارها. شغفها بالكتابة والسرد كان منذ الصغر، وكبر يوماً إثر يوم، وقصة إثر قصة، كانت تسردها إلى صديقاتها، وبمساعدة معلماتها في المدرسة تمت رعاية تلك البذرة كي تنمو وتكبر وتعبر عن نفسها وتبحث عن طريقها الذي يليق بها، فكتبت قصصاً قصيرة جداً للإذاعة المدرسية، وفي الجامعة كبر الأمر لتصبح مديرة تحرير المجلة الجامعية التي خصصت فيها جانباً للقصة، إيماناً منها بأنها النافذة الأرحب، المطلة على الروح والفعل الإنساني.