المجلس بحث دور المرأة في العمل الدبلوماسي والتحديات التي تواجهها بهدف تسليط الضوء على الدور الفاعل للمرأة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع. تصوير : آشوك فيرما

«المرأة في السلك الدبلوماسي».. صورة مضيئة من الإمارات

تحت عنوان «المرأة في السلك الدبلوماسي.. طموحات وفرص»، ناقش أول مجالس «مؤسسة دبي للمرأة» في عام 2016، دور المرأة في العمل الدبلوماسي والتحديات التي تواجهها، بهدف تسليط الضوء على الدور الفاعل للمرأة في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، وكذلك بحث في كيفية إعداد كوادر نسائية، في مجال السلك الدبلوماسي، قادرة على تحقيق التوازن بين الحياتين الاجتماعية والمهنية.

دعم كامل

أكدت السكرتير الثاني في إدارة تخطيط السياسات، أريج القرق، أن المرأة الإماراتية اليوم تعيش في فترة يتقدم لها الدعم في شتى المجالات، السياسية والاقتصادية، فالدولة تنتهج سياسة تمكين المرأة بشكل متميز. وأشارت إلى أن التحديات التي واجهتها لم تكن تحديات تواجه المرأة أو الرجل، بل تحديات تواجه الشخص نفسه. ورأت القرق أن السياسة أهداف، والدبلوماسية فن التواصل لتحقيق هذه الأهداف.

تمثيل الدولة

أكدت مديرة إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية، روضة العتيبة، أن دخولها في العمل الدبلوماسي أتى من العائلة، فوالدها كان عسكرياً، وعاشت فترة من حياتها خارج الدولة، لهذا اختارت دراسة العلوم السياسية لتتمكن من تمثيل الإمارات. ولفتت إلى أنها تعمل في السلك الدبلوماسي منذ 14 عاماً، مشيرة إلى أن هذا الدور أكثر تشويقاً من العمل السياسي، فهو يجعل الشخص سياسياً واقتصادياً في الوقت عينه.

استجابة

المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، شمسة صالح، قالت «إن دعم تمثيل المرأة في السلك الدبلوماسي يأتي استجابة لتوجيهات حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة في تحقيق التوازن بين الجنسين في كل المجالات ولاسيما رفع المشاركة السياسية والاقتصادية للمرأة وزيادة تمثيلها في السلك الدبلوماسي».

نماذج رائعة

العضو في المجلس الوطني الاتحادي، عزة سليمان بن سليمان، أشارت إلى أن المرأة الإماراتية اليوم، إلى جانب الرجل الإماراتي، يقدمان نماذج رائعة. واعتبرت أن الإمارات أرض الأحلام التي تتحقق بفضل القيادات الحكيمة، مشيدة بالأكاديمية الدبلوماسية التي من شأنها توفير برامج التطوير والتدريب اللازمة من أجل ترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات لاعباً رئيساً على الساحة الدولية. ورأت أن أبرز تحدياته للمرأة هو طبيعة العمل المتطلبة للسفر والإقامة في الخارج.

تحديات

أكدت مديرة إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، آمنة المهيري، أن التحديات التي تواجه المرأة في السلك الدبلوماسي ليست مباشرة ومترتبة من العمل نفسه، بقدر ما هي تحديات تواجه المرأة عموماً، فالمرأة أمّ وزوجة، وتضطر أحياناً إلى ترك أولادها، إلى جانب التخوف من السفر إلى الخارج، مشيرة إلى أنها حصلت على الدعم من زوجها للموازنة بين العمل والحياة الشخصية. واعتبرت أن الفرص تأتي للجميع، وعلى كل من المرأة والرجل تحمل المسؤولية واغتنامها.

وتأتي الجلسة في إطار الجهد الذي تبذله القيادة الإماراتية من أجل تمكين وتعزيز دور المرأة في مجال التمثيل الخارجي، حيث بلغ عدد العاملات في السلك الدبلوماسي والقنصلي 175 سيدة مقابل 42 سيدة يعملن ضمن بعثات الدولة في العالم، كما يبلغ عدد العاملات في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي خمس سفيرات.

حضر الجلسة عضو المجلس الوطني الاتحادي، عزة سليمان بن سليمان، مديرة إدارة حقوق الإنسان في وزارة الخارجية، آمنة المهيري، ونائب مدير إدارة المنظمات الدولية، وزارة الخارجية، حمد الزعابي، وسكرتير ثانٍ في إدارة تخطيط السياسات، أريج القرق، ومديرة إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية، روضة العتيبة، ومديرة إدارة الاتصال في وزارة الخارجية، مريم الفلاسي، والمدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في مدرسة واشنطن للبروتوكول، سعيد الصلخدي.

انطلقت الجلسة، التي نظمت، أمس، في فندق «جي دبليو ماريوت ماركيز»، بكلمة المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، شمسة صالح، التي شددت على أن المجلس يشكل منصة لمناقشة القضايا المهمة، وكذلك لإطلاق مبادرات جديدة، ودعم التوصيات التي تخرج منها.

وشددت على الدور الاستثنائي الذي تلعبه المرأة الدبلوماسية التي تمثل الدولة في الخارج، وما تعكسه من صورة مشرفة لدولة الإمارات، مشيرة إلى أن دعمها وتعزيز دورها يتمثلان في صقل مهاراتها وتوفير البرامج التدريبية المتخصصة، بالإضافة إلى الوقوف على التحديات القائمة، واستخلاص التوصيات التي تدفع بمسيرتها المهنية إلى الأمام وتزيد من فرصها لتكون قادرة على القيام بمهامها كامرأة عاملة، تضطرها مهامها الوظيفية إلى الإقامة خارج الدولة أحياناً، والقيام بدورها زوجةً وأمّاً ترعى أسرتها.

نائب مدير إدارة المنظمات الدولية، وزارة الخارجية، حمد الزعابي، أكد أن القيادة الحكيمة هي التي ساندت المرأة ومكنتها من الوصول إلى المناصب المهمة، فهي موجودة في المنظمات الدولية والسفارات، وتعكس ثقافة الإمارات، وهي مؤهلة لذلك، ووجودها مهم لأنها تعكس صورة حضارية عن الدولة.

وشدد على أن العمل الدبلوماسي يتطلب ثقافة، مشيراً إلى أن وجودها في المناصب بعد تخرجها سيجعلها تعكس الثقافة والتحصيل من خلال العمل. بينما أكدت مديرة إدارة الاتصال في وزارة الخارجية، مريم الفلاسي، على أن وزارة الخارجية هي الوزارة الوحيدة التي تربط الدولة بالخارج، مشيرة إلى أن العمل في هذا المجال يخدم الدولة، فهو ينطوي على مهمة إيصال سياسة الدولة للخارج، والحفاظ على مصالحنا مع الخارج. وأشارت إلى أن الإعلام اليوم أصبح ديناميكياً وسريعاً، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في ذلك. وأشارت إلى أن الإمارات كانت دائماً مواكبة لحالة الإعلام السريع.

 

 

الأكثر مشاركة