أصالة نصري: لست حيادية في مواقفي

«أنا صاحبة موقف ولست حيادية».. بهذه العبارة بدأت الفنانة السورية أصالة نصري، حوارها الخاص مع «الإمارات اليوم، بمناسبة مشاركتها للمرة الأولى عضو لجنة تحكيم في برنامج «محمد عبده وفنان العرب»، إلى جانب الفنان الكويتي عبدالله الرويشد، ومجموعة من النجوم الضيوف، الذين استضافهم البرنامج، معربة بشيء من الأريحية عن طريقتها في تقديم آرائها وتقييم المشتركين الذين يغادرون البرنامج، مضيفة: «أنا ضد القساوة بشكل عام، وأتحيز لتقديم رأيي بالمواهب الشابة بعيداً عن التجريح أو الانتقادات التي يمكن خلق خلافات بين أعضاء لجنة التحكيم، وأعتقد أن الجميع في هذا البرنامج يتميز بالدماثة واللطف، والقدرة على إيصال المعلومة بطريقة مهذبة، وأتمنى في هذا الإطار أن تبقى الموسيقى المجال الأرحب لتكريس المشاعر الإنسانية النبيلة، والواحة التي يهفو إليها الجميع بعيداً عن الصراعات والحسابات الصغيرة».

ألبوم خليجي

ليس بعيداً عن أجواء مشاركتها في برنامج «محمد عبده وفنان العرب» على قناة دبي الأولى، تحدثت أصالة نصري عن انتهائها من تسجيل أغاني ألبومها الخليجي الجديد المقرر صدروه أواخر هذا العام، مفضلة الحديث عن تفاصليه إلى حوار موسع وعدت به «الإمارات اليوم» عند انتهائها من تسجيل الموسم الأول من البرنامج وتتويج الفائز بلقب فنان العرب، مشيرة إلى ثقتها في مواهب المشاركين التي فاقت توقعاتها، وتمنياتها بأن يفوق الفائز باللقب توقعات الجمهور المتابع للبرنامج.

صراحة متناهية

هذه النظرة المنطقية بعض الشيء لم تمنع صاحبة أغنية «أغضب» من الحديث بشفافية عن حياتها الإنسانية، وأهم الجوانب السلبية في شخصيتها التي أرجعتها (صولة) إلى ما صنعته الشهرة المبكرة بها حيث تقول: «أطلب من كل الناس الذين أتعامل معهم أن يحبونني بصدق ويتعاملوا معي على هذا الأساس، لذلك أرى تصرفي غريباً أحياناً مع بعض الأشخاص الذين لا يعرفونني في عدد من المواقف التي تجمعني بهم أثناء سفري إلى بعض البلدان الأوروبية أو الأميركية، وهذا ما يدعوني اليوم إلى مراجعة هذه القناعة الخاطئة وإقناع نفسي مجدداً بأنه ليس من الضروري أن أتقاسم الحب مع الجميع، رغم سعيي إليه طوال الوقت»، وتضيف: «لهذا السبب أشعر الآن بأن مشاركتي في برنامج (محمد عبده وفنان العرب) أوجد إلى حد كبير لدي الشعور بالثقة والرضا عن النفس، إضافة إلى إحساس جميل بالتجدد والقدرة على تقديم تجارب مستحدثة لجمهوري، لا تبتعد عن مجال الغناء الذي أحلق فيه نحو آفاق المحبة التي ترافق رؤيتي للناس وللحياة».

مواهب حقيقية

لا تنفي أصالة سعادتها بالمشاركة في برنامج يحمل اسم فنان العرب، ويضم مواهب عربية حقيقية، على حد تعبيرها، يمكن لها النجاح والاستمرارية، وتضرب في ذلك مثال موهبة الطفل اللبناني دانيال عياش، الذي شارك في إحدى حلقات البرنامج وقدم ما وصفته بالإمكانات (المعجزة)، التي تؤهله لنجومية حقيقية في المستقبل. وتتابع: «لدينا موهبة غير عادية أتوقع أن يتابعها الجمهور باهتمام في السنوات المقبلة، لما يتمتع به هذا الطفل من قدرات وإمكانات صوتية تؤهله للغناء تماماً مثل كبار النجوم في العالم العربي»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أهمية هذه النوعية من برامج المسابقات الغنائية في إبراز هذه الأصوات المهمة، وتقديمها للساحة الفنية العربية، رغم ازدحام برامج الهواة على المحطات العربية وتنافسها في تقديم المواهب الشابة، مضيفة: «هذا ليس كثيراً على الموهبة التي تسعد الجمهور بإمكاناتها، وتستحق الظهور في برنامج متكامل يمكن أن يقدمها بشكل صحيح للناس ويفتح لها آفاق المستقبل، ويكفي أن يقدم برنامج غنائي موهبة فنية جديدة واحدة كل عام، لأن العالم العربي لا أظنه محتاجاً لأكثر من مطرب حقيقي كل فترة، هذا دون اعتبار المواهب الأخرى، التي يسلط عليها الضوء في هذه البرامج الباحثة عن فرص تحسين مستواها المالي، وفرص الظهور والالتحاق بمجالات فنية أخرى، وكل هذا يصب طبعاً في مصلحة الطاقات الفنية الجديدة التي تحتاج إلى وسيلة للظهور وتحقيق الشهرة».

لعبة فنية

تفضل أصالة الحديث عن التحكيم في البرامج الغنائية بطريقة أقرب إلى (اللعبة الفنية)، التي أحبت خوض غمارها من دون أن تعرف قواعدها ولا تداعيات نتائجها ،عندما يتعلق الأمر بردود أفعال المحكمين وتعاملهم مع المواقف المباشرة وتصرفات الهواة وما يقدمونه على خشبة المسرح، بل هي لعبة أقرب إلى التحدي الذي تخوضه الفنانة لأول مرة، وتتحدث عنه قائلة: «أشعر بالفرح وأنا أتحدث عن هذه التجربة التي قررت دخولها، واعتبرتها بمثابة التحدي الذي أخوضه مع نفسي لأتعرف إلى تفاصيل هذه المغامرة ومتطلبات خوضها، وكيفية التصرف في هذه المعطيات الجديدة من دون تحضير مسبق، وبعيداً عن المثالية والقوالب الجاهزة التي قد تجعلنا نثق أحياناً بصحة آرائنا وأفضليتها حين نحكم على تصرف هذا الفنان أو ذاك في بعض المواقف التي يواجهها»، وتضيف باسمة: «تماماً عندما يداهمنا لص ظريف يحاول سرقة بيتنا فنعتقد للوهلة الأولى أننا قادرون على مواجهته وإرغامه على الفرار، ولكننا سرعان ما نقرر الاختباء وانتظار ما سيحدث، لهذا السبب قررت أن أخوض تجربة برنامج (محمد عبده وفنان العرب) لأتعرف إلى إمكاناتي في هذا المجال، وقدرتي على إصدار أحكام منطقية ومتزنة في معظم الأحيان، خصوصاً ما إذا كان لدي جُمل روتينية مكررة تشعرني بالملل من نفسي».

 

الأكثر مشاركة