محمد عبدو يتوسط أصالة ونبيل شعيل وعبد الله الرويشد. من المصدر

«فنان العرب» يرفع حدة الانتقادات

شكلت أجواء الطرب واحتدام المنافسة العنوان الأبرز للحلقة السادسة من برنامج «محمد عبده وفنان العرب»، في الوقت الذي فاجأ فيه الكويتي عبدالله الرويشد، والسورية أصالة نصري، المشتركين الأربعة هذه المرة بارتفاع حدة الانتقادات، وابتعادهما الواضح عن المجاملة، مدعومين في ذلك بضيف البرنامج، الكويتي نبيل شعيل، الذي حل عضواً جديداً على لجنة تحكيم الحلقة السادسة، وأبدى آراء لا تخلو من بعض الحزم في تقييم عدد من المشاركات، مقارنة بآراء «فنان العرب» التي حرصت على فتح المجال للفرص الجديدة.

عبق الماضي

فرصة للمبتدئين

رغم التعب الذي بدا واضحاً عليه، استطاع الفنان نبيل شعيل تقديم مجموعة من أبرز أغانيه الناجحة لجمهور مسرح «فنان العرب»، حيث افتتح مشاركته في الحلقة بأغنية «ابنساكم»، التي انضم على إثرها إلى لجنة التحكيم للمشاركة في تقييم المشتركين الأربعة، ثم قدم بعدها أغنية «منطقي»، التي تفاعل معها الجمهور ولجنة تحكيم البرنامج، قبل أن يختتم مشاركته بأغنية «يا عسل»، التي عبّر بعدها الفنان عن سعادته بهذه المشاركة، معتبراً أن هذه النوعية من البرامج تقدم فرصة للمبتدئين للظهور والنجومية.

أضواء المدينة

توقفت الحلقة السادسة من برنامج «محمد عبده وفنان العرب»، كعادتها، وضمن سلسلة التقارير الخاصة بمسيرة الفنان الكبير وأهم المحطات الإنسانية والفنية، عند احترافه التلحين وتفرغه للغناء في منتصف الستينات من القرن الماضي، لتقديم عدد من الأغاني الناجحة، مثل أغنية «ما دام الحلو ناسينا»، وأغنية «أشوفك كل يوم وأروح»، والفترة التي قرر فيها الفنان الاستقرار في مصر في عام 1967، بعد هزيمة حزيران، وتوجه معظم الفنانين إلى لبنان، حيث قرر فنان العرب الانطلاق من القاهرة لتقديم فنه لجمهور عريض، بعد أن قرر تشكيل فرقة موسيقية صغيرة، قدم معها العديد من الأغاني الناجحة في بداية عام 1971، نذكر منها أغنية «لا تناظرني بعين»، وأغنية «مركب الهند» التي حقق بها الفنان النجاح الواسع، خصوصاً إثر مشاركته في برنامج «أضواء المدينة»، الذي اعتبره بداية الفترة الذهبية لانتشار أغانيه عربياً.

قدم فنان العرب في مستهل البرنامج أغنية «يكفيك أنك شفتها»، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن مسيرته الفنية، التي رابط فيها الفنان على العمل الدؤوب، رافضاً التخلي عن أهدافه والتغيير، حتى لو أتيحت له فرصة بدايات جديدة، قائلاً «عشت الحياة كما أقبلت عليّ، ولو كنت قادراً على استعادة الماضي لحاولت الاستفادة من أخطائي، والتعلم من تجارب الآخرين، علماً بأنني لاأزال أفضّل الأمور التلقائية التي تحصل دون تخطيط».

من جهة أخرى، تحدث «فنان العرب» عن تطور الأغنية الخليجية وانفتاحها على الأغنية العربية، في ظل التطور التقني والتكنولوجي الذي ساهم بدوره في تطويرها، في الوقت الذي شدد الفنان على أهمية وقيمة محافظة الأغنية الخليجية على خصوصيتها ولونها المميز.

أجواء خاصة

مع بداية مرحلة المنافسات الأولى التي أشرف عليها الملحن عصام كمال، قدم المشترك المصري أحمد سالم أغنية «وحياتك يا حبيبي» لسيد مكاوي، من دون أن ينال رضا لجنة التحكيم، حيث تحدث عبدالله الرويشد عن خروجه عن اللحن، فيما أبدى نبيل شعيل إعجابه بخامة صوته مقابل عدم توقفه في اختيار الأغنية والطبقة الصوتية المناسبة لأدائها.

بالمقابل، أدى المشترك السعودي عبدالرحمن المفرج أغنية «مرني»، لعبدالكريم عبدالقادر، بطريقة لم تنل رضا لجنة التحكيم، التي تحدثت عن ارتباكه الواضح، رغم خامة الصوت «الشعبية» التي تميزه، على حد تعبير الرويشد، فيما لفت «فنان العرب» إلى حق المشاركين في تجربة مواهبهم المتعددة في مجال الغناء، والفرصة التي يقدمها البرنامج لهم لاختبارها أمام لجنة التحكيم.

ومع دخول المشتركة اللبنانية أماني النوري معترك المنافسات، من خلال أغنية «بلاش تبوسني في عيني»، لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، تصاعدت أجواء التنافس، وتحولت معها آراء لجنة التحكيم التي أجمعت على جودة أدائها وتمتعها بمساحات صوتية شاسعة، إضافة إلى جمالية صوتها «الملائكي»، على حد تعبير أصالة، فيما اعتبر نبيل شعيل صعود أماني إعلاناً للبداية الحقيقية للبرنامج، واحتدام السباق بين المشتركين، فيما فضّل محمد عبده الحديث عن تمكنها من أدواتها، وصوتها الجميل الذي «لطّف الأجواء»، وضمن لها التأهل إلى المرحلة الثانية مع إعلان أحمد عبدالله ورؤى الصبان عن نتيجة منافسات المرحلة الأولى، ونيلها أعلى نسبة تصويت عادلت 53 علامة، إلى جانب المشترك السعودي بـ39 علامة، في الوقت الذي غادر فيه المشترك المصري المسابقة، بعد حصوله على أقل نسبة تصويت من قبل لجنة التحكيم.

انتقادات قاسية

لم يحالف الحظ المشتركة الأخيرة أمل عتبي، الآتية من الجزائر، بعد أن اختارت أغنية «صبري عليك طال»، للراحلة رجاء بلمليح، حيث نالت انتقادات قاسية من لجنة التحكيم، جعلت الفنانة أصالة تؤدي مقطعاً من الأغنية بصوتها، فيما تحدث الرويشد عن خروجها الواضح عن اللحن، واختلاف صوتها عن مرحلة تجارب الأداء التي نجحت فيها، أما نبيل شعيل فقد لفت إلى ابتعاد المشاركة عن المطلوب، وانحصار أدائها المقدم في تجربة الغناء للأهل والأقارب، على عكس «فنان العرب» الذي طلب منها غناء مقطع من اللون الجزائري القديم الذي نال إعجاب الجميع، ولم ينقذ المشاركة من مغادرة البرنامج مع الإعلان عن نتائج المرحلة الثانية من المنافسات، وحصولها على أقل نسبة تصويت (24 علامة).

من ثم، احتدمت المنافسات بين المشترك السعودي والمشتركة اللبنانية في المرحلة الأخيرة الخاصة بالأداء الخليجي لأغاني فنان العرب، حيث اختار عبدالرحمن أغنية «المعاناة»، فيما انحازت أماني إلى أغنية «الله جابك»، التي استطاعت بها المشتركة اللبنانية تحقيق الفوز النهائي ببطاقة التأهل عن الحلقة الخامسة والمشاركة في التصفيات النهائية.

الأكثر مشاركة