«الحرف والصناعات التقليدية».. تأكيد الخصوصية
تستمر فعاليات مهرجان الحرف والصناعات التقليدية الثاني في سوق القطارة في مدينة العين بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، متضمناً العديد من الفعاليات والأنشطة التراثية والثقافية الترفيهية والتعليمية والمعارض الفنية، وسط أجواء تراثية وعروض فلكلورية مميزة.
ومن أبرز ما يلفت الزائر أو المشارك في فعاليات هذا المهرجان أثناء زيارة مركز القطارة للفنون ركن «المجلس الإماراتي المعاصر»، الذي يعرض المنتجات الإماراتية التقليدية بلمسة عصرية مع الحفاظ على الطابع التقليدي لهذه المنتجات، والمجلس من تصميم فريق استديو «دي 04» الذي أسسته أربع شابات هن فاطمة الزعابي، خالدة الجاك، نورا العور، وريان حنفي، اللاتي كانت لهن مشاركات متميزة على مستوى الدولة في العديد من المعارض الفنية أبرزها «فن أبوظبي» في دورة عام 2014.
وعن كيفية تحويل هذه المواد إلى بيئة عصرية قالت عضوات الفريق «إنّ ذلك يتم من خلال التركيز على أهمية تفاصيل بناء الطبقات أثناء العمل على التصميم وفهم ماهية المواد المستخدمة وكيفية تمازجها»، ومن بين المنتجات المعروضة في هذا المجلس «الزخارف المجسمة، المرش، مدخن، جرة».
ويعرض هذا المجلس «الزخارف المجسمة» التي تزين الأثاث والمفروشات المنزلية في البيت الإماراتي التقليدي لإبراز قيم الكرم وحسن الضيافة الإماراتية، خصوصاً المدخن الذي يجول المجلس قبل وصول الضيوف ويشكل أحد عناصر المجلس المتماهية مع التصميم، بالإضافة إلى قطعة أخرى قابلة للفصل بالروح نفسها موجودة لاستمرار عملية نقل المدخن من زائر إلى آخر، وهنا تعود الزخارف المجسمة للظهور في أفكار المجلس التقليدية، وفي الوقت ذاته قامت المشاركات بإضفاء لمسة معاصرة عليه، ليبقى الدخون هو الزخرفة والمدخن مجرد مسرح له.
أمّا «المرش» المصنوع من أنابيب النحاس والحديد المطلي بمسحوق بالإضافة إلى أنبوب أكريليك، فأكد أهمية هذه القطعة في البيوت الإماراتية للاحتفال برائحة العود والعنبر في جميع الأعياد، وهذه القطعة المعروضة في المجلس هي نموذج جديد من المرش التقليدي يتماشى مع حياة البيت الإماراتي الحديث، وأتى الإطار الدقيق ليعكس شكل المرش التقليدي بصورة جديدة والعطور الثمينة محتفظة في المكعبات السوداء. كما يعرض المجلس «الجرة» المصنوعة من الطين الأسود والنحاس مستوحاة من الجرة التقليدية مع إدخال مادة جديدة ترمز إلى الحاضر. وتشهد مسابقة إعداد القهوة العربية إقبالاً ملحوظاً في فئاتها الأربع التي تشمل فئة تحت سن 20 عاماً، وفئة متوسطي العمر من 21 - 50 سنة، وفئة كبار السن فوق الـ 51 عاماً، وفئة النساء، والهدف من جمع فئات عمرية مختلفة في المسابقة هو ضمان توريث هذه التقاليد إلى الأجيال الجديدة، ومن أجل إحياء التراث الإماراتي وصون العادات والتقاليد الأصيلة والتعريف بها.