ابتسام أمين:الجمال ينبع من الداخل.. والأزياء مكمـلات

تتذكر الإعلامية المغربية، ابتسام أمين، اللحظات الأولى التي عاشتها مع برنامج «أنت أجمل» على قناة دبي الأولى، بعد تجربتها الإعلامية، التي تجاوزت الخمس سنوات ونصف السنة، أمضتها بين برنامج «محطات» على قناة العربية الإخبارية، وبرنامج «سوالفنا حلوة» على شاشة تلفزيون دبي، معتبرة أن فكرة تقديم برنامج يعنى بالموضة والأزياء، تحدٍّ كبير نجحت في تجاوزه، قائلة: «كان تقديم هذا النوع من البرامج فكرة جديدة بالنسبة لي، لأنني كنت أعتقد مثل جميع المشاهدين أن أي برنامج موضة يعتمد على تغيير الشكل والمكياج، لكنني اكتشفت أن المهمة أصعب مع وجود مشاركات يتعاملن للمرة الأولى مع الكاميرا، ويرغبن في وقت قياسي التخلص من نمط حياة قديم دأبن على مزاولته، أو يبدين صعوبة في التعامل مع التغيير لتبرز هنا مهارة التعامل مع كل هذه الشخصيات، وإيجاد السبل الكفيلة بإقناعها»، وتتابع: «لهذا السبب حاولت التركيز على أهمية مفاهيم الثقة بالنفس والجمال الداخلي الذي تقوم الأزياء بإبرازه، فكانت كل حلقة قصة جديدة برؤية متجددة وبمنظور جمالي مختلف تتحدث فيه كل سيدة بحرية عن نفسها، وعما تتمنى تغييره في مظهرها، وكنت في كل مرة أكثر فرحاً بسعادة كل نجمة جديدة تطل على حلقات البرنامج».

اللحظات الأولى

تتذكر مقدمة «أنت أجمل» جيداً تصوير الحلقة الأولى من البرنامج والساعات الطويلة التي أمضتها ما بين التصوير الداخلي والخارجي، والتعب الذي رافق إعادة الفقرات بسبب المواقف الارتجالية التي صاحبت التصوير وفرح اللحظات التي لا تنسى في كل حلقة، وحكايات النساء والفتيات مع الموضة والأزياء، خصوصاً حكاية السيدة التي عانت من زيادة الوزن بعد إنجاب طفلها الأول، وتراجع ثقتها بنفسها، ولجأت للبرنامج الذي انتهت حلقته بمفاجأتها غير المتوقعة وفرحها الكبير باستعادة نضارتها.

طيبة

بعيداً عن الإعلام، تمضي ابتسام أمين أوقاتها في ممارسة الرياضة واتباع نمط غذاء صحي يحافظ على اللياقة، ومشاهدة الأفلام السينمائية برفقة الأصدقاء، ولا تنسى خيبات الأمل التي زادتها ثقة ومقدرة على التعامل مع الحياة بأكثر واقعية وبعيداً عن الرومانسية، حيث تقول: «قد يراني البعض متكبرة، لكن من يقترب مني سرعان ما يدرك بساطتي وعفويتي الزائدة عن اللزوم أحياناً»، وتضيف: «أعترف بتسرعي في اتخاذ القرارات أحياناً لكنني أعود لمراجعة نفسي ولا أجد مانعاً من الاعتذار، وهذا ما يجعل القريبين مني يعلمون درجة طيبتي ويسامحونني عند الغلط».

عفوية وتلقائية

على الرغم من تقديمها لموسم جديد من البرنامج، إلا أن ابتسام لم تخش المقارنة مع من سبقها في تقديم هذا البرنامج على مدى السنوات الماضية، خصوصاً أن «فورمات» البرنامج معروفة وموجودة على نطاق واسع في المحطات الأميركية والفرنسية، ويظل الأهم بالنسبة لها تقديم الموسم الجديد بروح متجددة تعكس التلقائية التي تتمتع بها أمين، ومختلف المشاركات في البرنامج، إلى جانب عفوية المواقف اللحظية المفعمة بالمفاجأة والتشويق اللذين يجذبان فئة الجمهور المتابع لبرامج الموضة والجمال.

وتتابع ابتسام أمين حديثها قائلة: «كنت متحمسة لفكرة تقديم البرنامج لأنني متيقنة جيداً من إلمامي بتفاصيل الموضة وأخبارها، ما جعل أصدقائي يقولون لي دائماً إنهم يرونني مناسبة للعمل في هذا المجال إلى جانب ثقتهم الكبيرة بذوقي، وأسلوبي الذي يرونه بعيدا عن التقليد» وتتابع ضاحكة: «كثيراً ما تتصل بي صديقاتي لاستشارتي في خيارات ملابسهن في المناسبات العامة والخاصة، وكلهن مجتمعات على موهبتي المتفردة بالإقناع، بالإضافة إلى فن التواصل الخلاق مع الجميع، وسرعة بناء جسور الثقة مع الآخرين».

لكن هذه الموهبة التي تصفها الإعلامية المغربية، لم تشجعها على خوض غمار الأزياء بشكل أوسع في الوقت الراهن، حيث تعتبر التفكير في تقديم مشروع خاص بالأزياء في دبي محتاجاً إلى تخطيط مسبق وميزانية قادرة على المنافسة في مدينة استطاعت استقطاب أكبر صانعي الموضة في العالم، تاركة هذا المشروع لوقت لاحق تكون فيه الخبرة كفيلة بفتح آفاق أرحب.

محطات

تعترف ابتسام بأن دخولها عالم الإعلام جاء بمحض المصادفة بعد تخصصها في هندسة الديكور، مشيرة إلى أن عالم الأزياء والديكور يجتمعان على عنصر الإبداع والابتكار نفسه، خصوصاً على التحدي الذي بدأته قبل ثلاث سنوات من خلال تقديمها برنامج «محطات»، وخوضها لتجربة هذه النوعية من البرامج القريبة إلى الوثائقية قائلة: «أحب أن أترك بصمتي وأسلوبي في كل برنامج أقدمه، وأعتقد أن تجربتي مع (محطات) كانت مثرية للغاية، حيث جعلتني أنتقل إلى العمل مع تلفزيون دبي في برنامج (سوالفنا الحلوة) مع مجموعة من المذيعين وعدد كبير من نجوم العالم العربي، ولا أخفي اليوم سعادتي بالعمل مع شبكة قنوات دبي، التي أشعر في غمارها بالراحة التي توفرها سهولة التعامل والإيجابية التي يبديها الكل هنا»، وتضيف: «لن أنسى الساعات الطويلة التي جمعتني بفريق العمل ولا أجواء الأستوديو العائلية، وأفتقد المواقف الحلوة التي مررنا بها جميعاً وعفوية الأصدقاء ورحابة صدرهم».

دموع حارة

في «سوالفنا حلوة» لم يتسنَّ للجمهور نسيان دموع ابتسام الحارة وهي تتحدث عن تجربتها الشخصية وعائلتها، واصفة هذه اللحظات بالصادقة التي تعاملت معها بكل شفافية، مؤكدة للجميع أن حياتها ليست مثالية ولا جلوسها على كرسي الأضواء يعني أن الحياة وردية على الدوام، حيث تقول: «أرفض نموذج المذيعة التي تتصنع المثالية وتحاول رسم صورة مغايرة للحقيقة، وأعترف بأنني لو استسلمت لظروفي ولم أستطع تجاوز المراحل الصعبة التي مررت بها في حياتي، لما تمكنت من تذليل الصعاب وقلب الموازين لمصلحتي ومواصلة طريق النجاح»، وتتابع: «لا أخاف ولا أخجل من ظروف خارجة عن إرادتي، كما لم أقل أشياء تنتقص من قيمة أهلي، ولم أكذب أو أختلق أشياء لا وجود لها، لأنني في نهاية المطاف إنسانة تبكي وتضحك وتحاول إثبات تجربتها والوصول إلى قلوب الناس».

الأكثر مشاركة