«دي ثري».. الإبداع سيد الموقف
يدرك المرء منذ دخوله ملتقى «دي ثري» في «حي دبي للتصميم»، أنه سيعيش تجربة ثرية بكل أشكال الفنون، حيث تباغته الموسيقى التي تصدح على المسرح مع الموسيقيين والفنانين المشاركين، ليتنقل بعدها بين الأروقة المختلفة التي تجمع بين الأزياء، وتصميم الحقائب، وعروض الأزياء الثلاثية الأبعاد. يتجاور في الملتقى الذي انطلق أول من أمس، مختلف أنواع الفنون، إلى جانب الحرف اليدوية وورش العمل التي تكسب الحضور معارف جديدة، ليشكل بذلك منصة مميزة للإبداع.
| ورش خاصة
قدمت مجموعة من العاملين في «لاس فيت» ورش عمل خاصة بصناعة الزجاج الخاص بالإضاءة. وعرفنا مارك اثميرت إلى الطرق الفنية التي تتبع في صناعة الزجاج اليدوي، وقال إن «الرمل هو المادة الأولية لصناعة الزجاج، وكل ما نقدمه هو الزجاج الخاص بالثريات للإضاءة، ونوضح من خلال المصممين كيفية العمل على تشكيل الزجاج». ولفت إلى أنه يتم العمل على إذابة الزجاج طوال الليل قبل البدء بالعمل عليه، وبعدها تبدأ العملية التي تتطلب الكثير من العمل والإعادة حتى الحصول على النتيجة النهائية، وبعدها يتم وضعه في الثلاجة التي تكون حرارتها مرتفعة وتبدأ بالانخفاض تدريجياً حتى تصل إلى درجة حرارة الغرفة. ويتم تشكيل الزجاج يدوياً بواسطة الآلات الحادة والجرائد المبللة بالماء للحصول على النتيجة المبتغاة. موسيقى تشتمل فعاليات الملتقى على برنامج ترفيهي موسيقي مميز يقدم عروضاً حية لموسيقيين محليين وإقليميين وعالميين. ومن المشاركين في العروض الموسيقية، المطرب البريطاني الشهير جون نيومان، الذي قدم حفلاً في اليوم الأول من الملتقى، وجاهدة وهبة التي قدمت حفلها في اليوم الثاني. كما تشتمل على عروض فنية ومنها فرقة مشروع ليلى و«ذا نارسيسيست» وزاهد سلطان، وغيرهم الكثير ممن يعززون إثارة وبهجة الملتقى. مصنع العلكة يقدم الملتقى تجربة مميزة تمكن الجمهور من التعرف إلى أسرار صناعة العلكة، وكذلك يتيح لهم صناعة العلكة الخاصة بهم مع مزج نوعين من النكهات. ويتم التعرف إلى صناعة العلكة من خلال العاملين في شركة بومباس أند بار، التي تقدم مصنعاً خاصاً لصناعة العلكة. تبدأ التجربة من خلال الغرفة الأولى التي تعرف الحضور إلى المادة الأساسية التي تتكون منها العلكة والمواد التي تضاف اليها، والتعرف إلى النكهات وانتقاء نكهتين لصناعة علكة خاصة. |
ويعتبر الملتقى الانطلاقة الفعلية أو النبذة التي تعرف الجمهور إلى «حي دبي للتصميم»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي سيكون مقراً للتصميم والإبداع، حيث سيلعب دوراً رئيساً في استقطاب المواهب والعلامات التجارية من مختلف القطاعات الابداعية والفنية الرائدة في المنطقة والعالم. ويحمل الملتقى الذي يختتم اليوم مجموعة كبيرة من الفعاليات التي تتنوع بين الفنية والترفيهية، الى جانب ذلك يقدم عروض أفلام، وأعمالاً فنية تركيبية، ومن بين الأعمال الموجودة عمل للفنان الإماراتي جلال لقمان بعنوان «تحت ألف قناع»، ويبرز فيه الأقنعة الفعلية والمزاجية التي يضعها البشر ويظهر شيئاً من الجمال البشري تحت الاقنعة. ويقدم الملتقى ورش عمل للأطفال الصغار، كما يعرض الشراكات التي أقامها مع المبدعين في قطاع الأطعمة والشراب، ومنها مقهى الرصيف الذي صممه كل من مراد «مومو» معزوز، مالك المقهى والفنان حسن حجّاج. وأكد الرئيس التنفيذي للعمليات في «حي دبي للتصميم»، محمد الشحي، أن الملتقى يجمع الكثير من الفعاليات، فهو متنوع ويشمل التصميم بمعناه الواسع، لذا فهو يعرف الجمهور إلى التصميم في ميادين مختلفة، لأن الهدف أن يكون ملتقى مميزاً في النكهة التي يقدمها. وأشار الى أن «حي دبي للتصميم» شبه جاهز في مرحلته الأولى، فبعض الشركات ستنتقل إليه خلال الأسابيع المقبلة، وبالتالي خلال الأشهر المقبلة ستبدأ الحركة تتوسع داخله. ورأى الشحي أن «حي دبي للتصميم» سيسهم في تنشئة جيل يدرك مفهوم التصميم، ويجذبه الى هذا الفن، مشيراً الى وجود نسبة من المصممين الذين لم يكونوا معروفين في دبي، مقابل شهرة واسعة على صعيد عالمي، ومبيناً كيف سيوجد الحي بيئة عمل مناسبة لهم كي يتطوروا ويتقدموا بالطريقة المناسبة ويحقق لهم الانتشار محلياً. وأشار الى وجود ما يقارب 20 مصمماً من الشباب المبتدئين، مؤكداً وجود تسهيلات لهم من قبل جهات حكومية. أمّا عدد المصممين الإماراتيين في الحي فيصل الى ما يزيد على 25 مواطناً.
عرض في الملتقى مصمم الأثاث الإماراتي خالد الشعفار، أربع قطع من المقاعد المخصصة للأماكن العامة، وقال عن مشاركته «قدمت التصميم من تركيب مقعد، وطوله خمسة أمتار، وعرضه 40 سنتيمتراً، وهو مقدم بالتعاون مع المجلس الأميركي للأخشاب الصلبة، وهو ليس تعاوناً عادياً، لأنه يشمل عملية اختبار لنوع من الخشب الأميركي الذي يستعمل في تصاميم الأثاث الداخلي، ولكننا قمنا بمعالجة ثلاثة مقاعد بالزيوت كي تقاوم العوامل الخارجية، وأبقينا مقعداً من دون معالجة كي نختبر مقاومة هذا النوع من الخشب للظروف المناخية القاسية». وأشار الشعفار الى أن المقعد يحمل ارتفاعات متفاوتة والكثير من الأحجام، فهو يعكس اختلاف الهيئات واختلاف العمر والأحجام، فالمقعد مخصص للكبار والصغار، فهو كرسي للمجتمع، موضحاً أنه دمج بين الشكل الخارجي للكرسي، والأحجار من داخله، ليعكس دبي كمدينة تحدث فيها العمارات بشكل متسارع وكبير. وعمل الشعفار مع القيمين على «حي دبي للتصميم»، كونه من الفريق الدائم القيم على المشروع، ورأى أن الرؤية التي يقدمها أتت في مكانها وفي الوقت المناسب، لاسيما أن التصميم يستقطب الكفاءات العديدة من الخارج، ويقربهم من بعضهم بعضاً، ويوجد تعاون بين مصممين مختلفين من مجالات مختلفة. ورأى أن التجاور بين مصممين من مجالات مختلفة قد يقود الى انتاج أعمال مشتركة، منوهاً بأن المدن توزع الناس في أماكن متباعدة، وبالتالي يصعب تحديد الطاقات الموجودة محلياً، لذا فإن الحي سيجمع المصممين وسيحصر الإبداع في مكان محدد.
وأشار الى أن الفنان الناشئ يواجه الكثير من المعوقات، ولكن وجوده مع المخضرمين سيمكنه من مواجهة المعوقات. وقدمت المصممة رلى غلايني مجموعة من الحقائب اليدوية التي تتوجه للمرأة العصرية، وأشارت الى كونها تستلهم تصاميمها من الهندسة والعمارة والطبيعة، مشدّدة على أنها تهتم بالجانب العملي في الحقائب التي تنفذها. وأردفت قائلة «أفكر بالمرأة التي تبحث عن الحقيبة العملية، فلدي مجموعة من التصاميم التي تتحكم فيها المرأة باللون، حيث تأتي الطبقة الأولى مفرغة بالليزر بينما الطبقة الداخلية تأتي بألوان عدة، ما يتيح للمرأة استخدامها بأكثر من لون». وأشارت إلى أن الحقائب مصنوعة من الجلد ومطلية بالذهب الأبيض والأصفر، كما أن تصاميمها تنتقل من الأسلوب الكلاسيكي الى العصري، كما تتضمن بعض الحركات التي تجعلها تشبه الإكسسوار. وأشارت غلايني التي تعمل في التصميم منذ سبع سنوات، الى كون حي التصميم هو فرصة للمصممين الشباب لتقديم تصاميمهم ومجموعاتهم الكاملة، ولاسيما أن محال التجزئة لا تعرض كامل انتاج الشباب، بل القليل من تصاميمهم. ورأت الفعالية فرصة كي يظهر المصممون الجدد أعمالهم.
بينما قدمت المصممة الإماراتية خلود ثاني، تصميما ثلاثي الأبعاد، وأشارت الى أن القطعة مطبوعة عبر طابعة ثلاثية الأبعاد. وأكدت خلود أنها سعت إلى تقديم شيء مختلف في المعرض، ولاسيما أن الهدف هو تقديم قطعة هي الأولى في دبي، وبالتالي أتت كتعاون بين المصممة واستديو انتر اكت. ولفتت المصممة الإماراتية إلى أن حي دبي للتصميم مهم لكل مصمم يبحث عن مركز للتصميم، وإلى أن هذا المكان سيعزز مكانة دبي للتصميم في الشرق الأوسط، لاسيما أنه يدمج بين التصميم والموسيقى والفنون البصرية، وبالتالي يخرج هوية التصميم من الإمارات، ودبي حققت العالمية في مجالات مختلفة ويمكن أن تحقق مكانة مرموقة أيضاً في الأزياء.