المرزوقي: الــــفيلم العربي لم يعد بعيـــــــداً عن العالمية
قال مدير سوق دبي السينمائي، الإماراتي الشاب سامر المرزوقي، إن الفيلم العربي خلال المرحلة القصيرة الماضية لم ينجح فقط في الوصول إلى منصات عالمية عدة، بل وصل أيضاً إلى شرائح من الجماهير غير تقليدية بالنسبة له، مؤكداً أن العديد من الأفلام العربية حققت نسب مشاهدة عالية في أوروبا وأميركا على وجه الخصوص.
واستشهد المرزوقي بفيلم «وجدة» السعودي الذي تم دعمه إنتاجياً من قبل «دبي السينمائي»، وحصل على تمويل مبكر حينما لم يكن سوى مشروع سيناريو لدى مخرجته هيفاء المنصور، قبل أن يذهب إلى العديد من المهرجانات حول العالم، ليشاهده في كل من فرنسا وألمانيا فقط أكثر من 750 ألف شخص، حسب الإحصاءات الرسمية المعلنة.
واعتبر مدير سوق دبي السينمائي، أن كلمة السر في كسب أرضيات وبيئات جديدة يقتحمها الفيلم العربي، مرهون بالتطرق إلى القضايا المشتركة، وصناعة سيناريوهات تعالج المشاعر والقيم الإنسانية التي تصل ما بين شتى الثقافات على كل التباين الشكلي، فضلاً عن الاهتمام بالتقنية، والحرص على تطبيق المعايير الفنية الاحترافية بأساليب مبتكرة.
| استشارات حاضرة
أكد مدير سوق دبي السينمائي سامر المرزوقي، أن هدف السوق ليس ربحياً بالمرة، بل دعم صناعة الأفلام العربية، والبحث عن سوق جديد للفيلم العربي، خصوصاً الأفلام الشبابية التي تبقى أسرة انتاجها بلا خبرة مسبقة في متطلبات الترويج والتسويق لمنتجها. وأضاف: «لذلك وفر السوق استشارات فنية لأول مرة من خلال متخصصين في فنون السينما وتسويق الأفلام، كما أن الأسعار التي تم اعتمادها لاتزال رمزية، لذلك فإن العديد من منصات سوق دبي السينمائي عام 2014 قد تم حجزها مسبقاً بالفعل، أثناء انعقاد الدورة الأخيرة». وأشار المرزوقي إلى النجاح الذي تحقق لفيلم «وجدة» السعودي، وجذبه جمهوراً عريضاً تجاوز في فرنسا وألمانيا فقط 750 ألف مشاهد. «سيمانتك» بالعربي
بالتوازي مع إطلاق مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بدعم اللغة العربية، واعتبارها مكوناً اساسياً من مقومات الهوية الوطنية، تم تعريب برنامج مكتبة الأفلام في «سيمانتك» بالكامل لأول مرة هذا العام، ليكون متوافراً باللغة العربية، إلى جانب الانجليزية للمستخدمين. وقال مدير سوق دبي السينمائي سامر المرزوقي، إن سبب غياب اللغة العربية عن هذا البرنامج الذي يعد منصة لترويج أفلام دبي السينمائي، هو إسناد الجانب التقني بالكامل لشركة فرنسية، سابقاً، مضيفاً: «بعد سنوات من الممارسة تمكنت أسرة سوق دبي السينمائي من اكتساب الخبرات اللازمة لتطوير البرنامج بشكل ذاتي، دون الحاجة إلى الاعتماد على استقطاب خبرات أجنبية». |
وأضاف المرزوقي الذي يدخل الترويج وتسهيل تسويق الأفلام العربية في صلب أولوياته ضمن نشاطات السوق التي تعد إحدى المبادرات الرئيسة التي انطلقت تحت مظلة دبي السينمائي: «رغم انقضاء فترة عرض الأفلام المتاحة للبيع من قبل شركات الإنتاج، خلال فترة اقامة الدورة الـ10 للمهرجان، فإن العديد من الصفقات المهمة يتم التجهيز لها بعد أن أتاح (دبي السينمائي) وصالاً نموذجياً بين طرفي العملية الشرائية، وهي شركات الإنتاج والمؤسسات والجهات التي تبحث عن أفضل الأعمال السينمائية لشرائها».
وكشف المرزوقي في حواره مع «الإمارات اليوم» أن السوق ضم نحو 360 فيلماً، معظمها من إنتاج 2013، فضلاً عن نخبة من أشهر الأفلام المنتجة في المنطقة حديثاً، في حين أن تطوير آليات السوق هذا العام بشكل ملحوظ أدى إلى تنامي عدد جلسات التفاوض بين الجهات المختلفة، فقد وصلت تلك الجلسات قبل أن يبدأ السوق انطلاقته الرسمية بالتزامن مع المهرجان، إلى 500 جلسة، وهو رقم مضاعف لمجمل الجلسات التي تمت على مدار فترة انعقاد السوق العام الماضي».
وبآلية تحاكي منصات دور النشر في عرض المؤلفات، خلال مهرجانات الكتب الدولية المختلفة، سعى السوق إلى جذب أهم الشركات العربية والعالمية، فقد وصل عدد المشاركات هذا العام - حسب المرزوقي - إلى 27 شركة، من 11 دولة، قامت مسبقاً بحجز منصات متباينة، عارضة ملصقات ومواد ترويجية لأفلامها، فيما تتوافر رقمياً معلومات وأرقام مهمة في «سيمانتك» عن الفيلم، في مقدمتها المعلومات التي تهم جهات الشراء، من حيث مدى توافر وجود جهات أخرى حصلت على حقوق عرضه، ووسسائل التواصل مع الشركة المنتجة، وغيرها من الأمور الفنية والإجرائية. ورأى المرزوقي أن الشراكة التي أنجزها السوق هذا العام من خلال مبادرة «وثائقيات دبي» قد حفزت بشكل كبير العديد من المؤسسات العالمية على الحضور في منصات عروض سوق دبي السينمائي، مؤكداً ان المبادرة حرصت على الوصول لأهم وأفضل صانعي الأفلام الوثائقية في العالم، ودعوتهم لإثراء ألق الأفلام الوثائقية على وجه الخصوص.
وحول واحدة من أهم مبادرات السوق، وهي «سيمانتك»، قال المرزوقي: «تعاني سوق عرض الأفلام في الوطن العربي بشكل كبير، حتى في حال مقارنتها بالأسواق الناشئة الأخرى، من حيث حجم الصفقات المحققة، والاهتمام بها، لأسباب كثيرة، في مقدمتها هذه الفجوة الكبيرة بين البائع والمشتري، لذلك كان التركيز على جسر هذه الفجوة، من خلال آليات تصل ممثلي شركات الانتاج بنظرائهم الباحثين عن أفضل الأعمال لشرائها».
وأضاف: «من مميزات (سيمانتك) التقنية أنها تضع شركات الإنتاج في ضوء كل التطورات التي تطرأ على خطوات عملية الشراء، سواء توجت في النهاية بإتمام الصفقة أم لا، إذ يتمكن مندوب الشركة من معرفة اي من الجهات التي أبدت اهتماماً بالفيلم، وتوقيت وعدد مرات مشاهدته، وغير ذلك من الأمور التي تضعه على حقائق مفيدة في عملية الترويج والتسويق، بالنسبة لشركة إنتاج، قد يكون لها عدد هائل من الأفلام المعروضة».
وأشار المرزوقي إلى أن جميع الأفلام التي يقوم المهرجان بدعمها ضمن برنامج «انجاز» يتم الترويج لها بشكل تلقائي في سوق دبي السينمائي، مشيراً إلى أن السوق يضم 20 فيلماً مختلفاً تم دعمها من قبل «انجاز»، أشهرها الفيلم الفائز بجائزة أفضل عمل في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة «عمر» الفلسطيني، وفيلم «فتاة المصنع» الذي حصل على ثلاث جوائز مختلفة في مهرجان دبي السينمائي، منها جائزتا أفضل إخراج وأفضل ممثلة.