الشباب العربي في «دبي السينمائي»
أعلن «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، أمس، عن الدفعة الأولى من قائمة الأفلام المشاركة في برنامج «ليالٍ عربية»، الذي يعرض أفضل أعمال السينما العالمية المتعلقة بمواطني أو بلدان العالم العربي، لمخرجين عرب وعالميين، وتتضمّن القائمة 18 فيلماً تشارك في الدورة الـ10 للمهرجان، التي تُقام خلال الفترة من 6 إلى 14 ديسمبر المقبل.
| منصة عرض
قال المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي» مسعود أمر الله آل علي «نحن في المهرجان معنيون بالدرجة الأولى بتوفير منصة عرض دولية داعمة للمُنجز السينمائي العربي، وهذا هو العام العاشر الذي يتولّى فيه برنامج (ليالٍ عربية) مهمة اختيار أفلام مهمة تتعلق موضوعاتها بالعالم العربي، وترتبط بالحراك والنشاط الدائر في المنطقة». تطورات قالت مديرة برنامج «ليالٍ عربية» أنتونيا كارفر«يتناغم شكل البرنامج هذا العام مع احتفالات المهرجان بإتمام عامه الـ10، ويعكس التطوّرات السريعة التي يشهدها العالم العربي، من خلال صانعي السينما المندمجين في أعماق مجتمعاتهم وقضاياهم، إذ سيرث الشباب الحالي وضعاً جديداً مختلفاً تماماً عن العالم العربي الذي تعوّدنا عليه في السابق. على المنوال ذاته، وتبعاً لذلك التغيير الفاعل، سيظهر برنامج ليالٍ عربية أيضاً بشكل مختلف عن الأعوام السابقة». 2004 تأسس «مهرجان دبي السينمائي الدولي» كأحد أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة، واستطاع منذ تأسيسه أن يُشكّل منصة متكاملة لتشجيع أعمال صانعي الأفلام العرب، والمبدعين في القطاع السينمائي على المستوى العالمي، عبر دعم وتعزيز انتشار الحراك السينمائي في المنطقة. تقام الدورة العاشرة من المهرجان في الفترة من 6 إلى 14 ديسمبر 2013. إكسبو يُقدِّم المهرجان مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وهو داعم لملف ترشح دبي لاستضافة إكسبو 2020، ويُقام بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات، وسوق دبي الحرة، وطيران الإمارات، ومدينة جميرا؛ مقرّ المهرجان، وبدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) وجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، ودار «أي دبيلو سي شافهاوزن». |
يعرض «ليال عربية»، هذا العام، أحدث أفلام المخرج الفرنسي أكسيل سالفاتوري سينز، الذي كان يقيم في سورية، وجاء بعنوان «شباب اليرموك»، الذي يرصد عن كثب مجموعة من الأصدقاء، على مشارف مرحلة البلوغ، يعيشون في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية.
كما يشارك المخرج والمؤلف الفرنسي الجزائري الأصل محمد حميدي بفيلمه الروائي الطويل «مولود في مكان ما»، من بطولة الفنان الكوميدي الكبير جمال دبوس، والوجه الجديد توفيق جلاب، وتدور أحداث الفيلم حول صبي فرنسي من أصول جزائرية «فريد» يضطر إلى العودة إلى الجزائر لإنقاذ والده المريض، فيجد نفسه في موقف يتطلّب منه الكفاح من أجل العيش في بلد لم يطأه مسبقاً، ولا يجيد لغته، تماما كما حدث مع والده، قبل سنوات مضت عندما انتقل إلى فرنسا.
أما فيلم «سليمان» للمخرج الإسباني خوسيه أيالون، الذي يلعب بطولته شباب يظهرون على شاشة السينما للمرة الأولى، فتدور أحداثه في قالب وثائقي درامي مبتكر، حول مجموعة من الشباب العرب المهاجرين إلى إسبانيا، الذين تفرض عليهم الظروف أن يتكاتفوا من أجل لقمة العيش في غربتهم.
تطلّ علينا روح المخرج الإيراني طه كريمي، الذي رحل عن عالمنا فجأة هذا العام، من خلال فيلمه الوثائقي «ألف تفاحة وتفاحة»، حول المجزرة التي نفّذها حزب البعث الحاكم إبّان حقبة صدام حسين في عام 1988 والتي ذهب ضحيتها 200 ألف من الأكراد، تمّ دفنهم في 350 مقبرة جماعية، تلك المذبحة التي لم ينجُ منها سوى القليل، من ضمنهم «فرج»، الذي ينهض من بين الموتى، ويهرب إلى الولايات المتحدة، ليبدأ حملة توعوية حول مجزرة «الأنفال». يرصد الفيلم مرحلة ما بعد عودة «فرج» إلى كوردستان، حيث يقوم مع أربعة من الناجين من تلك المذبحة بتوزيع 1000 تفاحة وتفاحة على عائلات وأقرباء الضحايا.
المخرج تيري دي بيريتي، من جزيرة كورسيكا، يشارك بأول فيلم روائي له بعنوان «الأباتشي» الذي يرسم من خلاله لوحة فنية تقطر مرارة حول «عزيز»؛ ذلك الشاب المقيم في كورسيكا، والذي يتمّ الإمساك به وهو يسرق برفقة أصدقائه، ليجد نفسه في مواجهة جحافل عصابات المافيا المحلية، وحتى يتمكّن من النجاة بحياته، تحدث أشياء لا يمكن تخيّلها. قصة الفيلم مُستوحاة من وقائع حقيقية، حدثت في الجزيرة، قبل سنوات عدة، وتلعب المخرجة اللبنانية دانييل عربيد دوراً مهماً في الفيلم.
النجمة المغربية الصاعدة بقوة، شيماء بن عشا، هي بطلة «خونة»، أحدث أفلام المخرج الشهير شون جوليت، الذي تدور أحداثه، المصحوبة بموسيقى رائعة في جزيرة طنجة المغربية، حول «ماليكا»، تلك الفتاة التي ترتدي ملابس مدرسية محتشمة، وتعمل في مركز للخدمات الهاتفية نهاراً، ثم عندما يأتي المساء تنقلب إلى قائدة لإحدى فرق موسيقى الروك النسائية. وفي عشية احتفالاتهن بأول فيديو كليب لهن، تكتشف «ماليكا» مصادفةً أمراً في منزل والديها يضطرها إلى قضاء ليلة من المخاطر والصعاب التي لم تكن لتخطر على بالها أبداً.
ويشارك فيلم «انتظار»، للمخرج ماريو ريزو، الذي تمّ إنتاجه بواسطة «مؤسسة الشارقة للفنون»، وهو أول جزء من سلسلة وثائقية ثلاثية تركز على رؤية خيالية مدنية جديدة في كلّ من ماليزيا، وتونس، ومصر، والبحرين، وسورية. تمّ تصوير الفيلم على مدار سبعة أيام في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، حول امرأة سورية تسعى لحياة طبيعية، على الرغم من كل الصعوبات التي فرضتها ظروف الهروب من ويلات الحرب.