جونغ لي.. بحث بصري في خوف وعزلة العشاق
تسيطر على أعمال الفنانة الكورية جونغ لي، الفنية مشاهد الطبيعة المأخوذة في الليل والنهار والفجر وفي أثناء غروب الشمس، والتي تستلهمها من الكلمة اليونانية «ابوريا»، ومعناها الوصول إلى النهاية المميتة. تبرز الفنانة لي من خلال معرضها الذي افتتح أخيراً، في «غرين آرت» غاليري في دبي، مشاعر الإنسان عندما يقع في الحب، في محاولة منها لفك لغز الحبيب عبر أسئلة تطرحها بشكل مباشر داخل المشهد التصويري، فتكشف بذلك وبطريقة عفوية عن العزلة والخوف والحزن اليومي في حياة العاشقين.
| مراحل التطور أكدت جونغ لي أن الفن الكوري في مراحل تطوره اليوم، وهناك كثير من التجــــارب الجيـــدة ولكن مـــازال الفن هناك ينمو ويتطور. وأشارت الى أنها عاشت فترة من حياتها في لندن، وكان ذلك في أثناء دراستها، موضحة أنها تأثرت بالتوجه البريطاني في التصوير الذي يعمل بشكل أساسي على الدوافع. |
الصراعات في المشاعر الإنسانية، لاسيما مع وجود شخص في حياة الآخر، تتفاقم، فبين الذات والآخر مسافة تطول وتقصر بحسب الاتجاه الذي يأخذه كل من الطرفين تجاه الآخر في العلاقة. ولا تتوقف لي عن طرح الصراع بين الذات والآخر، بل تتعداها لتطرح من خلال المشاهد التي تصورها العلاقة بين الحب والرغبة، وكيف يمكن لكثير من علامات الاستفهام أن تبقى جامدة مكانها دون أن تحركها أجوبة أو تحليلات.
الحبيب في أسلوب لي المتأثرة بقراءتها للفيلسوف الفرنسي رولان بارت، هو ذاك الشخص الذي عندما يدخل القلب لا يصبح من مجال للبحث عن أي تبرير لوجوده، لذا تلجأ الى الطبيعة فتضع الجمل المكتوبة من النيون في الطبيعة المهجورة سواء في السهول الجرداء أو الحقول المكسوة بالثلج، أو التي تثبتها على الماء في الظلام، لتوجد نوعاً من التناقض بين ظلمة المكان وإشعاع الكلمات بالأحمر والأزرق. أما طبيعة الجمل التي تضعها، فكلها تأخذ جانباً عاطفياً، منها: «مازلت أتذكر»، «كيف يمكنك أن تفعل بي هذا؟»، «أريد ان أقع في حبك»، «مرة واحدة في العمر»، «لماذا»، «أحلم بك»، و«أنت».
تركز الفنانة الكورية من خلال المعرض الذي يستمر حتى 23 أكتوبر المقبل، على مفهوم الحب وكيف يمكن أن يقود إلى حالات أعلى. هذا النوع من الأعمال يبرز الشغف داخل الفنانة لإيقاظ الذكريات في الآخر، فكل عمل يدفع المشاهد إلى تلقي السؤال وإعادة طرحه على نفسه من جديد، ليحدد موقعه، ويرى ما معنى أن يكون الإنسان على قيد الحياة، وكيف يجب أن يتابع حياته. هذا الطرح لمفاهيم وجودية ترتبط بالوجود وفحواه، الحب والرغبة، والبداية والنهاية، تمنح أعمال الفنانة الكورية بعداً فلسفياً يتخطى المفهوم الجمالي، الذي تحدده الطبيعة في كل مشهد. أما العزلة والأمل والخوف وكذلك التردد، فكلها مشاعر تعكسها طبيعة الألوان التي تختارها لي لمشاهدها، التي كانت تتوجه للظلمة في كثير من الأحيان.
وقالت جونغ لي، لـ«الإمارات اليوم»، ان «الطبيعة تعني لي الكثير، ولدينا في كوريا انطباعات خاصة عن الفصول الأربعة، وهذا التعاقب للفصول يوجد لدى المرء تفاعلات متباينة ومعقدة مع كل فصل، ولكن بالنسبة لي أحب الشتاء والثلج، لأنه يحمل أجواء درامية».
ولفتت الى أن اللوحات تعتمد على النيون والكلمات، وأن الكتابة والمعنى تشكل نقطة الانطلاق في كل أعمالها، فبناء على المعنى الذي تقدمه الجمل التي تختارها، تنتقي مواقع التصوير المناسبة، وكذلك الوقت المناسب للخروج بالإيحاء المناسب من كل لوحة، معتبرة أن الكلمات تهمها في العمل الفني، لأنها هي المصدر الأساسي الذي أوحى لها القيام بهذا المعرض، لذا منحتها أهمية توازي أهمية المشهد.
وأضافت لي أن «التصوير يعد من الفنون التي تحتاج إلى أفكار مميزة يمكن من خلالها الفنان أن يعبر عن ذاته»، مؤكدة أنها في بداياتها استخدمت تقنية الفوتوشوب، الأمر الذي جعلها تشعر مع تطور خبرتها بأنه يعبر عن قلة الخبرة.
ورأت أن توجهها إلى التصوير اليوم لا يعني انها ستكون أسيرة هذا النوع من الفن طوال حياتها الفنية، مشيرة إلى إمكانية توجهها مستقبلاً إلى الفيديو آرت.
إضاءة
استخدمت جونغ لي النيون في التصوير، حيث اعتمدت على هذه المادة التي تولد الإضاءة في الظلام.
مواقف
وضعت الفنانة الكورية في كل لوحة جملة أو سؤالاً، عبرت من خلالها عن المشاعر الإنسانية في مواقف حياتية.
دبي
للمرة الأولى تقيم الفنانة الكورية معرضاً لها في دبي التي باتت محط أنظار العالم.
الفنانة
حصلت الفنانة الكورية جونغ لي على شهادة البكالوريوس للفنون من معهد كينت للفنون والتصميم.
أعمال
يختتم معرض الفنانة جونغ لي في 23 أكتوبر المقبل، ويضم المعرض 10 أعمال تصويرية تجمع المشاهد الطبيعية والنيون.