الدراما الخليجية.. ضيف جديد على التلــفزيون المصري

خالف التلفزيون المصري توقعات المنتجين الخليجيين الذين اعتادوا تجاهل حتى أكثر الأعمال التلفزيونية الخليجية تميزاً، وقبل ثلاثة أعمال كويتية، فيما كشف عن شراكة مع «مجموعة السلام الإعلامية الكويتية» لإنتاج مسلسل رابع مشترك هو «أيامنا الحلوة»، الذي ظل مشروعاً حبيس الأدراج منذ عام ‬2009، بسبب سياسة الدعم الحصري الذي كان يتبعها التلفزيون منذ تأسيسه للدراما المحلية في بلاده فقط.

وبعد أن ظلت شاشة التلفزيون المصري الرسمي عصية على الممثل الخليجي، ما عدا استثناءات نادرة تبقى معظمها منوطة بأدوار محدودة في الدراما المصرية، في مقابل تهافت القنوات الخليجية على الدراما المصرية، لاعتبارات كثيرة، أهمها كونها الأكثر عراقة في هذا المجال، واعتياد المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج اللهجة المصرية، تأتي البادرة الجديدة لتؤكد أن المسلسل الخليجي عموماً تمكن من فرض نجومه على مختلف الشاشات العربية، بما فيها المصرية، التي ظلت الوحيدة الأكثر منعاً على الدراما الخليجية، لاسيما أن هذا الموقف كان منسحباً أيضاً على الدراما السورية، التي خطت خطوات ابعد من نظيرتها الخليجية في وقت سابق.

وعلى الرغم من أن الأعمال الأربعة أصبحت ثلاثة منها بالفعل في حوزة التلفزيون المصري، بإهداء، وليس عبر صفقة شراء، من قبل «مجموعة السلام الإعلامية»، إلا أن التلفزيون المصري كان قد اعتاد الاعتذار عن عدم قبول الأعمال الخليجية، بمسوغ هو أن مكتبته تعاني بالأساس ازدحاماً واكتفاء بالأعمال المصرية وحدها، فيما كانت السياسة المتبعة في كواليسه هو عدم إتاحة الفرصة لمنافس جديد للدراما المصرية. وقدمت «مجموعة السلام الإعلامية» ثلاثة من أعمالها الخليجية هي: «أنت عمري» و«نور عيني» و«الأصيل»، للعرض على الفضائية المصرية خلال الأيام القليلة المقبلة، اثر زيارة رئيس المجموعة المنتج والفنان عبدالعزيز المسلم إلى القاهرة، واجتماعه مع وزير الإعلام المصري صلاح عبدالمقصود، وعدد من أبرز المسؤولين بالتلفزيون المصري.

«هوليوود الشرق» قال فنانون خليجيون إن «حجب الفنان الخليجي عن المشاهد المصري، وحرمان الفنان الخليجي الوصول إلى هذا المشاهد، بأنها أحد أكثر الظواهر التي أعاقت انتشار الفنان الخليجي، لا سيما قبل فترة تدشين العديد من الفضائيات الجديدة التي انتصرت بشكل أكبر للدراما الخليجية». وقالت الفنانة الكويتية مريم الصالح، لـ«الإمارات اليوم»، إن «القاهرة هي (هوليوود الشرق)، ولا يمكن لعاصمة فن ما أن يكون لها موقف سلبي تجاه قطاع عريض من أبنائها، رغم أن الكويت استطاعت أن تقدم نموذجا يحتذى خلال عقود طويلة في تقديم دراما إنتاجية متميزة». بوصف (هوليود الشرق) أيضاً أشارت الفنانة الإماراتية هدى الخطيب، إلى القاهرة، مؤكدة أنه كما أن العمل في الدراما المصرية الذي تذوقته مراراً مختلفاً، فإن معرفة ردود فعل جمهور عريض، مثل الجمهور المصري يبقى شديد الأهمية للفنان، الذي يرى في الانتشار والجماهيرية معياراً مهماً لنجاحه. المنتج والفنان الكويتي عبدالعزيز المسلم ،من جانبه أبدى ترحيبه الشديد بانفتاح التلفزيون الرسمي المصري على الدراما الخليجية في بادرة جديدة، متوقعاً أن «تنعكس تلك الخطوة بشكل إيجابي على الدراما العربية عموماً، وتذيب تصنيفها الوهمي على أساس اللهجات»، مضيفاً «(أيامنا الحلوة) يعد استهلالاً لمرحلة جديدة في سياق تطور الدراما، ومنعطفاً سيستفيد منه المشاهد والفنان معاً». المسلم: المسلسل الجديد رشح له نجوم مصريون    أرشيفية

مسلسل رابع

كشف المسلم لـ«الإمارات اليوم» عن وجود مسلسل رابع سيتم إنتاجه بالشراكة بين «مجموعة السلام» من جهة، وشركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات»، التي تعد الذراع الإنتاجية للتلفزيون المصري، هو «أيامنا الحلوة»، الذي اعتبره بمثابة «صفحة جديدة لعلاقة التلفزيون الرسمي المصري بالدراما الخليجية»، ما يعني أن العمل بشكل مبدئي سيتم عرضه على الفضائية الرسمية المصرية، إضافة إلى فضائيات عربية وخليجية أخرى.

وحول مدى إمكانية ان تكون تلك الخطوة، ليست مجرد محطة استثنائية في سياق تجاهل الفضائيات المصرية للدراما الخليجية عموماً، قال المسلم إن «واقع الفضائيات العربية الراهن أصبح شديد الاختلاف عنه في المراحل السابقة، وأصبحت الدراما الخليجة متاحة على كثير من الفضائيات العربية، ويتوقف الأمر على معيار الجودة في المقام الأول، ما لم تكن هناك قرارات مسبقة، كما كان الشأن في المرحلة الماضية، وهو أمر يصب في مصلحة المشاهد أولاً، الذي ستتوافر له مزيد من الخيارات، فيما سيعمل الجميع على إرضائه في ظل بيئة تنافسية أكبر».

وأكد أن «أيامنا الحلوة» ليس سوى بداية للإنتاج المشترك بين المجموعة وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، مضيفاً أنه «تمت إجازة نصه من وزارة الإعلام الكويتية، وينتظر الآن الإجازة من التلفزيون المصري، من أجل الشروع في بدء تصوير مشاهده».

وكشف المسلم أن المسلسل الجديد رُشح له نخبة من أبرز نجوم الدراما المصرية والخليجية، وسيبدأ تصويره خلال شهر أكتوبر المقبل بين الكويت ومصر، خصوصاً في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة.

وقإل إن «مسلسل (أيامنا الحلوة) مشروع درامي بدأ التحضير له منذ نحو أربع سنوات، دون أن يجد الترحيب من مسؤولين سابقين في التلفزيون المصري، في ظل السياسة التي كانت متبعة حينها في تجاهل المشروعات الدرامية الخليجية»، مؤكداً في الوقت ذاته أن المشروع ذاته حالياً يجد الكثير من المساندة من وزير الإعلام المصري حالياً صلاح عبدالمقصود.

استثمار درامي

أوضح المسلم أن «التحضير الحالي لـ(أيامنا الحلوة) استدعى اجتماعات متتالية مع مسؤولين مصريين، منهم رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، سعيد عباس، ومستشار وزير الإعلام لشؤون تطوير الإعلام، إسماعيل الششتاوي، ورئيس اتحاد الإذاعـة والتفزيون المصري، شكري أبوعميرة». وأكد المسلم الحاجة الملحة إلى تنمية الاستثمار البيني في مجال الدراما بين الدول العربية عموماً، وخصوصاً في مصر وأهمية التبادل الاستثماري بين دول الخليج ومصر، والتأكيد على نشر الوعي وتطوير الموارد البشرية ودعم المشروعات التنموية في هذا الإطار. وحول الخط الدرامي الأساسي لـ«أيامنا الحلوة»، والمسوغ الدرامي للجمع بين فنانين خليجيين ومصريين أكد المسلم أنه «ليس ثمة إقحام لفكرة التعاون، ومختلف خيوط العمل الدرامي تسير بتلقائية من خلال قصة اجتماعية رومانسية تحاول تصحيح صورة التاجر من كونه استغلالياً ونفعياً لتبرز الجانب الآخر الذي لا يتوقف عنده الطرف الآخر وهي الجانب الإنساني فيه، فضلاً عن أنه ضمن شريحة تقدم فرص عمل للعديد من الشباب، وغير ذلك من الإيجابيات التي سيكشف عنها العمل نفسه».