محمد جابر: «الخليـــج السينمائي» يجدّد طاقتي
لم يتخلَ الفنان الكويتي محمد جابر، المعروف بـ«العيدروس» عن تلقائيته وعفويته، في كواليس مهرجان الخليج السينمائي، الذي اختاره الشخصية التي تحظى بتكريم المهرجان في دورته السادسة، وهو أمر اعتبره دافعاً وتجديداً لطاقته بعد هذا المشوار الطويل مع الفن. الرجل ظل خفيف الظل، سواء أثناء استلامه درع الجائزة على منصة التكريم، أو في لقاءاته الصحافية التي جعلته يتلقى عرضاً للتمثيل في الدراما الإيطالية من صحافية إيطالية متخصصة في الشؤون الفنية كانت تجري حواراً معه بالتزامن مع «الإمارات اليوم».
واجتهدت الزميلة الإيطالية في إقناع «العيدروس» بقبول ترشيحها له من أجل التواصل مع إحدى جهات الإنتاج هناك لهذا الغرض، مشيرة إلى أن أسلوبه الفطري وقدرته على الإضحاك من خلال كوميديا الموقف غير المتصنعة، ستجعله أكثر انسجاماً مع طابع الدراما والكوميديا السائدة في إيطاليا، حسب تأكيدها، ليكون رد العيدروس بالأخير: «يشرفني الأمر بالطبع».
مفاجأة
| لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
اختيار «العيدروس» كان مفاجأة بالنسبة له شخصياً. وقال لـ«الإمارات اليوم»: «كنت حينها في إسبانيا لتصوير عمل تلفزيوني، وجاءني اتصال هاتفي من الإعلامي الإماراتي محمود الرشيد، ليخبرني بأن إدارة المهرجان رشحتني لنيل جائزة انجازات الفنانين الخليجيين، عن دورة هذا العام، وأخبرني بضرورة أن يبقى الأمر في طي الكتمان عن وسائل الإعلام، حتى تقوم إدارة المهرجان نفسها بإعلانه».
وتابع العيدروس الذي كتب أعمالاً درامية عدة أيضاً، خصوصاً في الستينات: «مشاعر المفاجأة فضحتني، ولم أستطع كتمان المفاجأة السارة عن زملائي، الذين هرعوا للاطمئنان عليّ، بعد أن وجدوني ممسكاً برأسي، ووجدت الصحف الكويتية بعد أيام قليلة، تزف النبأ، الذي وجد صدى طيباً لدى أبناء جيلي في الوسط الفني، وأثار استغراباً عن حرماني من نظير له كويتي».
وحول ما إذا كان التكريم قد جاء في موعده، وأثره في تلك المرحلة من مسيرته، قال: «علاقتي بالفن تمتد إلى 52 سنة، كان ولايزال هو المحور الذي تدور حوله حياتي بكل تفاصيلها، والآن يأتي التكريم، محطة تجدد عطاء هذه العقود، وتمنحني طاقة ومحفزاً جديدين، خصوصاً أن البادرة هنا من منصة مقدرة هي مهرجان الخليج السينمائي، جاء بمثابة مجدد هائل للطاقة بعد مسيرة طالت لأكثر من نصف قرن».
كتابة
حول تجربته في الكتابة أحال العيدروس إلى عدد من الأعمال التي جمعته مؤلفاً بكل من عبدالحسين عبدالرضا، عيد الفرج ،خالد النفيسي، غانم الصالح، وغيرهم، مضيفاً «من حسن الطالع أن تلك الفترة الذهبية لي في الكتابة التي امتدت حتى مطلع السبعينات شهدت إنتاج عدد من أروع المسلسلات الكويتية التي لاتزال تحتفظ بها ذاكرة الجمهور».
ورأى محمد جابر أن الدراما الكويتية تجاوزت التراجع الكمي والنوعي الذي أصابها منذ نحو خمس سنوات، مضيفاً : «في ذلك الوقت كانت الدراما المحلية في الكويت في غرفة الإنعاش، الآن هي منفتحة على عدد كبير من المسلسلات التي تنتج سنوياً، تتجاوز في أقل أحوالها 16 مسلسلاً، نتوقع أن يكون ثلاثة أو اربعة أعمال منها على الأقل في مستوى متميز».
ورغم عدد الأعمال الكوميدية التي قدمها، إلا أن العيدروس يرفض تماماً حصره كتصنيف في فئة ممثل كوميدي، مضيفاً: «لا يمكن تصنيف فنان، وحصره في صنف معين في الدراما، لأن الأدوات نفسها هي ما تمكنه من التعامل مع الأدوار المختلفة، ولكن تبقى عوامل أخرى تجعل المخرجين والجمهور يألفونه بشكل أكبر في أدوار ذات ملامح بعينها، وهذا لا يعني عدم قدرته على التلون الفني، متى ما توافر له ذلك».
واستشهد العيدروس بتباين عرض المنتج، عن عرض المخرج، له في مسلسل «سوق الحريم»، مضيفاً: «أخبرني المنتج بأن أدواري ممتدة لـ28 حلقة في المسلسل، في حين انني فوجئت بالمخرج يؤكد لي أنني موجود فقط في 22 حلقة، وبالمقارنة، وجدت أن رأي الأخير مبني على قناعته بما هو أكثر تناسباً مع طبيعة أدائي، ما يعني أن هناك صورة ذهنية دائماً لدى المخرج تؤثر كثيراً في الصورة التي يعتاد ممثل ما أن يظهر عبرها للجمهور».
جديد
وحول جديده الفني، بالإضافة إلى «سوق الحريم» الذي انتهى من تصويره مع سعاد عبدالله وحياة الفهد، فإن العيدروس أشار إلى أنه لايزال مشغولاً بتصوير «الناس أجناس» مع سعد الفرج، و«البيت بيت ابونا» مع هيا الشعيبي. ودافع جابر عن ظاهرة التداخل بين شخصيات محسوبة على المسرح، وأخرى محسوبة على الدراما التلفزيونية والسينمائية في المشهد الخليجي، مضيفاً: «المسرح أبوالفنون، وسيظل كذلك، ومن يجيد الوقوف على خشبته، ومواجهة جمهور حقيقي حاضر بروحه وجسده، قادر على مواجهته من وراء شاشة».
واضاف: «المسرح الخليجي هو من استولد الدراما التلفزيونية، ومعظم المجيدين، بل جميعهم، على الساحة الخليجية جاؤوا من خلفية مسرحية، وهذا أمر لا يعود إلى الفنان نفسه، بل الجمهور أيضاً الذي كان متفاعلاً تفاعلاً خلاقاً وإيجابياً في الأعمال المقدمة التي كانت حينها تحمل قيمة وفكراً، وقضايا اجتماعية وسياسية، وغيرها، تشغل المجتمع، قبل أن يتحول المسرح الآن إلى وسيلة للإضحاك، وتمضية وقت مسلٍّ، في انتظار جيل جديد ينقذ المسرح الخليجي عموماً مما وصل إليه».