زياد برجي: الفن لا يُهزم
قال الفنان اللبناني زياد برجي، إن «والدته لم تتمالك دموعها تأثراً عندما استمعت للأغنية التي أطلقها، أخيراً، بمناسبة عيد الأم (عيدك الليلة يا أمي) من ألحانه وكلمات أحمد ماضي».
ولفت إلى أن «تقديم مثل هذه الأغنية لا يهدف إلى منافسـة الأغنيات التي ارتبطت على مر سنوات طويلة في أذهان الناس بهذه المناسبة، فالشخص عندما يغني لأمه لا يفكر في المنافسة أو غيره، ولكنه يعبر عن مشاعره، ويتركها على سجيتها، حتى الأغنيات التي نجحت ومازالت راسخة في أذهاننا مثل (ست الحبايب) تم تقديمها بالطريقة نفسها، من دون أن يفكر أصحابها في منافسة أو في أنها تعيش كل هذا الوقت».
وأشار إلى أن «الاحتفال بيوم الأم لا يعني أن نتجاهلها بقية العام، ولا يتعارض مع الاهتمام بها طوال الوقت، ولكنه يوم يجتمع فيه العالم للاحتفاء بالأم وتكريمها، ويجب أن يستغله الجميع للتعبير عن مشاعره، بينما يظل تكريم الأم والأب واجباً».
وكشف برجي أنه يستعد في الفترة المقبلة لخوض اولى تجاربه السينمائية، من خلال بطولة ثلاثة أفلام من المقرر أن يقدمها في السينما المصرية بعد أن عرضت عليه وتم الاتفاق عليها، مشيراً خلال اللقاء الذي جمعه بالإعلاميين، على هامش استضافته في برنامج (live @5) الذي يُذاع عبر إذاعة «ستار إف أم» في أبوظبي، ويقدمه الإعلامي فاروق درزي، إشراف وإخراج إيلي دابلة، إلى أن الفن لن يتوقف بسبب الأوضاع الحالية في الدول العربية، «فالفن يزدهر في الأوضاع الصعبة، ولا ينهزم مطلقاً»، كما عبّر عن سعادته بخوض تجربة التمثيل في مسلسل «غلطة عمري»، والمسلسل الجديد «حلوة وكدابة»، معتبراً أن الجمهور هو صاحب الحكم على موهبته، وأن ردود فعل الجمهور الإيجابية هي التي شجعته على مواصلة التمثيل.
شهرة متأخرة
أرجع الفنان زياد برجي تأخر شهرته ونجوميته إلى عدم وجود «منتج فنان» يعمل في الفن ويقدره، ولذا من الصعب أن يجد الشخص المبدع إبداعاً حقيقياً من يفهمه بسهولة، فشركات الإنتاج الفني لها خطها العام وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها، وتعمل على حشد كل الفنانين المتعاونين معها من أجل تحقيق هذه الأهداف، أما إذا جاء فنان له خط خاص وأهداف مختلفة فلن ينتبه إليه أحد، على الرغم من أن المبدع الحق لابد أن يكون له خصوصيته التي تميزه بين الآخرين.
وأوضح أن «رغبة الفنان في تقديم أعمال متميزة قد تكون سبباً في تأخر وصوله للشهرة أيضاً، فالإنسان يحتاج إلى وقت لكي يكتشف ما بداخله من مواهب وأفكار حتى يتمكن بعد ذلك أن يعرف الآخرين عليها. وكلما كان الانسان بداخله الكثير من المواهب كلما احتاج المزيد من الوقت. ولأنني أنافس في ثلاثة مجالات مختلفة هي: الغناء والتلحين والتمثيل، ربما أكون قد احتجت وقتاً طويلاً لاكتشاف هذه الأمور والتعرف إليها وتقديمها للجمهور، فأنا موجود على الساحة منذ ما يقرب من 17 عاماً، ولم أصل إلى النجومية إلا منذ عامين فقط».
معقدون
عبّر برجي، الذي أحيا حفلاً بمناسبة عيد الأم في أبوظبي مساء أمس، عن سعادته بالحصول على جائزة «الموريكس» دور فئة «الفنان الشامل» 2012، معتبراً أن مثل هذه الجوائز لابد منها في مسيرة الفنان حتى يشعر بالتقدير لما يقدمه من أعمال. مقللاً من أهمية الانتقادات والاتهامات التي تطال صدقية الجوائز الفنية في الوطن العربي، مضيفاً: «هؤلاء الذين يشككون في صدقية الجوائز الفنية هم أشخاص معقدون، وهم يفعلون ذلك فقط عندما لا يفوزون بها، أما إذا ما ذهبت هذه الجوائز إليهم كفوا عن التشكيك فيها».
وأشار برجي إلى أن «أهم ما يحرص عليه في حياته وفنه أن يكون طبيعياً على سجيته وصادقاً مع نفسه، فالجيل الجديد ليس من السهل أن يُخدع بصورة الفنان، ولكنه يريد أن يقترب منه ويتعرف إليه، ولذا لابد للفنان أن يكون صادقاً وحقيقياً في تعاملاته، كما من الضروري أن يمتلك (كاريزما) وحضوراً قوياً يمكنانه من كسب الجمهور والاقتراب منه»، معرباً عن أمله في أن يتعلم الفنانون من الجيل الجديد الوضوح والابتعاد عن الكذب.
عناد بعلبك
أضاف برجي: «أحب الحياة، ومع احترامي لكل العادات والتقاليد، إلا أنني لم أخلق في الدنيا لأعـبر عن فكر شخص، أو أكون سطراً في كتاب أحد، ولكن لدي كتابي الخاص، ومن يحاول أن يمنعني من أن أكتب كتابي الخاص يصبح عدوي. وعندما دخلت مجال الفن منذ 17 عاماً اكتشفت أنـه مثل المقامرة لابد أن يحمـل نوعاً مـن المخاطرة، وكثيراً ما حفوربت إعلامياً، وعذبني ذلك كثيراً لانني لا أقبل أن يمس أحد كرامتي، في مقابل ذلك أشعر بأن الله وهبني هدايا إضافية مثل التلحين والتمثيل إلى جانب الغناء الذي أحبه واعتبره الأساس».
وتابع: «إنه أخد من بلده (بعلبك) كل صفاته الشخصية التي تشبه صفاته، وأهمها العناد، ولكنه لم يأخذ منه موسيقاه، حيث يقدم موسيقى ذات شخصية بعيدة تماماً عن موسيقى بعلبك».
وقال برجي إنه «تعاون مع كل الأسماء التي يحبها ويحب التعامل معها، في مقدمتهم الفنان جورج وسوف، الذي وصفه بأنه خبرة كاملة وحالة لن تتكرر ولا يمكن تقليده. كما عمل مع إليسا ونانسي عجرم، كما تستعد الفنانة شيرين لتقديم أغنية من ألحاني، وهي باللهجة اللبنانية، فيما تعد سابقة أن يقدم فنان مصري أغنية باللهجة اللبنانية لصعوبة اتقانها».
وأوضح برجي أن «من الملحنين الذين يحبهم وليد سعد، ومحمد يحيـى الذي لحن له أول أغنية ليست من تلحينه، وهي «يا أنا». ومن الملحنين اللبنانيين يفضل بلال الزين وسمير صفير».