قرية التراث والغوص.. حكايا من كتاب الماضي

على بعد خطوات قليلة من صفحة مياه الخور النقية، وعلى بعد خطوات أقل من حكايات التاريخ القريب الذي يحكي قصة دبي مع هذا الخور الذي يتسم بالكرم والعطاء، تقع قرية التراث والغوص، إحدى قلاع الماضي في دبي المعاصرة، وأفضل من أحضر صفحات الماضي وعرضها في عصرنا الحالي، هي وجهة الباحثين عن الجواهر واللآلئ والصورة المشرقة لدبي منذ قرون قليلة ماضية.

تشارك قرية التراث والغوص في فعاليات مهرجان دبي للتسوّق التي تنظمها مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري بتقديم مجموعة من الحرف اليدوية والفنية التي تبرز جانب الموهبة والابتكار، ففي ركن من أركان القرية جلس فنان يرسم بريشته رؤى متنوعة استوحى بعضها من البيئة المحلية أو من الطبيعة، واستقى البعض الآخر من الأشخاص الذين نلتقيهم في كل يوم، ولكن قام بتجسيد الوجـوه كما يراها هو، وترافق المناخ الذي يعمل فيه هذا الفنان مع العمل الفني الذي يؤديه، حيث نرى المصباح التقليدي القديم معلقاً على جانب من الركن الذي يعج بأدوات الفنون.

ويحرص مهرجان دبي للتسوّق، على تقديم هذه الفعاليات التراثية، علاوة على الفعاليات الترفيهية المتنوعة التي تنشر المرح والفرح والأجواء الاحتفالية في المدينة، وتجمع الجمهور من مختلف الجنسيات لخلق ذكريات لا تنسى.

وفي ركن آخر من القرية ظهرت معالم المفردات التراثية التي عرفها المجتمع البدوي منذ القدم، وعلى رأسها الاجتماع حول النار للتدفئة، وتناول القهوة العربية الشهيرة، تحيط بهم أعـواد الخوص المتلاصقـة، والتي تصنع من عناصر الطبيعة، هذه المعالم أعادت إلى الأذهان الصور القديمة التي كادت الذاكرة أن تنساه، ونجحت قرية التراث والغوص في إحيائه، كما تقوم بذلك كل عام في الوقت نفسه خلال مهرجان دبي للتسوّق.

وكان حضور المرأة الإماراتية قوياً خلال عروض قرية التراث والغوص، وقد عرضت ما تفوقت فيه وهو إعداد الوجبات والمأكولات الشهية والحلوى العربية الشهيرة، وعلى أحد الجوانب اصطفت مجموعة من السيدات يعرضن ما أعدت أيديهن من وجبات تنتشر رائحتها اللذيذة عبر طرقات القرية.

وكان إقبال العائلات من كل الجنسيات على مشاهدة عروض القرية كبيراً، خصوصاً في الفترة المسائية، حيث اصطحبت كل عائلة أطفالها للتعرف على معروضات التراث الوطني الخالد، ووجد الأطفال مجالاً للعب عندما استقبلتهم منطقة الخيول الصغيرة «السيسي» لقضاء أوقاتاً ممتعة.

تضمن العروض بعض الحرف اليدوية التي تعتمد على المهارات اليدوية الفردية مثل نماذج البيوت التقليدية القديمة والأدوات الزجاجية والفخارية، وغيرها، كما قدمت إحدى فرق التراث الإماراتية عروضها من الرقصات الشعبية وتفاعل معها الجمهور، حيث شاركوها الرقص، كما قدمت بعض رقصات «اليولة» المعروفة، وشارك الأطفال الصغار في هذه الاحتفالية.

الأكثر مشاركة