30 خطاطاً ينسخون القرآن الكريم في دبي
قال وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن بن محمد العويس، إن دولة الإمارات العـربية المتحدة فخورة بخطاطيها المهرة، على محدودية عددهم، وتدعم دائماً كل ما من شأنه أن يصب في مصلحة دعم وازدهار الثقافتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها فن الخط العربي، مؤكداً أن تواتر الفعاليات الناجحة، التي تحتضنها الدولـة في هذا الإطار، جعلها بمثابة قبلة للشغوفين بالخط العربي إبداعاً وتذوقاً. وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، أثناء افتتاحه ملتقى رمضان لخط القرآن في دورته الرابعة، التي افتتحت أمس الأول، في فندق «غراند حياة»، ويشارك فيها 30 خطاطا، من 12 دولة من مختلف أنحاء العالم، لخط نسخة كاملة من القرآن الكريم على مدار ثلاثة أيام تختتم اليوم، «ليس فقط استمرارية الملتقى ـ للعام الرابع على التوالي ـ هي المؤشر الوحيد إلى نجاحه، بل إن المتتبع للنسخ الخطية يلمس تصاعداً ملحوظاً على الصعد الفنية والمهارية، وهو أمر تواكب مع تطور الملتقى، ليصبح واحدة من أهم الفعاليات في هذا المجال، على مستوى العالم». وأشار العويس إلى أن هناك رغبة من اللجنة المنظمة، في إضفاء قدر من التنويع في «الملتقى»، سواء من حيث جنسيات المشاركين، أو التنوع بين الخطاطين والخطاطات، وغير ذلك من العوامل، إلا أن المعيار الأهم ظل مرتبطاً بمهارات الخطاطين المشاركين، مضيفاً: «رغم وجود أسماء عالمية إلا أن هناك فرصاً أتيحت لخطاطين يشاركون في الملتقى للمرة الأولى، ما يعني أن ذيوع صيت الخطاط وشهرته، لا يمكن أن يمثلا خرقاً أو استثناء لمعيار الجودة والمهارة.
وكشف العويس أن «وزارة الثقافة تدرس حاليا زخرفة وطباعة النسخ الثلاث السابقة الكاملة للقرآن، التي تم إنجازها في الدورات السابقة، باعتبارها من أهم ما تملكه الوزارة من المقتنيات الثقافية».
وأشار العويس إلى الدعم غير المحدود، الذي يحظى به المجال الثقافي من القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي انعكس إيجابيا على المجالات الثقافية كافة، ووضع الإمارات في المكانة التي تليق بها عربيا ودوليا.
زخم
| جماهيرية وإيثار أشاد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبد الرحمن العويس بتفاعل الجمهور بشكل متنامٍ مع جماليات الخط العربي، مضيفاً : «الكثيرون من الخطاطين يحظون بشهرة عالمية واسعة، ويترقب الشغوفون بإبداعاتهم مشاركاتهم في الفعاليات المختلفة، ومن ضمنها هذا الملتقى السنوي لخط القرآن». وأضاف العويس في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، أن «هناك تصاعداً ملحوظاً على صعيد فنيات المشاركات على مدار الدورات، وفي هذا العام تحديداً كان هناك اتجاه لزيادة أعداد الخطاطات المشاركات للوصول بهن إلى خمس مشاركات، قبل أن تقلص الاعتذارات هذا العدد». وأثنى العويس على رغبة كثير من الخطاطين في الوجود بـ«الملتقى»، مضيفا: «إحدى أهم الإيجابيات التي أفرزها تواتر إقامة الملتقى، هو أن هناك عدداً من الخطاطين العالميين أصبحوا أكثر حرصاً على المشاركة، بعيداً عن أي حسابات أخرى، وهو أمر يؤكد المكانة اللائقة، التي وصل إليها الملتقى الذي يثمر اليوم نسخة جديدة بخط النسخ للقرآن الكريم». تصريح العويس يؤكده ـ في سياق مختلف ـ تصريح آخر للخطاط البريطاني صباح الأربيلي، الذي فاز في دورتين سابقتين، وأقصى نفسه في هذه الدورة من المسابقة، لإتاحة فرص أكبر لزملائه، رغم وجوده ومشاركته، حسب تأكيده لـ«الإمارات اليوم». |
قال وزير الثقافة إن الزخم الذي صاحب الدورة الرابعة، لهذا الملتقى، يدل على مستوى النجاح الذي حققه الملتقى في دوراته الثلاث السابقة، إذ بات واحداً من أهم الملتقيات الثقافية المتخصصة على الأجندة الدولية بمجال الخط العربي والفنون المتعلقة به، مؤكدا أن الهدف الاستراتيجي من تنظيم الملتقى، هو دعم فن الخط العربي ليس على المستوى المحلي وحسب وإنما عالميا أيضا. وأكد العويس ان ما تزخر به الإمارات من فعاليات تهتم بالثقافة العربية وفنونها ـ وعلى رأسها الخط العربي ـ تعد مؤشرا واضحا إلى تبوؤ الدولة مكانة بارزة في هذا المجال، بهدف تحفيز التواصل الإسلامي والعربي ونبذ التشدد والتشتت، مشددا على نجاح الدولة في هذا الدور، إذ يلتقى على أرضها المبدعون كافة، من شتى أصقاع الأرض، معتبراً أن الملتقى الرابع لخط القرآن سيمثل نقلة نوعية للخطاطين والمتابعين وجمهور الخط العربي بالدولة، من جانب العلاقة المباشرة بين المبدع والجمهور، بما يعزز ثقافة الخط العربي.
وأوضح أن ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم والمسابقات المتعلقة بالخط العربي، ومنها مسابقة البردة التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أسهمت في دفع الإمارات إلى مقدمة الدول المهتمة بالخط العربي، خلال الأعوام السابقة، لافتا إلى أن اقتران الخط العربي بالقرآن الكريم أعطى بعداً دينياً روحياً، زاد من أهمية الملتقى ودوره في لفت الأنظار إلى الخط العربي، وجماليات اللغة العربية بصفة عامة، وأعرب العويس عن سعادته بالإقبال الكبير من جانب الفنانين والخطاطين الإماراتيين، والجمهور المحب للخط العربي على فعاليات الملتقى، مشيرا إلى أهمية المعرض المقام على هامش الملتقى، وما يتضمنه من أعمال رائعة، تمثل أفضل ما أنتجه الخطاط العربي من فنون وزخرفة.
ملتقى رمضان
أوضح العويس أن وزارة الثقافة سعت إلى تنفيذ فكرة ملتقى رمضان للخط العربي، وعملت على دعمه وإنجاحه بكل السبل، وهو ما تميزت به الامارات عن غيرها من الدول، التي سبق لها طرح أفكار مماثلة، لم تحظَ بالدعم الكافي والاستمرارية. حفل الافتتاح، الذي حضره مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية، إبراهيم محمد بوملحة، ورئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، والمدير التنفيذي بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون سعيد النابودة، جاء بمثابة احتفالية عملية بخط القرآن الكريم، ليبدأ الخطاطون مباشرة بعد كلمة اللجنة المنظمة بمشروع خط النسحة الجديدة، الذين لم يخفوا أنهم قاموا بالفعل بإنجاز جزء كبير منها، تسهيلاً للمهمة التي تم تكليفهم بها، بمعدل جزء وحيد لكل خطاط، إذ كانت الانطلاقة بكتابة البسملة بخط عضو لجنة التحكيم الخطاط أبوعبيدة البنكي، عبر أداء تابعه الحاضرون تفصيلياً، من خلال شاشات عرض، وزعت في أنحاء متفرقة من القاعة، إذ شهدت هذه اللوحة الخطية أيضاً توقيع العويس.
12 جنسية
تتوزع جنسيات الخطاطين المشاركين، على نحو 12 جنسية مختلفة، لم تستثن بعضاً من الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وتركيا وغيرها، إلى جانب العديد من الدول العربية والإسلامية، يعملون جميعاً في جو من الهدوء والسكينة التي تتطلبها دقة الإبداع، ويقام على هامش الملتقى معرض متاح للاستمتاع بجمالياته للجمهور، وسيتم تخصيص وقت للقاء الجمهور بالخطاطين، حسب تصريح حكم الهاشمي. يذكر أن الملتقى تتخلله مسابقة تنظمها لجنة تحكيم، تضم نخبة من كبار الخطاطين، منهم عبدالرضا بهية داوود الفرجاوي من العراق، وعبيدة البنكي من تركيا، وينحصر دورها في متابعة تطبيق القواعد العامة، المتفق عليها لإنجاز نسخة مخطوطة من كتاب الله، مرحباً بجميع المشاركين في أيام الملتقى، التي تستمر حتى مساء الغد.