عالم مدهش سيرك وألعاب بهلوانية
لا يمكن لزاوّار عالم مدهش مهما اختلفت أعمارهم وجنسياتهم، إلا زيارة ركن «مدهش العب وامرح»، الذي اتخذ من القاعة الخامسة موقعاً مميزاً له يمتد على مساحة 1435 متراً مربعاً امتلأت بالألعاب الرائعة التي صممت بأشكال لافتة وألوان رائعة وجميلة، إضافة إلى المسرح الذي يقدم يومياً أجمل العروض العالمية.
المنظر المعتاد في الركن أن يتحلق الأطفال والكبار حول خشبة المسرح، والسعادة واضحة على ملامحهم لحظة انتظارهم انطلاقة العرض الترفيهي للفرقة الإيطالية، الذي يستضيفه الركن على مدى أيام افتتاح عالم مدهش ليزيد فرحة الأطفال فرحتين، وتعلو الضحكة ويحلو المرح. تتعالى أصوات الأطفال وهم يدعون أفراد الفرقة للبدء بالعرض، فلا مكان هنا للانتظار، لا شيء سوى اللعب والمرح، لفرقة تواصل تجهيزاتها الأخيرة لتقديم العرض، فيما بدأ الأطفال بالمناداة بهتاف جماعي مرحبين بالفرقة، وقد ظهر مدى انسجامهم مع الجو الطبيعي والبهجة التي سادت المكان.
استخدمت الفرقة الحبال والأقمشة لتقدم عرضاً للسيرك غاية في الحرفية والجمال، توجهت عيون الأطفال نحو الأعلى وهم مندهشون بقدرة أفراد الفرقة على التسلق نحو الأعلى واللعب والقفز، كما لو أنهم على الأرض، تهافت المزيد من الكبار والصغار وتحلقوا حول المسرح ليطيروا بعيونهم نحو الأعلى مع كل حركة لأفراد الفرقة ويطيّروا معها آمالهم وأحلامهم.
بين السماء والأرض عاش الأطفال أوقاتاً خارج نطاق الزمن في عالم سماته الدهشة والفرح، عادت الفرقة لتأخذ مكانها على الأرض، وتقدم عرضاً فكاهياً بالعصي والدواليب، فيما أضفى المهرج جواً آخر من الفرح والضحكات التي باتت تتعالى من كل مكان.
ليس العرض المسرحي ملاذ الأطفال الوحيد في ركن مدهش العب وامرح، الذي ضم باقة لافتة من الألعاب والفعاليات، فالأطفال والكبار يشاركون تارة بقرع الطبول والدرامز، وتارة يشاهدون عروض الهيب هوب ويشاركون فيها، وأخرى يلتقطون الصور من الشخصيات ذات السيقان الطويلة التي تظهر حيناً على شكل فراشات، وحيناً آخر ترتدي لباساً غريباً ولافتاً مع تلوين الوجه بأشكال جميلة. ويضم الركن عروضاً جميلة لفرقة خيال الظل، إذ يجتمع الأطفال لمتابعة العروض المضحكة، فيما يسمح أفراد الفرقة لهم بين الحين والآخر بتجربة تحريك الدمى من وراء الستار.
ويضم الركن الذي اتخذ مكاناً واسعاً مجموعة متعددة ومتميزة من الألعاب المطاطية للأطفال الصغار، يستطيعون اللعب فيها بحرية وأمان، كما توجد مقاعد خصصت للأهالي للاستراحة ومراقبة أطفالهم وهم يلعبون ويقفزون ويتراشقون بالكرات ويستخدمون ركن المسرح المطاطي الصغير لعمل مسرحياتهم الخاصة، وممارسة مواهبهم في فن التمثيل.
بدا الفرح واضحاً على عائلة العنزي التي حضرت خصيصاً من الرياض لزيارة عالم مدهش، الأطفال تركي «تسع سنوات»، يارا «ثلاث سنوات» ليان «ثماني سنوات»، احتاروا في ردود أفعالهم، تارة يقفون مندهشين، وأخرى يصفقون، وثالثة يضحكون في جو شاركهم فيه كل من حضر العرض وزار عالم مدهش.
تركي طلب من والده الحضور لزيارة عالم مدهش، وقال «لا أستطيع أن أنتظر يوماً واحداً، كل عام نأتي هنا من الساعة الأولى لانطلاقة عالم مدهش، أتمنى أن يأتي مدهش ويزورنا في الرياض، وأن تكون هناك فرقة سيرك جميلة مثل هذه الفرقة».
يارا وليان سارعتا للعب مع أفراد الفرقة فور انتهاء العرض، وقالتا «العرض ممتع جداً، وقد استمتعنا كثيراً خلاله لأنه مسلٍ، أتمنى أن نكون هنا دائماً». بعدها أخذت ليان ويارا تلعبان وتقفزان، وتمثلان مسرحيتهما الخاصة التي ابتكراها في عالم مدهش. محمد حافظ من السودان ثلاث سنوات خانه التعبير بكلماته الطفولية الصغيرة، لكن ضحكته وفرحته وحركات يديه كانت دليلا على سعادته.
وتوجهت الطفلة ندى محمود من مصر قبل العرض لتلون بعض اللوحات في ركن التلوين، لكن سرعان ما لحقت بعائلتها وزملائها لمشاهدة العرض الذي أدهشها، متسائلة: «كيف يستطيع أفراد الفرقة إتقان هذه الحركات الصعبة؟»، وقالت: «العرض أعجبني كثيراً، وقد استمتعت أنا وأصدقائي وإخوتي فيه، غيرنا جوا وفرحنا كثيرا، لأن أجواء الفرحة في عالم مدهش مختلفة تماماً عن أجواء المرح في مكان آخر، إنه حقاً مدهش»، يذكر أن «عالم مدهش» سيستمر في استقبال الزوار حتى 25 أغسطس، وذلك طوال أيام الأسبوع من الساعة 10 صباحاً وحتى 10 ليلاً، وتمدد ساعات العمل فيه حتى 12 منتصف الليل يوم الخميس، بينما يفتح أبوابه يوم الجمعة ابتداءً من الساعة الثانية ظهراً وحتى منتصف الليل، وتبلغ سعر تذكرة الدخول 10 دراهم فقط للجميع.