«كريستيز».. مجوهرات ومنحوتات ولوحات نادرة

أعمال نادرة ولوحات تختصر الحركة الفنية المعاصرة في العالم العربي، التي بدأت من ستينات القرن الماضي، إلى جانب منحوتات، بلغ مجملها 200 عمل، شكّلت المجموعة الفنية التي ستُباع في مزاد «كريستيز» يومي غدً وبعد غدٍ.

وقد أعلنت «دار كريستز» في مؤتمر صحافي، أمس، أقيم في «أبراج الإمارات»، أنه سيتم تقسيم بيع الأعمال الى مجموعتين، إذ سيتم بيع الأعمال النادرة في اليوم الأول ضمن مجموعة تضم 40 عملاً، بينما تتوجه المجموعة الثانية في اليوم الثاني إلى المقتنين الذين يبحثون عن الأعمال المعقولة السعر. وإلى جانب الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية، هناك مجموعة من المجوهرات التي تُباع ضمن معرض خاص، وليس في المزاد. كما سيقوم الفنان التونسي نجا مهداوي بتقديم عمل خاص، بدعم من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، يعود ريعه الى مؤسسة نور دبي.

مشاركة مجتمعية

وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، عبدالرحمن العويس، قال إن «الهدف الأساسي من دعم الوزارة للعمل الفني الذي سيقوم به الفنان التونسي، إلى جانب الفنانات الإماراتيات، يقع ضمن صلب عمل الوزارة بالدرجة الأولى، وهو تأكيد على رعاية الفن والإبداع في الإمارات، وعلى أهمية التعاون بين القطاعين الخاص والعام»، مشدداً على أن تسليط الضوء على وجود الكثير من المبدعين في الإمارات، هو جزء من رسالة الوزارة، لافتاً إلى أن «الاقتناء هو فكر، والكثير من أصحاب المتاحف بدأوا باقتناء لوحة، وبالتالي هذا ما جعل (دار كريستيز) تخص فئة الشباب بمجموعة من الأعمال، فالمسألة ترتبط بالثقافة الخاصة بالاقتناء، والاهتمام بالفئة الأغلب».

وأكد العويس أن المشاركة الإماراتية جيدة في المزاد، وهذه بالنسبة لنا علامة مبشرة بأن الفن الإماراتي له مكانته، وهناك من يرغب ويحرص على اقتناء أعمال العديد من الفنانين الإماراتيين.

بينما أكد مدير الثقافة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتور حبيب غلوم، أن «التواجد في المزاد هو بمثابة مشاركة مجتمعية، فهذا المشروع له أكثر من جانب، فهو مشروع فني سيقدم ريعه لمؤسسة نور دبي، وهو سيباع بمبلغ سيسهم في علاج أكثر من شخص».

واعتبر أن «المؤسسات المعنية بالثقافة، والمشروعات الثقافية في كل إمارة تسهم في خلق مكانة مهمة للإمارات في مجال الفن»، مشدداً على أن الوزارة تحرص على الاهتمام بكل أنواع الفنون وعدم تغليب فن على آخر.

ثقافة الاقتناء

معرض للفنون الإسلامية والهندية

يشتمل مزاد «كريستيز» الذي يبدأ غداً، على معرض جانبي خاص بالفنون الإسلامية والهندية، غير مخصص للبيع في المزاد في دبي، بل ستباع في المزاد الذي ستقيمه الدار في لندن نهاية الشهر الجاري. وإلى جانب هذه الفنون، هناك مجموعة كبيرة من المجوهرات التي ستباع بشكل خاص، وبعيدات عن المزاد، وبأسعار ثابتة. وتبلغ قيمة أغلى قطعة ضمن المجموعة 3.9 ملايين دولار، وهو خاتم يتميز بقطعة ماسية نادرة باللون الأزرق.

من جهتها، أوضحت الاختصاصية في الفنون العربية والإيرانية والتركية المعاصرة في «دار كريستيز»، هالة خياط، أن «المزاد يرصد من خلال الأعمال الموجودة الحركة الفنية المعاصرة لمجموعة من الفنانين المعروفين، اذ يتم التركيز على مجموعة لوحات اقتنت سابقاً، ويتم تقديمها لمقتنين جدد من خلال الدار التي تمضي في جولة طويلة حول العالم لانتقاء الأعمال». واعتبرت أن تاريخ «كريستيز» في المزادات أسهم في نقل الفن العربي للعالم الغربي، من خلال العمل مع الأسماء المعروفة من المقتنين. وأضافت أن «التقسيم في عرض الأعمال على مدى يومين، يصب في تحديد المزاد، إذ إن اليوم الأول سيكون للأعمال النادرة جداً، لاسيما للفنانين الذين لا يقدمون أعمالهم بشكل كثيف، إذ يقدم أحدهم عملاً كل سنتين». ونوهت إلى أن المزاد الثاني سيضم مجموعة من الأعمال الفنية التي تشمل الأعمال الورقية والفن الفوتوغرافي، التي تعد من الفنون الحديثة. واعتبرت هذه الأعمال فرصة لتقريب المزاد في الشرق الأوسط من المزادات الغربية. وأكدت خياط أن «المعرض يضم مبادرة خاصة مع منظمة الغذاء العالمي، إذ سيتم بيع سبعة أعمال ضمن المعرض وتخصيص ريعها لهذه المؤسسة، وأن الهدف الاجتماعي لابد من وجوده في المزاد»، وقد قامت «كريستيز» بدعم الكثير من المؤسسات على مر الأعوام السابقة.

وتمنت خياط في الختام أن يتم اقتناء الأعمال القيمة من قبل المتاحف، وذلك كي يتمكن الناس من رؤيتها مجدداً، أو أن يراها الجيل الجديد. ودعت الناس إلى حضور المزاد، فالدعوة عامة، وهي ثقافة بحد ذاتها، للأسف ليست موجودة في المنطقة، ولهذا لابد من نشرها أكثر في مجتمعنا.

تعاون الأجيال

بدوره، قال الفنان نجا المهداوي، إن اللوحة التي سيقوم برسمها، ستشاركه فيها كل من خولة المري، وشما العامري، وزينب الهاشمي، وهن يمثلن «ارا غاليري»، إلى جانب فايزة مبارك من غاليري سلوى زيدان. واعتبر أن العمل سيكون مميزاً بالهدف الذي يحمله، مشيراً إلى أن العمل الفني غالباً ما يتميز بالتوقيع الذي يحمله، ولكن التعاون بين الأجيال يرسخ مفهوماً مختلفاً يتمثل في التعاون في الأعمال الفنية، وفي ترسيخ مفهوم العمل الجماعي.

ومن أبرز الأعمال الموجودة في المزاد، لوحة للفنان التشكيلي العراقي أحمد السوداني، وتتصدر القيمة التقديرية للوحته أسعار اللوحات المشاركة، إذ تراوح بين مليون و100 ألف، ومليون و700 ألف درهم، وتجسد هذه اللوحة استحضار شخصية الدكتاتور. فيما تأتي في المرتبة الثانية، لوحة لرائد الحركة التشكيلية في مصر محمود سعيد، التي تبرز امرأة وحمار يرعى، إلى جانب ضفة النيل، وتراوح القيمة التقديرية لهذه اللوحة، بين 900 ألف، ومليون و100 ألف درهم.

إلى جانب هذه الأعمال، يضع المزاد مجموعة منوّعة من أعمال الفنانين المعاصرين، ومنهم: جواد سليم، وأيمن بعلبكي، ولؤي كيالي، ومحمد إحسائي، ونصرالله أفجهي، إلى جانب مجموعة من الفنانين الأتراك، ومنهم: برهان دوغنشاي، وأزادي كوكر.

الأكثر مشاركة