«شاعر المليون» يـــفيض بالرومانسية

بات الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري، أول شاعر يتأهل لمرحلة الستة في مسابقة شاعر المليون، بعد ان استطاع أن يحصل على بطاقة التأهل من لجنة تحكيم المسابقة في الحلقة التي اذيعت مساء أول من أمس. بينما تأهل الشاعران منصور الفهيد وعلي بن نايف الغامدي من شعراء الحلقة الماضية (الأخيرة من المرحلة الثانية)، وخرجت الشاعرة العمانية أصيلة المعمري، ليخلو «شاعر المليون» في مراحله المقبلة من الأصوات النسائية تماماً.

خلال الحلقة؛ فاض مسرح شاطئ الراحة، على غير العادة، بالرومانسية، إذ طغت القصائد العاطفية على غيرها، ومن بينها القصيدة التي قدمها أحمد المنصوري، والتي ضمت ثلاثة أقسام، بحسب ما أوضح عضو لجنة التحكيم د.غسان الحسن هي: العشق والغرام والعناء بسبب الغياب، كما قسمها إلى أبواب «باب الظن، باب العذر، باب العتاب». في حين وصف عضو لجنة التحكيم سلطان العميمي أسلوب الشاعر بالسهل الممتنع، لافتاً إلى قدرته على أن يعكس في قصيدته بيئته البدوية والمقناص وعلاقته بالمحبوب، وذلك بشكل متسلسل، وبناء فني محكم، والتقاطات شعرية جميلة.

رقة

بريطانية على كرسي «شاعر المليــون»

استقبل الإعلامي عارف عمر، في استوديو التحليل الخاص بـ«شاعر المليون» د. ناديا بوهناد، وديزي مقدمة البرامج البريطانية في القناة الرابعة، التي جاءت إلى أبوظبي لإعداد برنامج عن مسابقة شاعر المليون التي سمعت عنها عن طريق موقع «بي بي سي» الإخباري، كما جلست على كرسي شاعر المليون لإعطاء المشاهد انطباعاً كاملاً عن إحساس الشعراء، ووصفت التجربة بأنها كانت ممتعة. في حين قدم الشاعران هادي جابر المري، وخالد المري (العذب) مفاجأة لجمهور المسرح، عندما القيا شلة للمغفور له الشيخ زايد «يا شاطئ الراحة»، إضافة إلى شلتين أخريين بناء على طلب الجمهور. ويتنافس في الحلقة المقبلة ستة شعراء هم: راشد أحمد الرميثي، وسيف مهنا السهلي، وعلي البوعينين التميمي، وعلي نايف الغامدي، وماجد لفى الديحاني، ومنصور الفهيد الشمري.

كذلك الرومانسية كانت خيار الشاعر الكويتي بدر المحيني الذي قدم نصاً بعنوان «تعالي معي محبوبتي»، وصفه عضو لجنة التحكيم حمد السعيد بالرشاقة الجمال، مشيداً بالحضور المسرحي الطاغي للشاعر. وتوقف سلطان العميمي أمام ما تضمنه النص من معان حاضرة خلف السطور، وترميز ذكي، إلى جانب الثقة التي كتب بها الشاعر نصه، وجمع في أسلوبه بين الجرأة والرقة والرومانسية، ما جعل النص يزخر بحالات نفسية عديدة، مثل الحزن والغضب، وبتوريات ذكية.

أيضاً قدم الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب البقمي، نصاً عاطفيا اتسم بكثافة التصوير، وسلاسة التسلسل في الأبيات، كما أشار غسان الحسن.

وفي تعليقه؛ اثنى سلطان العميمي على القصيدة بداية من مطلعها الذكي والجاذب الذي كسر ما هو سائد، مشيداً بقدرة الشاعر على خلق صياغات عذبة خاصة به، على الرغم من تقليدية الوصف، فجاءت القصيدة متماسكة ومكتوبة بحرفية من أول بيت فيها إلى آخرها. أيضاً وجد حمد السعيد أن النص جميل، لدرجة بأن فيها أن المحبوبة هي سبب شاعرية البقمي، واصفاً صوره بأنها جميلة، وبأن تراكيبه عذبة.

أما الشاعر صقار العوني فقدم قصيدة حول مسابقة «شاعر المليون»، اجمعت لجنة التحكيم على صعوبتها وثقلها على المتلقي، إذ تحتاج إلى قراءة متأنية لتفكيك ما فيها من معان وصور جمالية مركبة، وجد فيها حمد السعيد دليلاً على براعة الشاعر وقدرته.

ورأى غسان الحسن أن الشاعر استعرض في نصه مقدرته الشعرية في التصوير والارتقاء إلى الأعلى، فأكثر من التطريز ومن الدرر إلى درجة أثقلته على المتلقي الذي يحتاج إلى وقت كي يفهم ما فيه من جزئيات وصور، وهذا معناه أن المتلقي سيفهم القصيدة بالإيحاء وسيشعر بها، أما تفاصيلها وجزئياتها فلن تصل إليه من خلال القراءة على المسرح.

قصيدة وطنية

مال الشاعر السعودي مشعل دهيم الظفيري، في قصيدته إلى الهم الوطني. وأشار سلطان العميمي، إلى أن الـوزن الذي اشتغل عليه مشعل يحتاج إلى الاختصار والتكثيف، ونجح الشاعر في ذلك، كما عكست الصور الشـعرية في النص قدرته على أن يخلق ما يميزه على صعيد اللغة، وأن يقدم قصيدة متوازنة بمستوى شعري متقدم مع كل ما تحمله من هم. ووصف الشاعر بأنه صاحب قضية، ومعه سيف شعرٍ، إذ يتمتع بالجرأة في طرح ما له قيمة، وما قـدم في النص يثبـت أنه حبكة شاعر اهتم بالشعر وبالقضية.

وطرح الشاعر السعودي نايف بن مسرع الدوسري، في نصه «عذرا يا خالد» الموجه إلى ابن عمه خالد الدوسري، حالة إنسانية، وهو أمر تميزت به نصوص الشاعر على مدار الحلقات السابقة من البرنامج، كما أشار حمد السعيد.

ولفت غسان الحسن إلى موضوع النص الإنساني، وإلى المستوى الشعري العالي فيه، والتطور المدروس، إذ يتلمس المستمع من خلال ما جاء في النص قصة ابن عم الشاعر، مؤكداً أن الشكل الفني الخارجي للنص مترع بالفنون الشعرية، وفيه أبيات راقية جعلته يلمع ويلفت الأنظار.

مجاراة

في فقرة المجاراة، قام الشعراء بمجاراة قصائد لشعراء آخرين، على أن تكون على ذات الوزن والقافية والموضوع، وخصصت لجنة التحكيم 20 درجة من أصل .50 وفي هذه الفقرة اختار أحمد المنصوري مجاراة قصيدة للشاعر الماجدي بن ظاهر، باعتباره رمزاً شعرياً إماراتياً. فيما جارى بدر المحيني الشاعر عبدالرحمن الشمري، بقصيدة مديح في سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإعجابه بها. أما صقار العوني فجارى الشاعر بدر بن عبدالمحسن «عن كل ما ظهر» كونه قامة شعرية. من جانبه ألقى عبدالله بن مرهب قصيدة مجاراة لقصيدة بندر بن سرور عن المغفور له الشيخ زايد. أما مشعل دهيّم فاختار قصيدة المغفور له الشيخ زايد وهي «يا شباب الوطن لبوا وطنكم». وأخيراً جارى نايف بن مسرع الشاعر سلطان الهاجري بقصيدته «أربع الغاز صعيبة»، كون الهاجري من الوزن الثقيل شعرياً.

الأكثر مشاركة