« فزّاع » التراثية تبحـــث عن « طواويش » معـاصرين
تستأنف بطولة فزاع التراثية اليوم رحلتها السنوية في البحث عن «طواويش» معاصرين قادرين على الاستلهام من مهارات الأجداد والآباء، عبر المتوارث من رحلاتهم التي كانوا يقومون عبرها بالغوص بطرق تقليدية في مياه الخليج العربي، بحثاً عن المحار واستخراج مكنونه من اللؤلؤ، ضمن فعاليات الدورة الحالية من بطولة فزاع للغوص الحر، التي تجمع في فئتين منفصلتين بين هواة إماراتيين وخليجيين من جهة، ومحترفين قدموا من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في البطولة من جهة اخرى.
ووفق فنيات اتبعت لمحاكاة اسلوب الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، أنهى المشاركون في البطولة، التي تقام تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وتنظمها إدارة بطولات فزاع، في مكتب سموّ ولي عهد دبي، تدريباتهم بعد أن اطلعوا على معلومات نظرية وعملية تستعيد تلك المهارات، منها عدم استخدام أي عوامل مساعدة أثناء الغوص، الذي يجب أن يتم على اعماق بعيدة عن سطح الماء، وغيرها من التقاليد التي شكلت مفاجأة للغواصين الأوروبيين المحترفين على وجه الخصوص، معربين انها تسهم في صعوبة تحقيق ارقام مميزة، على خلاف طرق الغوص الحديثة التي يسمح فيها باستخدام عوامل مساعدة للغواص.
| بر وبحر على خلاف معظم نسخ بطولة فزاع التراثية للغوص الحر، التي تقام على نسق رحلات الأجداد في مياه الخليج بحثاً عن المحار لاستخراج مكنونه من اللؤلؤ، تقام النسخة الحالية من البطولة، في مجمع حمدان بن محمد الرياضي، في منطقة الروية، على طريق دبي العابر. موقع البطولة الجديد الذي تحيط به آفاق صحراوية من مختلف الجهات، جعل القادمين إلى البطولة يتوقعون أن ثمة لبساً ما في المناسبة، التي توقعوها قريبة من أحد الشواطئ التي تطل بها دبي على مياه الخليج العربي. رغم ذلك أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة، عضو المجلس الوطني للاتحاد، حمد الرحومي، أن المقر الجديد الذي يسهم بشكل أكبر في حسن تنظيم البطولة، لن يعني أن هناك ردة عن التمسك بمختلف شروط الغوص الحر الذي يحاكي عبقرية «طواويش» الإمارات في رحلاتهم عبر أعماق الخليج العربي، بحثاً عن اللؤلؤ.
|
في هذا الإطار قال رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الغوص الحر، حمد الرحومي، إن البطولة التي تقام هذا العام في مجمع سموّ الشيخ حمدان بن محمد الرياضي، لم تفقد ارتباطها بجوهر الغوص التقليدي، بعد أن ابتعدت عن مياه الخليج، مؤكداً أن اختيار موقع حديث ومجهز للغوص، لا يعني التنازل عن اسلوب الغوص التقليدي الذي هو جوهر المسابقة التراثية، ويلتزم به كل المتسابقين، سواء من الهواة أو المحترفين، وعلى أساسه تتم عملية التقييم والتحكيم.
وأكد الرحومي أن تخصيص فئة مستقلة للهواة، بعيداً عن سيطرة المحترفين قد أسهم في زيادة جاذبية البطولة التي تهدف إلى نشر جانب مهم من جوانب الموروث الإماراتي، وهو الغوص الحر، مضيفاً أن الأرقام التي انتهت عليها النسخ السابقة من البطولة شجعت المزيد من الشباب الإماراتيين والخليجيين من أجل السعي إلى المشاركة في منافساتها هذا العام، بعدما أحجم البعض عن المشاركة بسبب سيطرة المحترفين على المراكز الأولى في الأعوام السابقة.
واشار الرحومي إلى أن نمط الغوص المتبع في بطولة فزاع يعد مبتكراً ومختلفاً تماماً عن أساليب الغوص المعروفة، لافتاً إلى أن بطولة فزاع للغوص الحر أصبحت ذات ملامح مميزة، حتى بالنسبة للمحترفين الذين تكررت مشاركة بعضهم، وأصبحوا أكثر انسجاماً مع معطياتها، منها الحبل الذي يمسك به الغواص، لإعطاء إشارة لمرافقيه أعلى سطح الماء تفيد التواصل معه، وعدم الاستعانة بأدوات الغوص الحديثة، مثل ملابس الغوص والساعة الرقمية، وغير ذلك، في الوقت الذي تتوافر في البطولة كل عناصر الأمن والسلامة من خلال عناصر الضفادع البشرية التابعة لشرطة دبي، الذين يرافقون المتسابقين خطوة بخطوة تحت سطح الماء، فضلاً عن طواقم الإسعاف، وغيرها من احتياطات السلامة.
وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة «فزاع» للغوص الحر، إن هناك زيادة ملحوظة في اعداد المتسابقين المحترفين القادمين بشكل خاص من دول اوروبية، مشيراً إلى أن اليوم الاول من البطولة شهد منافسات قوية بين عدد كبير من المشاركين، خصوصاً الوجوه الجديدة التي تشارك للمرة الاولى من دول كرواتيا وروسيا ولبنان وكينيا وهولندا، وغيرها من الدول.
في الوقت نفسه لفت الرحومي إلى تصاعد أعداد المتسابقين الإماراتيين بصورة ملحوظة، مضيفاً «الاستراتيجية الأساسية التي نسعى إليها هي زيادة أعداد المتسابقين، لما في ذلك من دلالة على دور البطولة في نشر موروث الغوص، ولقد فوجئنا هذا العام بمشاركين كثر من داخل الدولة يشاركون أول مرة، وهذا دليل على نجاح البطولة في المواسم الماضية، والتي نجحت في استقطاب مشاركين جدد يأملون الحصول على كأس (فزاع)، وتحقيق ارقام قياسية جديدة».
واوضح رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة «فزاع» للغوص الحر، انه سيتأهل 20 متسابقاً للادوار النهائية، منهم 10 من مواطني الدولة، و10 من فئة المحترفين، تمهيدا للحصول على كأس فزاع لهذا العام، مشيرا الى انه يتوقع تحقيق نتائج تصل الى ثماني دقائق في هذه البطولة.
وأوضح الرحومي ان اللجنة العليا المنظمة اتبعت هذا العام نظاما جديدا، وهو القيام بتدريب المتسابقين قبل بدء البطولة بثلاثة ايام، مشيرا الى ان انتقال البطولة الى المجمع الجديد سيتيح للمتنافسين تحقيق ارقام قياسية لم تحقق من قبل، وذلك لتحييد التأثير السلبي للرياح وحرارة الجو في المتسابقين.
من جانبه، أكد مدير إدارة بطولات «فزاع»، عبدالله حمدان بن دلموك، ان تخصيص فئة مستقلة للمتسابقين الإماراتيين والخليجيين جاء بتوجيهات من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي وراعي بطولات «فزاع»، مضيفاً أن «سموّه يحرص دائما على دعم مختلف بطولات فزاع التراثية، من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى، وهو الحفاظ على أهم ملامح الموروث الثقافي الاماراتي، وفق استراتيجية واضحة، تسعى إلى توسيع قاعدة انتشاره محلياً وخليجياً في المقام الأول، لافتاً إلى أن بطولة فزاع للغوص الحر تمكنت في دوراتها الأخيرة من كسر نطاق المحلية، وحتى الإقليمية، وصولاً إلى العالمية التي وضعتها في مصاف أهم بطولات الغوص على مستوى العالم من حيث قيمة الجوائز، فضلاً عن تميزها بسبب ارتباطها بالموروث الشعبي الإماراتي.