لا نخشى المقارنـــــــــة بين «زايد للكتاب» وأي جائزة أخرى
أكد الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم، أن الجائزة لا تخشى من المقارنة بينها وبين وأي جائزة أخرى، معتبراً أن لكل جائزة ملامح خاصة تميزها عما سواها، مشيراً إلى ان جائزة الشيخ زايد للكتاب لا تخطو نحو أي بادرة من دون دراسة، وان قرار حجب بعض الجوائز يعتمد دائماً على معايير موضوعية.
وعن اعتماد الجائزة فكرة أسلوب القوائم الطويلة والقصيرة في دورتها للعام الجاري، أوضح بن تميم في حوار مع «الإمارات اليوم، أن «فكرة وضع القوائم بعيون الأعمال الأدبية والمعرفية هو تقليد أصيل متجذر في التراث العربي، إذ كانوا يختارون للقرّاء من عيون الكتب في كل فرع معرفي، مشجعين القرّاء على قراءتها، والنهل من معينها»، لافتاً إلى ان اتجاه الجائزة للإعلان عن قوائم طويلة للروايات المرشحة في الفروع المختلفة قوبل بردود طيبة.
وأضاف «ارتأت جائزة الشيخ زايد للكتاب أن تعلن قوائم المرشحين، لما في ذلك من إضاءة لأهم الأعمال المقدمة لها، فهي تستحق بكل تأكيد أن يُلتفت إليها، وأن تأخذ حظها من الانتشار، وتمكين الناس من معرفتها والاطلاع عليها، وإن لم تحظ في النهاية بالجائزة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نسعى دائماً إلى تكريس الشفافية في عملنا، وبالتالي هو تقليد معمول به في بعض الجوائز الكبيرة التي يتقدم لها مرشحون كثر».
| قرار شجاع وصف الدكتور علي بن تميم القرار الذي اتخذته جائزة الشيخ زايد للكتاب العام الماضي بسحب لقب الجائزة من الفائز في فرع الآداب، بـ«الشجاع والأخلاقي والعلمي»، معتبراً ان هذا القرار هو دليل على أن الجائزة تتمتع بكامل الشفافية، وبكامل الرصانة العلمية، لافتاً إلى حرض «الهيئة العلمية» على بذل كل الجهود من أجل الخروج بتقييمات علمية رصينة ملتزمة بالروح العلمية، وباحترام القيمة الإبداعية في أي مشاركة من المشاركات. |
ونفى ان يفتح هذا التغيير باب المقارنة بين جائزة الشيخ زايد، والجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) «نحن لا نخشى من المقارنة بين (الشيخ زايد للكتاب) وأي جائزة أخرى، فلكل جائزة معلنة خصوصيتها وشخصيتها، وهذا الأمر صار معروفاً للجميع».
ثقافة المنافسة
أشار الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى أن «أمانة الجائزة أخذت على عاتقها المضي قدماً بخطوات جديدة وإضافية، بعد ان أصبحت جائزة الشيخ زايد تحظى بمكانة بارزة ثقافياً وعلمياً، واحتلت في سنوات قليلة الحضور الذي تستحقه على مستوى المنطقة والعالم. ومن هنا جاء اعتماد أسلوب القائمتين، الطويلة والقصيرة، في هذه الدورة، على ان يستمر كتقليد في المستقبل، في مسعى من الجائزة إلى أن يتابع المتلقي والمهتم والمبدع المشارك مجريات حركة التحكيم، ووصول الكتب المرشحة إلى النهاية، وكذلك لخلق نوع من ثقافة المنافسة الشفافة بين الجائزة والمرشحين لها».
واستطرد «في هذه الدورة أيضاً أعدنا تشكيل (الهيئة العلمية) بنخبة لامعة من الخبراء والمفكرين والنقاد والأدباء والمثقفين والمبدعين، بناء على قرار أصدره الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، رئيس مجلس أمناء الجائزة، ليضم المجلس في عضويته كلاً من: الدكتور علي راشد النعيمي، من الإمارات، والدكتور سعيد محمد توفيق، من مصر، ويورغن بوز، من ألمانيا، والدكتور خليل محمد الشيخ، من الأردن، والدكتور مسعود عبدالله ضاهر، من لبنان، والدكتور كاظم جهاد، من العراق - فرنسا، والدكتور محمد بنيس، من المغرب، والدكتورة سهام عبدالوهاب الفريح، من الكويت».
جوائز محجوبة
حول اتجاه الجائزة إلى حجب الجائزة في بعض الفروع في الدورات السابقة، قال الأمين العام «نحن نحجب أي جائزة إذا لم تماثل الأعمال المرشحة شروط الجائزة ومعاييرها، وبالتالي عملية الحجب مستندة أساساً إلى معايير موضوعية. ولكل كتاب قيمة علمية وقيمة إبداعية، وإذا لم تتوافر هذه القيم، وعلى نحو واضح وعلمي، فإننا نضطر إلى الحجب من دون أن نضمر أي أهداف غير ثقافية أو علمية».
وشدد بن تميم على أن ما تبحث عنه الجائزة في أي كتاب أو مادّة مرشحين هو القيمة العلمية والإبداعية، مضيفاً «أعتقد أن (جائزة الشيخ زايد للكتاب) صارت معروفة، ومعايير الترشح وشروطه موجود في موقع الجائزة الإلكتروني، وبعد ان مضينا بخمس دورات سابقة، وها نحن في الدورة السادسة، صار كثيرون يعرفون الجائزة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، سواء كانوا مبدعين أم إعلاميين أم غيرهم في العاملين في حقول التعليم والثقافة. كما منحنا الجائزة بكل فروعها للكثير من المبدعين العرب وغيرهم، ما عزز من انتشار القيمة العلمية الإبداعية التي تسعى الجائزة إلى ترسيخها».
مرونة وشفافية
نفى بن تميم إمكانية ان تمس المرونة التي تتسم بها الجائزة، التي تتيح إضافة أو إلغاء بعضها، بمكانة الجائزة ومكانتها، لافتاً إلى ان «هناك نوعاً من الرضا والقبول على حجب بعض فروعها في حال عدم توافر الترشيحات التي ترتقي إلى المعايير المطلوبة، وإلى شروط التقدم للجائزة. إنها الشفافية التي يطالب بها الجميع، وهي التي تمنح الجائزة الدوام والاستمرار والثبات، وبالتالي فالمرونة عامل تقوية وتمتين لشخصية الجائزة، وعامل جذب لعدد كبير من الترشيحات. إذ تم حجب بعض الجوائز في دورات سابقة، ووجدنا أن الإقبال عليها قد أخذ وتيرة متصاعدة من حيث عدد الترشيحات، وكنا قد أعلنا عن 560 مشاركة في الدورة الحالية، وهذا مؤشر واضح إلى مستوى الإقبال والمشاركة الطيبة بكل الفروع».
وتابع بن تميم «تعتمد الجائزة على معايير وشروط معلنة للجميع، ونرحب بأي مشاركة تحقق شروط الترشيح وقواعد التحكيم، وعندما لا نجد أي مشاركة تتوافر فيها تلك الشروط والقواعد فإننا لا نلجأ إلى ضمها في قائمة المشاركات الفائزة»، معربا عن رضاه بمستوى المشاركة في الجائزة هذا العام، رغم ما يمر به العالم العربي من أحداث ساخنة «أعتقد أن وصول العدد إلى 560 مشاركة مؤشر جيد وإن كنا نطمح إلى المزيد، ولكن هذا العدد يجعلنا نطمئن إلى أن المبدعين المشاركين يتواصلون في إبداعهم وعطائهم العلمي والفني والجمالي والفكري والثقافي مع الجائزة بحب وتقدير للجائزة من جهة، ولإبداعهم من جهة أخرى».