« خليفة زايد ».. ملحمة إماراتيــة تمزج الخيال بالواقع
قال المدير التنفيذي للقرية العالمية سعيد علي بن رضا، إن العمل الإبداعي الذي سوف تكشف عنه القرية العالمية للمرة الأولى في 29 نوفمبر الجاري، بعنوان «خليفة زايد»، سيمثل مفاجأة سارة لعشاق متابعة الأحداث الحقيقية الملهمة، من خلال عمل إبداعي يجمع بين أدوات السينما والمسرح، فضلاً عن اللغة الشاعرية التي تسعى إلى تجسيد مسيرة شعب، وحكمة مؤسس دولة، وعبقرية قائد مسيرة الاتحاد، فضلاً عن عراقة شعب أصبح وطنه ملتقى حقيقياً لثقافات العالم.
وكشف بن رضا في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم» أن هناك محاولات لعرض العمل في ثلاثة أوقات مختلفة يومياً، حتى تاريخ 21 ديسمبر، باستثناء اليوم الأول لعرضه الذي سيتم الاكتفاء فيه بعرض الافتتاح، مشيراً إلى أن «خليفة زايد» هو «عمل يأتي منسجماً مع سيرة قائد ومسيرة شعب من جهة، كما يأتي منسجماً في الوقت ذاته مع طبيعة القرية العالمية كملتقى لعارضين ومنتوجات وزائرين من مختلف دول العالم».
وقال بن رضا إن العمل الذي تجاوزت ميزانيته نحو خمسة ملايين درهم، وتم التجهيز له منذ أربعة أشهر، مصوغ بلغة شعرية تمزج ما بين تقنيات الفن السابع من جهة، والعرض المسرحي من جهة أخرى، على نحو يتداخل فيه بشكل كبير العرض الحي والآخر السينمائي، دون أن تتمكن العين المجردة من التفرقة بينهما بسبب دقة تقنيات الإبهار والمؤثرات الضوئية والغرافيك، ويدور محتواه الدرامي حول رحلة طفلين إماراتيين هما حمد وحصة إلى عدد من أبرز حضارات العالم، متواصلين مع ثقافات متباينة، بحفاوة وانفتاح، ويجسد دوريهما طالبان إماراتيان هما عبدالله أحمد المهيري وأسماء عبدالعزيز.
حمد وحصةالطفل عبدالله المهيري كان قد تعرض لاختبار صعب في أول تجربة مسرحية له أمام الجمهور، بعد أن استعان به مخرج من أجل دور رئيس في مهرجان دبي لمسرح الشباب في أكتوبر، إذ فوجئ وقتها بجرس إنذار الحريق ينطلق عن طريق الخطأ، إيذانا بوجوب إخلائه، لكن الأمر لم يربكه، أو يدفعه للتوقف، وواصل أداءه لدوره بثبات، وها هو يظهر الآن في مشاركة أخرى متميزة، ولكن في عمل يرتبط هذه المرة باحتفالات الدولة بالذكرى الـ40 للاتحاد. المهيري الذي تم اختياره مع طفلة أخرى عمرها تسع سنوات هي أسماء عبدالعزيز ليقوما بدور حمد وحصة قال «هذه المشاركة تعني الكثير بالنسبة لي، فهو حدث سيذكره التاريخ للأبد، لأن العمل ضمن الاحتفال بالذكرى الـ40 لقيام دولة الامارات»، مشيراً برهافة حس فطرية إلى أن «أهم ما يميز هذا العمل عن سواه هو اسمه فهو يحمل اسم خليفة زايد وهو اسم ملهمنا وقائدنا ووالدنا وهذا شرف لكل طفل إماراتي». في المقابل، اختصرت أسماء مشاعرها ومدى قدرتها على مجابهة الجمهور لأول مرة من على خشبة المسرح بقولها «من يمثل دولته لا يخاف ومن يقف على المسرح في احتفالية مثل هذه عليه أن يخلع رداء الخوف قبل صعوده أولاً». اسماء ابنة الأعوام التسعة ذهبت لأبعد من ذلك، مضيفة «أن تكون تجربتي الأولى بهذا الحجم، فمعناه انني سأختصر سنوات من الخبرة من خلالها وتعني لي بداية مميزة في هذا العالم الواسع الذي عنوانه المسرح». الطفلة الصغيرة أصرت على استثمار الفرصة لتوجه كلمة شكر مضيفة بأسلوبها «أشكر دولتي على الفرص الكثيرة والكبيرة التي منحتني، وما زالت تمنحني ونحن بالفعل أطفال خليفة زايد الذين سيشرفون دولتهم في جميع المحافل».
|
وأضاف «يعود الطفلان في نهاية المطاف إلى أرض الوطن، حيث تلتقي كل تلك الثقافات على أرض زايد الخير، ليتم بعدها تناول انجازات (خليفة زايد) صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهم حكام الإمارات، فضلاً عن عادات وقيم الشعب الإماراتي الأصيلة».
انفتاح الإمارات
أكد بن رضا أن «أسلوب العرض من الناحية الفنية يتم استخدامه لأول مرة في الشرق الأوسط، لا سيما في ما يتعلق بسعة المسرح الذي يصل طوله إلى 16 متراً، والاعتماد على فكرة الساحة المكشوفة التي تتواءم مع انفتاح الإمارات على مختلف الثقافات، وتحولها إلى جسر آمن بينها»، مشيراً إلى أن العرض يبدأ بأبيات شعرية هي:
«خليفةُ زايد ... وزايدُ مجدٌ... وللمجدِ عهدٌ ...... وشعبٌ يعاهد ...
خليفةَ زايد... أتينا جميعا ... أتينا نعاهد.. خليفة زايد».
وقال بن رضا إن العرض من خلال تقنيات الغرافيك والإبهار الضوئي والموسيقى، والمؤثرات الصوتية وغيرها، «يضع المشاهد في قلب رحلات يقوم بها الطفلان، تبدأ في الصين على نحو ينقل سورها العظيم إلى المسرح، ويمر بالهند عبر أهم معالمها مثل تاج محل، وأميركا وأوروبا وإفريقيا وكأن المشاهد في رحلة بصرية حول العالم تمزج الحقيقة بالواقع، قبل أن يعود الجميع من تلك المغامرة التي تستغرق 20 دقيقة إلى أرض الوطن، عبر معالمه، ومقولات رجالاته وقادته، وسمات شعبه المتوارثة».
وقال بن رضا إن «العمل الذي يأتي كفعالية رئيسة تشارك عبرها القرية في احتفالات اليوم الوطني، سوف يكون نواة لعدد من الفعاليات الأخرى، مثل تلون النافورة المائية الراقصة بألوان علم الاتحاد، وحملها صوراً وعروضاً تمثل بانوراما لبعض إنجازاته، في الوقت الذي ستزين علم الوطن، وصور قاداته، صدور الملايين من زائري القرية خلال المرحلة المقبلة، من خلال حملة ضخمة لتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية على زائري القرية من مختلف الجنسيات».
جائزة الإعلام
قال بن رضا أن المسؤولين عن اختيار الشخصيات المشاركة في العمل قد أولوا عناية خاصة لاختيار الطفلين المشاركين في العمل، بحيث يبدو الأداء طبيعياً وليس تمثيلياً، فضلاً عن العناية الشديدة بالجوانب التقنية، على نحو يحقق متعة المشاهدة، دون الإخلال بمحتوى المعلومات التي سيتضمنها العمل الفني.
وأضاف بن رضا أن عرض «خليفة زايد» «يهدف الى ابراز مفهوم القرية العالمية بما تحتويه من اجواء تجمع ثقافات العالم، حيث يسلط العرض الضوء على ثقافة وتقاليد الإمارات، والتطور التاريخي للدولة منذ حكم المغفور له الشيخ زايد وحتى الآن تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، بالإضافة الى العديد من المفاجآت الأخرى».
وكشف بن رضا عن إطلاق القرية العالمية أيضاً جائزة الإعلام كترجمة حقيقية لايمان مجلس إدارتها بالدور الكبير الذي تلعبه وسائل الاعلام في نجاحها على مدار 16 عاماً متتالية عبر جذب الملايين من الزوار كل عام.
وسيشمل التكريم الأعمال التي قدمت تغطية كاملة لفعاليات القرية العالمية «الأجنحة، الفعاليات الترفيهية، حركة التسوق والشراء، الحرف اليدوية والفنون، حجم المشاركات الحكومية، المبادرات الاجتماعية للقرية»، وغيرها من التغطيات التي تعبر عن روح القرية العالمية ودورها في جمع الفنون والثقافات والعديد من الجنسيات تحت مظلتها، وذلك في مختلف المجالات الصحافية مثل التحقيقات أو الموضوعات أو الأخبار الصحافية والتصوير. وسيكون لعنصري التنوع في موضوعات التغطية الصحافية والابداع في الصياغة والتصوير الدور الأكبر في اختيار الأعمال الفائزة.