أزمات الدراما المصرية والسورية تصبّ في مصلحة الدراما الخليجية التي تدخل السباق الرمضاني بـ27 عملاً. الإمارات اليوم

65 ساعة درامية يومياً في رمضان

65 ساعة درامية يومياً هي حصة المشاهد العربي خلال شهر رمضان المبارك، تتوزع بين المصرية والسورية والخليجية، بمعدل يقل بنسبة 35٪ تقريباً عن معدل ساعات الدراما التي بثتها القنوات المحلية والعربية في رمضان الماضي، والتي بلغت 101 ساعة تقريباً. وتصدرت الدراما المصرية السباق بـ40 عملاً، ثم السورية بـ30 عملاً، ثم الخليجية بـ27 عملاً.

ويعزو منتجون وفنانون هذا التراجع إلى الظروف التي تمر بها الدول العربية خصوصاً مصر وسورية قطبي الدراما العربية. وعلى الرغم من عدم الاستقرار الذي يلقي بظلاله على مصر، إلا أنها حافظت على تصدّرها المنافسة الرمضانية بمعدل 40 مسلسلاً، مقابل 60 عملاً العام الماضي.

ويبدو أن أحداث هذه الأعمال ستكون مرتبطة بشكل أو بآخر بأحداث ثورة 25 يناير. وعلى الرغم من الأحداث التي تشهدها سورية، أنجزت شركات الإنتاج 30 عملاً درامياً، مقابل 40 عملاً العام الماضي، ومن أبرز الملاحظات أن هذه الأعمال ستُعرض في الغالب على شاشات القنوات الفضائية والأرضية السورية، مع استثناءات محدودة تُعرض على فضائيات عربية، ما يعزوه البعض إلى صعوبات توزيع واجهتها شركات الإنتاج السورية. وقد واجه منتجو الدراما السوريون صعوبة في تسويق أعمالهم هذا العام، وهو ما طرحه بوضوح المخرج نجدت أنزور، الذي قال إن «الأعمال السورية أصبحت بحاجة إلى خريطة طريق، حتى تبلغ القنوات العربية في الموسم الرمضاني».

وأضاف أن «هناك قراراً سياسياً عربياً مضمراً يقضي بالامتناع عن شراء الأعمال السورية بهدف ضرب (حرية الفن) أولاً، وتفكيك الوسط الفني، وإحداث شللية سياسية فنية، وإنهاء دور الدراما السورية الرائد والمتقدّم في الدراما العربية».

وتصبّ الأزمات التي تشهدها الدراما المصرية والسورية في مصلحة الدراما الخليجية، إذ إنها تدخل السباق الدرامي الرمضاني بـ27 عملاً، مقابل 30 عملاً العام الماضي. وشجعت قلة المعروض العربي على زيادة الطلب على الدراما الخليجية، ولاتزال بعض شركات الإنتاج تصوّر أعمالها حتى يومنا هذا، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة، وصعوبة التصوير في مثل هذا الوقت من العام.

وأسهم قيام ثورة 25 يناير في مصر، وبدء الحراك الشعبي في سورية، في صياغة جديدة للمشهد الدرامي العربي، مع تراجع كثير من الفنانين عن تقديم أعمالهم هذا العام، لعدم القدرة على إنجازها، أو لظهور عدد كبير من الفنانين على القوائم السوداء، لمواقفهم الرافضة أو المعادية للثورة في بلادهم. ومن أبرز الفنانين الذين خرجوا من السباق هذا العام عادل إمام، يسرا، إلهام شاهين، صلاح السعدني، محمود عبدالعزيز، على الرغم من الحملات الإعلانية الضخمة التي خُصصت لأعمالهم قبل الثورة المصرية. وتتصدّر الأعمال الاجتماعية المشهد الدرامي السوري هذا العام، مع أجزاء جديدة لأعمال كوميدية لاقت نجاحاً الأعوام الماضية. ويبدو أن بعض الأعمال السورية ستثير هذا العام جدلاً واضحاً، خصوصاً أعمال السير الشخصية. ويتوقع أن يثير في «حضرة الغياب» سجالاً ملموساً خصوصاً أنه يقدم سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، من دون تجاهل حساسية مسلسل «معاوية والحسن والحسين»، بعد أن اتجهت جهات دينية مصرية وسورية، وعلى رأسها الأزهر، إلى رفض العمل بسبب تجسيده شخصيتي الحسن والحسين. يبقى القول إن الهموم اليومية والتحولات الاجتماعية تظل سمة أساسية للأعمال الخليجية التي تخرج غالباً من الكويت، مع استمرار عرض أجزاء جديدة من أعمال كوميدية، حظيت على مدار السنوات الماضية بجماهيرية عربية كبيرة، وعلى رأسها «طاش ما طاش» الذي تعرّض هذا العام لمشكلات رقابية كادت توقف تصويره.

ويبدو الجديد أو المبتكر خليجياً هو ظهور أول مسلسل بدوي بطريقة الرسوم المتحركة، إذ تسعى شركات إنتاج خليجية إلى الاستفادة من النجاحات التي حققتها أعمال كرتونية، خصوصاً العملين الإماراتيين البارزين «شعبية الكرتون»، و«فريج».

الأكثر مشاركة