هاني شاكر. أ.ف.ب

عزاء تحت الأضواء

شابة في مقتبل العمر أصيبت بمرض خطير، وسافرت لإجراء عملية جراحية في الخارج، ولكن للأسف توفيت عقب فترة من رجوعها. مثل هذه الحالة أو القصة، ما الذي يمكن أن تتضمنه بين سطورها سوى الكثير من مشاعر الألم والمعاناة وعذاب تلاشي الأمل يوماً بعد يوم، ما الاسرار التي يمكن ان تتضمنها وتهم المشاهد حتى تسارع بعض وسائل الإعلام، ومنها برامج حوارية، تروج لنفسها بتقديم «أسرار وفاة ابنه الفنان هاني شاكر»؟ والبعض الآخر يصدر صفحاته الورقية أو الالكترونية بعبارة «بالصور.. دموع هاني شاكر في عزاء ابنته». وكأن بكاء إنسان في عزاء فلذة كبده أمر غريب يستحق (الفرجة)، أو ان الفنان ليس انساناً مثل غيره يحزن ويبكي ويتعذب كما يفرح ويضحك، ولماذا بات إعلامنا متبلداً إلى درجة التلذذ بالرقص على معاناة الآخرين، ويبذل كل ما في وسعه لتحويل هذا التبلد إلى حالة عامة لدى الجمهور كله؟ قد نحاول إيجاد مبرر لمثل هذه التصرفات عندما تحدث الوفاة نتيجة لجريمة غامضة، أو لأن أهل الضحية لديهم الرغبة في الظهور في وسائل الاعلام، لسبب أو لآخر، ولكن عندما تكون الحالة واضحة وموجعة إلى هذه الدرجة، وعندما يعلن الفنان بنفسه رفضه لتصوير جنازة فقيدته أو التحدث عن الوفاة، يصبح على الجميع احترام مشاعره، أو على الأقل مراعاة حرمة الموت، ولكن يبدو ان حياتنا أصبحت مستباحة، على الهواء مباشرة.

الأكثر مشاركة