فلسطين في عيون20 فناناً من العالم
عكس 20 فناناً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً شاركوا في ورشة عمل امتدت اسبوعين في الاراضي الفلسطينية ما شاهدوه على أرض الواقع من جدار عازل وحواجز وحياة اجتماعية فلسطينية في اعمالهم التي عروضها أول من أمس، في بلدة بيرزيت شمالي مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وعرضت الفنانة الالمانية يوهنا فنروريس المشاركة في الورشة التي نظمها «جاليري المحطة» للسنة الثانية على التوالي طريقة للتخلص من الجدار الذي أقامه الاحتلال الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، وعملت على تصوير فيلم لدقيقتين يظهر فيه رجل يقوم بتحطيم أجزاء من الجدار الاسمنتي المرتفع الذي يفصل القدس عن الضفة الغربية ليقوم بجمعها بعد ذلك.
وقالت يوهنا فيما كانت تقف امام عملها الفني الذي وضعت امام التلفاز الذي تعرض فيه فيلمها مجموعة من قطع الاسمنت التي حطمها الرجل، ومجموعة من الاحجار من بقايا سور برلين احضرتها معها من ألمانيا «بامكان الفلسطينيين ان يعملوا على بيع قطع كهدايا تذكارية للأجانب، وبالتالي يمكنهم تحقيق هدفين الاول جمع المال والثاني المساهمة في اسقاط هذا الجدار». وأضافت انها تأثرت كثيراً بالحديث مع الناس خصوصاً عندما أخبروها بأنه لا بحر يذهبون اليه فرسمت على حائط كبير سفينة تحمل علم فلسطين.
وقدمت الفنانة أنيا دي كليرك الجنوب افريقية المشاركة في الورشة عملاً فنياً باسم «فلسطين المفقودة» يعكس تجربتها الخاصة عندما حاولت «البحث عن فلسطين على محرك البحث غوغل للخرائط»، ولكنها لم تجدها وعملت على طباعة ما حصلت عليه من نتائج، والرسالة التي بعثتها الى غوغل تسأل فيها عن فلسطين، وكتبت الى جانب عملها تقول «إنه لمن المستحيل تحديد مكان فلسطين على غوغل للخرائط، ففي هذه الحالة تظهر فلسطين في الساحل الغربي لأميركا الشمالية. فلسطين في مكان آخر.. يضع غوغل فلسطين عشوائياً في منطقة قريبة من الموقع الذي تقوم بالبحث منه».
وتضيف «نتيجة لذلك غوغل محت فلسطين وتبقى اسرائيل فقط هي الموجودة حسب هذا النظام.. انها غير موجودة في مخيلات مجتمعات كبيرة من مستهلكي معلومات شبكة الانترنت».
وتصف أنيا تجربتها في المشاركة في هذه الورشة الفنية التي أتاحت لها زيارة الاراضي الفلسطينية للمرة الأولى، وقالت « تشعر بالحزن وأنت هنا وترى ما يعانيه الفلسطينيون من الاحتلال والجدار لقد انتهى هذا في جنوب افريقيا ويجب ان ينتهي هنا».
ويبرز عملها الفني الثالث الذي شاركت به في المعرض المفتوح الواقع السياسي بين الفلسطينيين واسرائيل من خلال لوحة فنية تظهر فيها يدان متشابكتان وفيهما خاتما زواج، وكتبت إلى جانبها «هذا العمل هو انعكاس محتمل للترابط المشحون بين فلسطين واسرائيل».
وتضيف «يوحي هذا العمل بأن الوضع السياسي الحالي قابل للمقارنة بزواج غير ناضج وربما فاشل ولا مفر منه لكنه زواج ورباط على الرغم من ذلك».
وعبرت الفنانة مالين لينشتروم النرويجية عن الاوضاع في الاراضي الفلسطينية من خلال لوحة فنية جمعت فيها ما صدر من تقارير عن منظمة اوتشا «حول الخروقات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية على مدى أسبوع»، وكتبت إلى جانبها تقول «المعلومات غامرة وصعبة الاستيعاب. ان كثافة المضمون تعكس نفسها في كثافة النص».
تنوعت الأعمال الفنية المشاركة في المعرض ما بين الرسم والنحت والأعمال الانشائية والتركيبية وحاول كل فنان أن يقدم تجربته على طريقته الخاصة، وقال الفنان التشكيلي رأفت أسعد، أحد مؤسسي جاليري المحطة «هذه الورشة ستكون تقليداً سنوياً نجمع فيه أكبر عدد من الفنانين الفلسطينيين والعرب والأجانب في ورشة عمل تشمل بشكل أساسي التعرف إلى الواقع الفلسطيني». وأضاف «من خلال الاطلاع على هذا الواقع ينعكس ذلك على الأعمال التي ينتجها الفنانون، اضافة الى تبادل الخبرات في ما بينهم».