المهارات تــشعل منافسات «يـولـة فـزاع»
في أجواء شهدت غياب القصيد، أقيمت أول من أمس، في قلعة الميدان التي تستضيف فعاليات بطولة فزاع لليولة في موقع القرية العالمية، أولى جولتي الثمانية الكبار اللتين تؤهلان أربعة منهم للجولة النهائية، على الرغم من ذلك لم تفقد أجواء الميدان حماستها المعهودة، بسبب الفنيات العالية التي يتمتع بها من اصطلح على تسميتهم «الثمانية الكبار»، وهم المتسابقون الذين يتصدر كل منهم ترتيب مجموعته خلال التصفيات، ما يعني أن كلاً منهم لم يذق مرارة إخفاق الاستبعاد من التصفيات بفضل مهاراته الاستثنائية وجمهوره المساند.
«لا أجرح»نفى رئيس لجنة التحكيم علي الشوين تعمده توجيه لوم إلى المتسابقين بشكل مبالغ فيه يصل إلى حد التجريح، مؤكداً أن مهمته لا تقتصر فقط على توزيع الدرجات التحكيمية بقدر ما يشغله هاجس تطوير المتسابقين لمهاراتهم على نحو ينسجم مع الغرض الأساسي من إقامة هذه البطولة، وهو حفظ ودعم ممارسة فن اليولة بكل ما تمثله من أهمية في الموروث المحلي. وأكد الشوين احترامه جميع الآراء ووجهات النظر التي أشارت إلى قسوة ملاحظاته التحكيمية، مضيفاً «هذه الملاحظات أسهمت بشكل كبير في تحسين أداء المتسابقين في هذه المرحلة»، موجهاً بشكل خاص تحية تقدير لمختلف وسائل الإعلام التي تحرص بشكل مميز على متابعة فعاليات البطولة. |
عودة العديد من مهارات اليولة المختلفة خصوصا مهارة رمي السلاح لمسافات رأسية قياسية وتسلمه باقتدار، كانت أبرز المشاهد الفنية في تلك الجولة، بسبب محاولات المتسابقين اكتساب أصوات إضافية، وهي إحدى مميزات أحدث قوانين البطولة التي تنص على إضافة 5000 صوت للمتسابق الذي يتمكن من الوصول بسلاحه إلى مسافة رأسية تتجاوز 25 متراً، يحسمها قرع الجرس المرتبط بمراقبة هذه المسافة بشكل دقيق، حيث تمكن المتسابقون في هذه الجولة من قرع الجرس ثماني مرات ما يعني أن المحصلة الإجمالية لأصوات المهارات بلغت لأول مرة في جولة واحدة خلال البطولة 40 ألف صوت.
في سياق آخر، أعلن المذيع سعود الكعبي هوية آخر المتأهلين للمرحلة النهائية من البطولة، وهو الإماراتي سعيد محمد بن مصلح الأحبابي، محققاً (50416 صوتاً)، وذلك إثر فوزه على المتسابق الإماراتي أحمد بخيت مصبح المنهالي الذي حل في المركز الثاني بعدد أصوات الجمهور عبر الرسائل القصيرة والذي بلغ (14188 صوتاً). أما المركز الثالث فكان من نصيب المتسابق الإماراتي أحمد مطر بالكوس الذي نال (4410 صوتاً) من مجموع الأصوات الإجمالي وهو (72766 صوتاً)، وفي المركز الرابع المتسابق الإماراتي أحمد بالمر العامري برصيد (3730 صوتاً)، وحل المتسابق البحريني يوسف عبدالله خليفة في المركز الخامس برصيد (28 صوتاً) فقط.
وافتتح المتسابق الإماراتي محمد عبيد بالرشيد منافسات المرحلة الثانية مقدماً أداء متوازناً ورشيقاً تفاعل معه الجمهور إلى درجة كبيرة، في الوقت الذي استطاع فيه عبر أربع رميات من قرع الجرس مرتين متتاليتين، لينال بذلك (10 آلاف صوت إضافي)، بالإضافة إلى 30 صوتاً وهي الدرجة الكاملة من لجنة التحكيم التي أشادت بأدائه وتمكنه من تقديم يولة متوازنة من ناحية معدل رمي السلاح وارتفاعه وتسلمه، كذلك اليولة الأرضية التي قدمها ببراعة.
فيما نال المتسابق عتيج بالكديدة الفلاسي 26 صوتاً من أصل 30 صوتاً من أعضاء لجنة التحكيم، بعد أداء لافت وخمس رميات، استطاع في إحداها قرع الجرس مرة واحدة ليضاف إلى رصيده (5000 صوت)، في الوقت الذي أشار أحمد حسين إلى ضرورة التركيز على تسلم السلاح، كذلك على اليولة الأرضية وتماشيها مع إيقاع أغنية (أنشدك عن الدار) للفنان ميحد حمد، فيما تحدث الشاعر علي الخوار عن الرميات الخمس التي وصفها بالجيدة، وفضل علي الشوين تحيته على أدائه متمنياً له التوفيق والنجاح في منافسة بقية المتأهلين في هذه المرحلة.
بدوره أطل الفنان الإماراتي هزاع، مقدماً أولى مشاركاته في هذه الحلقة من خلال أغنية «الله يا وقت مضى» من أشعار سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتعتبر من أغاني الفنان الإماراتي القدير ميحد حمد، قبل أن ينال المتسابق الإماراتي عبدالرحمن محمد البادي 28 صوتاً من أصل 30 على مشاركته في هذه الحلقة، وليضيف إلى رصيده (10 آلاف صوت)، بعد أن استطاع قرع الجرس في المرتين التي رمى فيهما السلاح، فيما تحدث أعضاء لجنة التحكيم عن تطور أدائه مقارنة بالمرحلة الأولى.
واختتم المتسابق الإماراتي ناصر علي سيف الجنيبي، منافسات هذه الحلقة عبر أدائه الذي تفاعل مع جمهور قلعة الميدان، بعد أن استطاع قرع الجرس ثلاث مرات، وهو الرقم الأعلى في هذه الحلقة، وليضيف إلى رصيده (15 ألف صوت)، بعد أن نال 28 صوتاً من أصل 30 من أصوات لجنة التحكيم.
وتوجه رئيس لجنة التحكيم الشاعر علي الشوين، بالتهنئة إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، بمناسبة فوز كل من الهجن حدث والمدينة بسيف الحول (الذهب) في مهرجانات سباقات الهجن العربية الأصيلة في ميدان المرموم، والتي اختتمت مساء الخميس الماضي.
فيما توجه المتحدث الإعلامي باسم لجنة التحكيم الشاعر علي الخوار، بالشكر إلى كل من أسهم في رعاية ونجاح هذا البرنامج، مشيراً إلى فريق عمل البرنامج وراء الكواليس، إذ وصفهم بالجنود المجهولين وعلى رأسهم مخرج البرنامج على قناة سما دبي عبدالله السركال.
من جانبه، قال الفنان الإماراتي هزاع صاحب المشاركات الدائمة، إن «برنامج الميدان على قناة سما دبي غني عن التعريف، معرباً عن سعادته بوجوده في بطولات فزاع التراثية التي تتمتع بمتابعة جماهيرية كبيرة، مشيراً إلى حرصه الدائم على تقديم أغان جديدة تقدم خصوصاً في هذا البرنامج».
وحول تجاوب الشباب الإماراتي مع هذه البطولة، أكد هزاع أن برنامج الميدان يُعنى بفن إماراتي أصيل هو فن اليولة، الذي يعتبر من الفنون المتوارثة منذ القدم والذي يشهد تعلق الشباب به في ظل الرعاية والدعم الكبيرين اللذين يوليهما سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لهذه المسابقات التراثية المتعددة، ما يعزز وجود هذه الفنون وتواصل الأجيال الشابة معها، متوجهاً بالشكر إلى الجمهور وإلى اللجنة المنظمة، متمنياً التوفيق للمتسابقين.
وسعى الفنان الإماراتي هزاع إلى تقديم فقرة فنية مميزة تعوض الجمهور عن غياب الشعر الذي كان يستدعي إلى قلعة الميدان شريحة مختلفة من الحضور، وكانت أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر أغنية «الله يا وقت مضى» التي غناها بالأساس الفنان ميحد حمد، فاتحته في أداء فقرته الغنائية التي شهدت تجاوباً وتفاعلاً ملحوظين في مدرجات قلعة الميدان.
وختم هزاع بأغنية «كمّل وعودك» للفنان هزاع، وهي من كلمات الشيخ أحمد بن حامد وألحان فايز السعيد، مشيراً إلى حرصه الدائم على وجود نوعي بشكل سنوي في إحياء الفقرات الفنية لبطولة فزاع لليولة، ومشيداً بدورها في حفظ أحد أهم أشكال الموروث الشعبي انتشاراً في البيئة المحلية ممثلاً في فن اليولة الإماراتي.
الأحبابي
بالرشيد