«أخوات شهرزاد».. حكايات بأقلام نساء

ترى الكاتبة والباحثة الألمانية، أورسولا شولتسه، في كتاب أعدته وترجم إلى العربية، تناول كاتبات للقصة في القرون الثلاثة الأخيرة، إن هناك صلة بين هؤلاء وشهرزاد ألف ليلة وليلة. وذكرت في مقدمة الكتاب أن هؤلاء الكاتبات قصصن الحكايات من أجل العيش، وأن شهزاد قصت لتحافظ على حياتها بشكل آخر. وأضافت «عاشت كاتبات الـ300 سنة الأخيرة حياة مادية صعبة، وكافحن بقصّهن الحكايات من أجل اللقمة، وهذا ما جمعهن بالمعنى البعيد بشهرزاد . فالشرقية قصت الحكايات كي تبقى على قيد الحياة، وتعيش بعض كاتبات العصر الحديث على ما يكتبنه، ويعشن في العالم الذي يرسمنه».

وكتبت شولسته «تكمن صلة القربى التي تربط النساء العصريات اللواتي يرد ذكرهن في الكتاب بشهرزاد راوية ألف ليلة وليلة في الصوت النسائي الذي يخلق الحكايات الخيالية ويرويها.. ولم تكن الحكايات المختارة بالوريث النتاجي لكتاب الحكايات الشرقي الكبير، فهي تحمل دوافع بعيدة المدى، وتضعها في قالب حكواتي أوروبي، وغالباً ما تدور في الماضي اللامحدود الذي يمكنه الامتداد حتى عصرنا الحاضر». وعنوان الكتاب «أخوات شهزاد.. أجمل الحكايات كتبتها النساء»، وأعدت شولتسه الكتاب وكتبت مقدمته، واختارت نصوصه بالاشتراك مع أولريخ ماتييت، والصور لأنجيليكا كوفمان والرسوم لجراندفيل.

ترجم الكتاب من الألمانية إلى العربية طارق حيدر وإبراهيم العاني، وقام بتحريره محمد إسماعيل. وقام بالمراجعة والتدقيق«مركز ديوان الترجمة». ورد الكتاب في 214 صفحة متوسطة، وصدر عن مؤسسة «شرق غرب-دار المسار للنشر» في دبي، و«مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم» وعن «الدار العربية للعلوم ناشرون».

ولاحظت شولتسه في التقديم أن حكايات كاتبات أواخر القرن 19 وكاتبات القرن 20 اختلفت عن النصف الأول من القرن ،19 وصارت «تمثل مطلباً أدبياً آخر. لقد توقف تعاملها مع «الرائع» وانعكس، وهناك حيث يكون المطلب الاخلاقي واضحاً إلى ربط المنظور الاجتماعي الخيالي بدوافع الحكايات»، وختمت بالقول «في هذا الكتاب، تقتصر النظرة إلى أخوات شهرزاد، المفكرات بالضرورة، على جزء من الخزين المتوافر للحكايات القابلة للمقارنة، وهذا ما سيزداد مع الوقت بالتأكيد، وسيلتحق بها أقارب آخرون، حيث إن شكل قص الحكايات المتنوع يقدم للخيال على الدوام إمكانات وحرية لخرق الواقع اليومي وفتح آفاق جديدة».

الأكثر مشاركة