سلوان.. جارة «الأقصى»

تنتصب خيمة حي البستان بقامة مرتفعة وهي تقاوم محاولات تدمير المنازل في الحي المقدسي بجرافات الاحتلال الاسرائيلي، وتؤكد خيمة الاعتصام الفلسطينية الصمود وتكشف سر الصراع بين سيطرة وعمليات تهويد إسرائيلية والوجود الفلسطيني منذ مئات السنين، كل ذلك في بلدة سلوان جارة المسجد الأقصى المبارك.

منذ احتلال مدينة القدس وسرطان الاستيطان ينتشر بين أحياء البلدة بدعوى أنها تتنفس فوق خرافات «مدينة داود» وكذلك لقربها من مكان الهيكل المزعوم وباب المغاربة وحائط البراق والحي اليهودي الذي أقيم على أنقاض حارة الشرف، فيما يروج الاسرائيليون خرافة «دولة يهودية» قديمة كانت في بلدة سلوان التي تعد احد احياء مدينة القدس.

انتزع الحي المقدسي مكانة خاصة في نشرات الأخبار وعناوين الصحف أخيرا بسبب الحملة الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال وإنذارات الهدم التي سلمت لأصحاب عشرات المنازل، ورغم عمليات الاستهداف الإسرائيلية تقف خيمة الاعتصام صامدة تدافع عن حقوق المواطنين وتعبر عن رفض سياسة الاستيطان في وقت تستقبل فيه السفراء الأجانب والعرب والمتضامنين.

وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان، مدير مركز البستان، فخري أبو دياب إن «طرق الاستيلاء الاسرائيلية على العقارات العربية، تعتمد على تزوير وثائق أو شرائها من أصحابها ذوي الضمائر الميتة، أو تحويلها لليهود باعتبارها أملاك غائبين، حتى وصلت إلى 57 بؤرة استيطانية تتنوع بين منازل وأراض». وطالب أبو دياب الرئاسة والحكومة والمؤسسات في فلسطين وجامعة الدول العربية بالوقوف مع أهالي سلوان وتقديم الدعم لهم لمواجهة الاستيطان.

 القلعة.. حارسة لخاصرة القدس 

مدينة القدس محصنة بموانع طبيعية بشكل شبه كامل، لكن خاصرتها الشمالية الغربية الأكثر ضعفاً، ولهذا تم بناء القلعة بجانب باب الخليل لتكون حارستها؛ لأن معظم الغزوات التي تعرضت لها المدينة جاءت من تلك المنطقة.

ويُنسب بناؤها إلى هيرودوس، ولاتزال آثار أبراجها الثلاثة موجودة، وفيها أيضا بقايا قلعة أموية تحتوي على أبراج مستديرة. وكانت القلعة مقراً للملوك الفرنجة الصليبيين. لكن بناء القلعة الحالي يعود إلى الفترتين المملوكية والعثمانية، وقد أضاف إليها الناصر محمد بن قلاوون مسجداً العام 1310م، ويرجع إلى هذه الفترة الجسر المتحرك فوق الخندق الشرقي، كانت القلعة أيضا مقراً لفرقة عسكرية زمن المماليك للمحافظة على أمن المدينة، وأما المئذنة الحالية فقد أُضيفت في عهد السلطان سليمان القانوني العام 1531م، وكذلك المدخل الشرقي، وفي العام 1989حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى متحف يحمل اسم متحف القلعة لتاريخ القدس.



وفي أسلوب آخر، يهدف إلى تفريغ المنطقة، شرع الاحتلال بهدم نحو 400 بيت في سلوان منذ العام 2000 .وأوضح أبو دياب ان «هناك آلاف البيوت مهددة بالهدم بحجة البناء غير المرخص، علما بأنه لا يمكن الحصول على رخصة بناء بسهولة»، مشيرا الى أن «العام 2004 حمل أوامر هدم 100 منزل في منطقة البستان تحت ذرائع مختلفة، إلاّ أن أصحاب المنازل تمكنوا من تجميد القرار ولو مؤقتا، ولكن تم تجديد قرارات الهدم أخيرا بعد رفض التنظيم الهيكلي المقدم لبلدية الاحتلال».

وعلى جبهة أخرى، يتواصل حفر الأنفاق أسفل الحي، وقد ظهرت آثارها في الأرض من خلال التشققات والانهيارات في المنازل والمباني التاريخية والعامة، وأوضح أبودياب أن هناك خمسة أنفاق تم حفرها منذ سنوات يصل بعضها إلى سور الأقصى وحائط البراق ومنطقة سلوان الجنوبية، ومازالت الحفريات متواصلة.

وأنشأت حكومة الاحتلال مركزاً يهودياً في مدخل سلوان خاص بالزوار تحت اسم «مركز الزوار» الذي يزور الحقائق التاريخية، عبر تعريف السياح الأجانب بالموقع على أنه يهودي، في تجاهل صارخ للتاريخ العربي والإسلامي، وتعود مدخولات المركز لجمعية «العاد» الاستيطانية المتخصصة بالاستيطان في سلوان.

وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري ان «حي سلوان قائم قبل آلاف السنين وإن العرب أقدم الشعوب والأمم في فلسطين، وسلوان قائمة منذ ذلك التاريخ، والعرب أقدم من سيدنا داود عليه السلام فكيف يطلق اسم مدينة داود، وما علاقته بها ونسأل هل يوجد حجر يؤكد أن سليمان وداود كانا في هذه البلاد».وتطرق الشيخ صبري إلى رأي عالم يهودي مختص بالآثار من جامعة تل أبيب يدعى إسرائيل بندشتيان الذي يؤكد أنه «لا صلة لليهود بمدينة القدس، وهيكل سليمان خرافة لا وجود له»، كما ان علماء الآثار لم يعثروا على ما يثبت وجود هيكل سليمان.

الأكثر مشاركة