طرائف

يدفع البخل أهل خراسان إلى أعجب الحيل وأطرفها، من ذلك ما رواه الجاحظ أن أناساً من أهل مدينة مَرو لا يلبسون خفافهم (أحذيتهم) إلا ستة أشهر في السنة، فإذا لبسوها في هذه الأشهر الستة يمشون على صدور أقدامهم ثلاثة أشهر، وعلى أعقابها ثلاثة أشهر مخافة أن تُنقب هذه النعال.

وروى أن رجلاً زار قوماً فأكرموه وطيبوه، فجعلوا المسك في شاربه، فحكته شفته العليا، فأدخل إصبعه فحكها من باطن الشفة مخافة أن تأخذ إصبعه من المسك شيئاً.

وروى أن شيخاً خراسانياً كان يأكل في بعض المواضع، إذ مرّ به رجل فسلم عليه، فرد الشيخ السلام ثم قال: هلم عافاك الله، فتوجّه الرجل نحوه فلما رآه الشيخ مقبلاً قال له: مكانك فإن العجلة من الشيطان، فوقف الرجل.

فقال له الخراساني: ماذا تريد؟

قال الرجل: أريد أن أتغدّى.

قال الشيخ: ولم ذاك؟ وكيف طمعت في هذا ؟ ومن أباح لك مالي؟

قال الرجل: أوليس قد دعوتني؟

قال الشيخ: ويحك، لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك السلام .

الأمر هو أن أقول أنا: هلمّ فتجيب أنت: هنيئاً، فيكون كلاماً بكلام، فأما كلام بفعال، وقول بأكل، فهذا ليس من الإنصاف.

الأكثر مشاركة