عبدالجليل الفهيم..قصة نجاح مكتوبة بـ «حروف الخير»
يُعدّ رجل الأعمال الإماراتي الراحل، عبدالجليل الفهيم، رحمه الله، من أبرز رواد الأعمال والشخصيات الوطنية في دولة الإمارات، فقد كان مقرباً من المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقدّم إسهامات فاعلة في مسيرة بناء وتطور الدولة، سواء من خلال المناصب التي تولاها، أو عبر الأعمال الخيرية التي أطلقها ومازالت قائمة حتى الآن.
واكتسب الفهيم، الذي ولد في أبوظبي عام 1919، من والده محمد بن عبدالرحيم الفهيم، مهارات التجارة والأعمال، كما كان الوالد، الذي اشتهر بالعلم والأدب، معلمه الأول، قبل أن يواصل مسيرة تعليمه على أيدي علماء الدين والفقهاء، فنشأ محباً للعلوم والثقافة الإسلامية والأدب العربي في المدارس الدينية.
وكانت علاقة عبدالجليل الفهيم بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شديدة الخصوصية، وفق ما أوضح نجله محمد الفهيم في حوار سابق مع «الإمارات اليوم» نُشر في «عام زايد»، مشيراً إلى أن هذه العلاقة بدأت منذ عام 1943 وتواصلت لعقود، وكانت بدايتها عندما طلب المغفور له الشيخ زايد من الفهيم أن ينتقل إلى العين ليعمل معه كاتباً، ثم تطورت إلى أخوة وصداقة، حتى إن الوقت الذي كان الفهيم يقضيه مع الشيخ زايد أكبر بكثير من الوقت الذي كان يقضيه مع أسرته وأبنائه.
وخلال مسيرته نجح عبدالجليل الفهيم في الجمع بين النجاح التجاري والعمل الوطني، فأسس «مجموعة الفهيم» في عام 1958، ومنذ 1962 حاز وكالة شركة مرسيدس، وتطورت أعماله التجارية لتصبح مجموعة شركات الفهيم واحدة من أهم الشركات التجارية في الدولة.
كما تولى الفهيم - الذي غاب في عام 1996 - عدداً من المناصب الرسمية في إمارة أبوظبي، فترأس مجلس التخطيط الذي أمر المغفور له الشيخ زايد بتأسيسه في عام 1968، وكان المجلس يهدف إلى نهضة أبوظبي في مجالات المعرفة والصحة والزراعة والصناعة والمواصلات والبلديات والإسكان، والعمل والسياحة والمباني العامة والقروض الاستثمارية، وكان عضواً في لجنة «الأراضي والتعويضات» التي أسسها الشيخ زايد في عام 1968 أيضاً.
وفي مجال العمل الخيري، كانت للفهيم بصمات واضحة، من أبرزها تأسيس «وقف الفهيم» الخيري الذي يدعم المحتاجين والمستشفيات والمدارس، والإسهام في حملات الإغاثة، كما بنى على نفقته الخاصة العديد من المدارس والمساجد والمستشفيات والمساكن في كثير من دول العالم، وأخذ على عاتقه طباعة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والعديد من الكتب الدينية.
وعقب وفاته، أطلق أبناؤه «جائزة عبدالجليل الفهيم للتفوق العلمي» في 1997، وركزت أهداف الجائزة على التنمية العلمية والثقافية لمجتمع الإمارات، وإحياء روح التنافس بين أبناء الإمارات والمقيمين فيها، من أجل إيجاد جيل من المتعلمين وتشجيع الطلاب على الجد والاجتهاد، وخلق روح المسؤولية لديهم.
وخلال مسيرته نال عبدالجليل الفهيم عشرات الجوائز، مثل جائزة أبوظبي للتميز، وجائزة يوم العلم، إضافة إلى أوسمة من دول عدة.
• خلال مسيرته نجح في الجمع بين النجاح التجاري والعمل الوطني.
• كان مقرّباً من المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه.
• 1919 وُلد الفهيم، الذي غاب في عام 1996.
• بنى على نفقته الخاصة مدارس ومساجد ومستشفيات ومساكن في دول كثيرة حول العالم.
• 1997 أطلقت «جائزة عبدالجليل الفهيم للتفوق العلمي».