منافسات ساخنة بطعم الأصالة والقهوة العربية في «الحصن»

على وقع دقات الهاون أو «المنحاز والرشاد»، تتواصل مسابقات بطولات القهوة العربية في دورتها الثالثة ضمن فعاليات مهرجان الحصن الذي يستمر في قلب أبوظبي حتى 22 الجاري، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.

وتشهد منافسات «القهوة» هذا العام مشاركة 33 متسابقاً في البطولات الثلاث التي تتواصل حتى نهاية المهرجان، وهي صانع القهوة، وتحميص القهوة، وأفضل مشروب مبتكر بالقهوة العربية. واللافت أن المشاركة لا تقتصر على أبناء دول الخليج أو العرب فقط، إذ اجتذبت مشاركين من جنسيات مختلفة، سواء ضمن المتسابقين أو لجان التحكيم، ممن ارتبطوا بالثقافة العربية ورموزها، خصوصاً القهوة العربية.

وأعربت عضو لجنة تحكيم التراث في البطولات، خبيرة التراث الشعبي، فاطمة المغنّي، لـ«الإمارات اليوم»، عن سعادتها بعودة البطولات بعد توقفها بسبب جائحة كورونا، مشيرة إلى أنها تشارك في تحكيم المسابقة منذ انطلاقها في عام 2019 وحتى الآن، لافتة إلى ما تتميز به المنافسات هذا العام من حماسة لدى المتسابقين، ومشاركة متميزة من العنصر النسائي بشكل خاص.

فخر واعتزاز

وأضافت فاطمة المغنّي: «نشعر بالفخر بأن تكون دولة الإمارات هي المؤسسة لهذا النوع من البطولات، خصوصاً بعد إدراج القهوة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو عام 2015، ما يسهم في الحفاظ على قيمة القهوة باعتبارها رمزاً لحسن الضيافة والكرم العربي الأصيل، وما يرتبط بها من تقاليد متوارثة».

وعن التغيير الذي شهدته البطولات عبر دوراتها الثلاث، أشارت إلى أن هناك الكثير من التطورات، من أهمها انتقال الحدث إلى منطقة الحصن بما تحمله من أصالة وقيمة تاريخية وتراثية تجعلها الموضع الأكثر ملاءمة لطبيعة البطولات، إلى جانب ما تضفيه من شعور لدى المشاركين بقيمة ما يقومون به من عمل يحمل رسالة مهمة، وأنهم يوجدون في مكان شهد جانباً كبيراً من تاريخ أبوظبي، ومن حياة المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ونوهت بأن التطور يشمل أيضاً مستوى التنظيم الراقي الذي تميزت به المسابقة، ومستوى المتسابقين، وتنوع فئاتهم العمرية، معربة عن أملها أن تشهد الدورات المقبلة فتح باب المشاركة أمام طلبة المدارس حتى تشهد مشاركين تحت عمر الـ20، بما يعزز هذه الفئات بالتراث واعتزازهم به.

فئات

من جانبه، أوضح مقدم البطولات الفنان والإعلامي ياسر النيادي لـ«الإمارات اليوم» أن المسابقة تضم ثلاث بطولات، يشارك فيها 33 متسابقاً اختيروا بعد التصفيات النهائية، والبطولات هي: بطولة صانع القهوة، وتنقسم إلى فئتي، القهوة الشقراء والتحميص المتوسط الغامق، وتشهد مشاركة 13 متسابقاً، ثم بطولة تحميص القهوة التي تنقسم أيضاً إلى فئتي القهوة الشقراء والتحميص المتوسط الغامق، ويشارك فيهما 13 متسابقاً، أما الثالثة فهي بطولة أفضل مشروب مبتكر بالقهوة العربية بمشاركة سبعة متسابقين.

وأشار النيادي - الذي يتولى تقديم البطولات منذ دورتها الأولى - إلى أن صانع القهوة، هي المسابقة الأكبر لأنها تجمع كل المهارات والتقاليد المتعلقة بهذا المشروب، وتشمل أكثر من مهمة، منها تحميص القهوة على نار الحطب بالطريقة التقليدية، ثم تعرض حبوب القهوة المحمصة على لجنة التذوق لتقييمها، ثم يقدم المتسابق عرضاً لإعداد القهوة أمام لجنة تحكيم التراث، ولذلك تكون جائزة هذه الفئة هي الأكبر بين البطولات الثلاث، وتبلغ 100 ألف درهم للفائز بالمركز الأول، و50 ألفاً لصاحب المركز الثاني. وتقدّم بطولة تحميص القهوة العربية للفئتين الشقراء والتحميص المتوسط‏ ‏‏الغامق، جوائز بـ25 ألف درهم للمركز الأول، و15 ألفاً للمركز الثاني في الفئتين، والمشاركة فيها مفتوحة لجميع الجنسيات حتى غير العرب، طالما كان المتسابق ملماً بالثقافة العربية والعادات المرتبطة بالقهوة والضيافة. وتمنح بطولة أفضل مشروب مبتكر بالقهوة العربية جائزة واحدة بقيمة 20 ألف درهم لصاحب أفضل مشروب قهوة ساخن أو بارد باستخدام مفهوم مبتكر لتحضيرها وتقديمها.

ولفت النيادي إلى أن بطولات القهوة العربية تأتي ضمن مبادرات أخرى أطلقتها أبوظبي عقب تسجيل القهوة في قائمة «اليونسكو»، بهدف الحفاظ على هذا التراث واستدامته، ومن هذه المبادرات «بيت القهوة»، ومركز تدريب للقهوة العربية الذي يقع في بيت الحرفيين، ويُمنح المتدربون فيه رخصة معتمدة كمتخصصين في إعداد القهوة.

وأكد أن البطولات تحقق في كل موسم مزيداً من التطور، وتقدم دروساً جديدة في مجال ثقافة القهوة العربية، وتمنح المشاركين والحضور معلومات وخبرات وشرحاً للمعايير التي يتم من خلالها التحكيم في المسابقة، منوهاً بأن الفوز لا يتطلب فقط المهارة في إعداد القهوة، بل يجب أن يكون المتسابق متحدثاً، ويشارك خبراته ومعلوماته وأفكاره وحتى قصصه الشخصية خلال حضوره أمام لجنة التحكيم، فالتقييم المرتفع ليس لمن يصنع القهوة بشكل جيد، بل لمن يستطيع أن ينقل ثقافة القهوة وتقاليدها إلى الجمهور والأجيال المقبلة من خلال تجربته الشخصية.

• «الفوز في المسابقة لا يتطلب فقط المهارة في إعداد القهوة، بل يجب أن يكون المتسابق متحدثاً، ويشارك أفكاره وحتى قصصه الشخصية أمام لجنة التحكيم».

• 100 ألف درهم للفائز بالمركز الأول في بطولة صانع القهوة.

فاطمة المغنّي:

• «المسابقة تتميز بحماسة، ومشاركة متميزة من العنصر النسائي بشكل خاص.. والبطولات تسهم في الحفاظ على قيمة القهوة باعتبارها رمزاً للكرم العربي».

معايير التقييم

تنقسم لجان تحكيم بطولات القهوة العربية إلى ثلاث لجان: تحكيم التراث التي تضم: عبدالله اليماحي، محمد الشرهان، راشد المنصوري، عبدالله بن كليب، وفاطمة المغني. وتعتمد في تقييم المتسابقين على معايير عدة، منها إعداد أفضل فنجان قهوة عربية باستخدام حبوب القهوة مسبقة التحميص والطحن، إضافة إلى اختبار مهاراتهم في العرض والتقديم، ومعرفتهم بتاريخ وتقاليد تراث القهوة العربية.

واللجنة الثانية هي تحكيم التذوق، التي تضم: أسامة العوام، ونوران البناي، وآمنة الهرمودي، وسارة العلي، وسليمان العلوي، ومحمد الحسن، وراينر هربرت، ويقيّم المتنافسون بناءً على مهارة اختيار الحبوب ومعرفة منشئها، وطريقة تحميصها، ومذاقها.

أما اللجنة الثالثة فهي تحكيم مسابقة أفضل مشروب مبتكر من القهوة العربية، وتضم: مريم المنصوري، وسيليفا غوتييرييز، وجيري فلوريس، ويعتمد التقييم على الإبداع والحداثة والبراعة.

الأكثر مشاركة