90 مفكراً ومبدعاً في «إشراقات» التسامح

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إن روح «التسامح والتعاطف والحوار»، هي روح نستلهمها دائماً من الرؤية الخالدة للوالد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد استمرت هذه الروح تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي يحرص كل الحرص على تشجيع أبناء الوطن كافة على معرفة الآخرين وفهمهم، مضيفاً: «وجهنا سموه إلى أهمية التعامل مع أولئك الذين يختلفون عنا في الثقافة والدين واللغة، وإلى احترامهم وتقديرهم، كما حرص صاحب السمو رئيس الدولة، على تذكيرنا جميعاً بأننا لا نعيش في جزيرة معزولة، في دعوة كريمة منه للجميع من أجل التعاون والتواصل والحوار مع الجميع، ويمكن أن نضيف أنه لا ينبغي لنا أن نعيش ونعمل في الإمارات معزولين عن بعضنا البعض، بسبب اللامبالاة أو الخوف أو الجهل أو سوء الفهم، ولذا فإننا في الإمارات تعارفنا على بعضنا البعض، وتفهمنا اختلافنا الثقافي، ونعمل معاً انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن التنوع الذي يميزنا في دولة الإمارات هو سبيل وحدتنا إذا فهمناه».

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته التي ألقاها أمس، خلال افتتاح فعاليات الدورة الثانية من مهرجان «إشراقات» الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع 18 جهة ومؤسسة محلية وعالمية على مدى ثلاثة أيام، بالمجمع الثقافي بأبوظبي تحت شعار «التسامح يثري المعرفة»، أن هذا المهرجان السنوي سيظل احتفالاً بالتراث الغني من التسامح والتعايش في دولة الإمارات، وسيظل كذلك احتفالاً بنجاحها في ربط التسامح والتعايش بحياة مواطنيها والمقيمين على أرضها، كما أنه احتفال بالمعرفة والسعادة والصداقات والنوايا الحسنة التي يتم تعزيزها من خلال أنشطة المهرجان، موضحاً أن المهرجان هو دعوة لجميع المتعلمين والمهتمين بالمعرفة، صغاراً وكباراً، للتفاعل مع مجتمعهم وتقدير ثقافتهم والثقافات الأخرى التي تسهم في المجتمع العالمي في دولة الإمارات.

وشدد المتحدثون في جلسات المهرجان الذي حضره أكثر من 90 شخصية بارزة من المفكرين والمبدعين والمؤثرين الدوليين، والأوائل على المستوى الدولي والإقليمي، على أهمية التركيز على الأجيال الجديدة لزرع قيم التسامح والتعاون والإيجابية في نفوسهم، وتوجيههم ليشاركوا بفاعلية وإيجابية في بناء مجتمعهم.

وشهدت الجلسة التي قدمها الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن علي بن راشد النعيمي، الملقب بـ«الشيخ الأخضر»، وهو سفير للأرض ونشر السلام على مستوى العالم، تفاعلاً كبيراً من طلبة المدارس. واستعرض الشيخ الأخضر في الجلسة عوامل بناء الشخصية الإيجابية، ومن أبرزها الترابط والتلاحم مع المجتمع، واكتساب عادات صحية عبر تكرارها بما يسهم في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية. داعياً الحضور للعمل على اكتشاف ذواتهم وتحديد هدف يسعون إلى تحقيقه خلال حياتهم، حتى يشكلوا إضافة إيجابية للمجتمع.

وشهدت الجلسة التي قدمها نجم كرة القدم ولاعب المنتخب الإماراتي ونادي الوحدة الرياضي، الكابتن إسماعيل مطر، حضوراً كبيراً وتفاعلاً أكبر، حيث تطرق مطر في حديثه إلى اللعب النظيف والتسامح وروح الفريق. كما تناول جوانب من تجربته الشخصية، ورؤيته للتعصب الرياضي وكيفية مواجهته، والصراع على الفوز والهزيمة والكؤوس والبطولات، ووجه بوصفه لاعباً ونجماً كبيراً العديد من النصائح للأجيال من ممارسي الرياضة والمشجعين.

فعاليات متنوعة

تتواصل فعاليات المهرجان على مدى اليوم وغداً، وتتوزع بين المجمع الثقافي وجامعة السوربون بأبوظبي وجامعة نيويورك أبوظبي، ومنها جلسة الكاتب والروائي النيجيري وولي سوينكا الفائز بجائزة نوبل للآداب، وندوة المفكر العربي رشيد الخيون التي تحمل عنوان «أبوظبي تصالح العقل والثروة»، وجلسة للكاتب والناشر جمال الشحي، يتحدث فيها عن التسامح في أدب الطفل، وغيرها من الجلسات.

الأكثر مشاركة