تعاون بين «الشارقة للكتاب» و«لقاء ريميني» أكبر تظاهرة ثقافية في أوروبا

وقعت هيئة الشارقة للكتاب، مذكرة تفاهم، مع مؤسسة «لقاء ريميني» الإيطالية، أهم التظاهرات الفكرية الثقافية والأدبية والحوارية في أوروبا التي تستضيف قادة الفكر والتنوير في العالم، وتستهدف المذكرة تعزيز التواصل بين الحراك الثقافي الإماراتي والعربي ونظيره الأوروبي، وفتح قنوات جديدة تخدم الأدب والفن بين الجانبين.

ويستضيف «لقاء ريميني» منذ أكثر من 40 عاماً مجموعة من الرؤساء والقادة والأدباء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، ويحضره سنوياً أكثر من 800 ألف شخص، بمشاركة عشرات الآلاف من المتطوعين، ويقام على مساحة 120 ألف متر مربع، وتسجل فعالياته أكثر من 2.5 مليون مشاهدة على يوتيوب من حول العالم.

واستضاف «لقاء ريميني» في دوراته السابقة، البابا فرنسيس، ود. بطرس بطرس غالي، أمين عام الأمم المتحدة سابقاً، والمستشار الألماني هيلموت كول، ورئيس الوزراء الإنجليزي السابق توني بلير، إضافة لأعلام ثقافية بارزة، مثل المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي، والكاتب المسرحي الفرنسي يوجين يونسكو، والكاتب والمخرج الروسي أندريه تاركوفيسكي، وغيرهم.

وشهدت التظاهرة مشاركات كبيرة من العالم العربي، بحضور شخصيات لامعة، مثل الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، وعمرو موسى، وزير خارجية مصري سابق، والدبلوماسي والمؤرخ الدكتور مصطفى الفقي، والدكتور نصر حامد أبو زيد، الباحث المتخصص فى الدراسات الإسلامية وفقه اللغة العربية، والدكتور الأكاديمي أسامة العبد، والاسقف الأنبا أرميا.

ووقع المذكرة، في لقاء افتراضي عقد (عن بعد) على منصة زووم، أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وامانيويل فورنالي، المدير التنفيذي للقاء ريميني للصداقة بين الشعوب، بحضور برنارد شولز، رئيس لقاء ريميني، وماركو ألويجي، مدير المؤتمرات للقاء ريميني، وخولة المجيني، مديرة المعارض والمهرجانات في الهيئة، ومنصور الحساني، رئيس قسم المبيعات في الهيئة.

وتنص المذكرة على استحداث مبادرات عمل مشتركة بين الجانبين لتعزيز القيم الإنسانية، والاستثمار في مقومات الفنون والآداب والمعارف ذات الأفق العالمي لتحقيق التواصل الثقافي الإماراتي الإيطالي والأوروبي، والتعرف عن قرب على المشهد المعاصر للكتاّب والمبدعين والفنانين في لدى كلا الجانبين.

وقال أحمد العامري، في كلمته خلال اللقاء: «تؤمن هيئة الشارقة للكتاب أن الثقافة هي الجسر الأقوى في تعزيز التواصل الحي والعميق بين شعوب وثقافات العالم، وتحرص الهيئة بتوجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على تفعيل هذه الرسالة وتحقيق أثرها على أرض الواقع من خلال هذا النوع من التعاون مع المؤسسات النظيرة والكبيرة في مختلف بلدان العالم».

وأضاف: «تقود الشارقة جهود الحوار الفكري بين الثقافة العربية والعالم، وتتطلع هيئة الشارقة للكتاب من خلال هذا التعاون إلى توسيع فرص التقارب بين الثقافتين العربية والأوربية من خلال تقديم رموزها من أعلام الأدب، والتاريخ، والفكر، إلى الثقافة الأوروبية، عبر منصة تعد من أعرق وأهم تظاهرات التواصل في العالم»، لافتاً إلى أن الشارقة في المقابل ترحب بحضور أكبر للمؤسسات الثقافية والناشرين والمبدعين من إيطاليا وأوروبا في مختلف الفعاليات الدولية التي تنظمها الهيئة.

وأكد العامري أن معرض الشارقة الدولي للكتاب ينطلق من أهداف واضحة يشترك في الكثير منها مع «لقاء ريميني»، وتتجسد في العمل على دعم مجالات التفاهم والتقارب بين بلدان وحضارات العالم، واستكشاف المشتركات الثقافية الأصيلة، وتفعيل أثر القيم الإنسانية النبيلة في العلاقات بين دول العالم.

من جانبه، توجه برنارد شولز، بالشكر لهيئة الشارقة للكتاب على ما تبذله من جهود كبيرة على المستوى الدولي، موضحاً أن توقيع المذكرة بين الهيئة و«لقاء ريميني» يأتي نتيجة ثمار مبادرات الهيئة وحراكها المتواصل، ويقدم نموذجاً ملهماً ليس للعلاقات الثنائية بين البلدان فقط، وإنما للإنسانية كلها.

وأشار شولز إلى أن الإيطاليين يدركون جيداً ثراء الثقافة العربية وعمق تاريخها، ونشاط راهنها، لافتاً إلى أن مشروع إمارة الشارقة الثقافي يسلط الضوء بصورة أكبر على هذا الثراء الثقافي العربي، ويفتح أمام العالم فرصة الإطلاع عليه عن قرب، ويزيد من مجالات العمل المشترك مع مؤسساته النشيطة في المنطقة والعالم.

 

الأكثر مشاركة