«الشارقة الدولي للكتاب» يضع اللمسات النهائية لدورته الـ 40

قبل ثلاثة أيام من افتتاح معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ40، أنهت دور نشر مشاركة في المعرض لمساتها الأخيرة لاستقبال الزوار في أجنحتها، فيما أكد عارضون تفاؤلهم بنجاح غير عادي للدورة الحالية، خصوصاً بعد تعافي العالم من جائحة «كورونا»، الأمر الذي دفعهم إلى مضاعفة أعداد العناوين المعروضة لتلبية الطلب المتزايد المتوقع.

وتحت شعار «هنا.. لك كتاب»، يلتقي حاصدو جوائز نوبل للآداب، والبوكر، وصنّاع أشهر النصوص الدرامية في القرن العشرين، وأبرز المبدعين والفنيين في العالم والمنطقة العربيّة، خلال الفترة من 3 إلى 13 نوفمبر المقبل، على منصة واحدة في الدورة الأربعين من «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، ليحتفوا على أرض الشارقة مع جمهور المعرفة والكتاب بشعار «هنا.. لك كتاب»، محاطين بملايين الكتب التي يعرضها أكثر من 1566 ناشراً عربياً وأجنبياً من 83 دولة.

ويتحوّل مركز إكسبو الشارقة على مدار 11 يوماً إلى كرنفال عالمي للكتاب والإبداع والفن والمسرح، إذ يجمع المعرض الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، وتقود فيه جهود تعافي صناعة النشر في العالم، 85 كاتباً من 22 دولة، وينظم أكثر من 970 ندوة وورشة إبداعيّة وعرضاً وأمسيةً وحواراً.

وأعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن جملة من التطويرات والخدمات اللوجستية التي تضمن لجمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ40، تستثمر من خلالها التقنيات الحديثة في خدمة الجماهير لتوفير الوقت عليهم، سواء في مطالعة أجندة المعرض وفعالياته، أو أجنحة العارضين والمرافق الخدمية، وتنظم زيارات طلاب المدارس لأجنحة المعرض.

إضافة إلى ذلك، طوّر المعرض أجهزة الاستعلامات الموزعة على أبواب القاعات عن طريق تزويدها بخصائص تسهل على ذوي الاحتياجات الخاصة استعمالها، مع توفير إمكانية طلب المساعدة عبر أجهزة الاستعلامات في حالة فقدان الممتلكات الخاصة بالزوار، فضلاً عن توفير مساحات إضافية لخدمة مواقف السيارات.

إلى ذلك أكد ناشرون مشاركون في المعرض لـ«الإمارات اليوم» أن الأمل في عودة الحياة الثقافية إلى طبيعتها سيولد خلال الدورة الحالية من المعرض، مؤكدين أن الإمارات تعد أكبر الداعمين للأدب والثقافة بشكل عام.

وقالت مسؤولة في دار «ظماء» للطباعة والنشر من سورية، لينا عامر، إن الإمارات من أكبر الدول الداعمة للناشر، وهي التي ساعدتهم على تجديد الأمل في عودة هذه الصناعة واستمرارها خلال جائحة «كورونا»، خصوصاً عندما أعفت جميع دور النشر من أجور الأجنحة في الدورة السابقة.

وذكرت أن قطاع النشر يعد أحد أبرز القطاعات التي تواجه صعوبات وتحديات، تتطلب تسهيلات في عمليات التسويق، لذا فإن دعم الحكومات يولد الأمل في استمرار ونجاح وازدهار هذا القطاع.

فيما أكد صاحب مكتبة «جرير» في معرض الشارقة للكتاب وائل موسى، أن الدورة الحالية تأتي ومعها الكثير من الآمال في تعويض تداعيات جائحة «كورونا» على هذا القطاع، لذا حرصنا على المشاركة بالكثير من العناوين الجديدة، والإصدارات الحديثة، لتلبية زيادة الطلب على الكتب هذا العام.

ولفت مدير النشر في مركز الأدب العربي بالسعودية أحمد الباشوري إلى أن المركز حرص على زيادة عدد العناوين خلال الدورة الحالية، بنسبة 50% عن العام الماضي، لتشجيع المؤلفين على إصدار كتبهم، مؤكداً أن الطاقة الاستيعابية للمعرض ستعود لسابق عهدها قبل جائحة «كورونا».

ورصدت «الإمارات اليوم» خلال جولة ميدانية في أرجاء المعرض، انتهاء دور نشر من وضع كتبها بالكامل ووضع اللمسات الأخيرة، فيما توشك كل أعمال المعرض على الانتهاء استعداداً لاستقبال الزوار في الثالث من الشهر المقبل.

ناشرون مشاركون:

• «الإمارات أكبر الداعمين للأدب؛ ما ولد الأمل في ازدهار قطاع الكتب».

تسهيلات لوجستية ذكية

تشهد دورة هذا العام من معرض «الشارقة الدولي للكتاب» إضافة مميزة تتمثل في إطلاق تطبيق يحمل اسم «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، يمكن تحميله من متجري «بلاي ستور» و«أبل ستور»، ويسمح بالاطلاع على برنامج المعرض من جلسات وورش عمل وعروض، إضافة إلى الناشرين المشاركين والكتب المعروضة، كما يوفر خاصية تنبيه المستعمل إلى اقتراب توقيت الفعاليات التي يريد المشاركة فيها. وقال مدير عام دائرة المالية المركزية بالشارقة وليد الصايغ: «نعمل على تمكين التحول التقني الذكي، وتقديم الخدمات الرقمية المبتكرة، حيث قمنا، تسهيلاً على متعاملي وزوار معرض الشارقة الدولي للكتاب، بإتمام كل الإجراءات المتبعة التي بموجبها أصبحت قنوات الدفع الرقمي في نظام الإيصال الذكي «تحصيل» متاحة في معرض الكتاب، ومنها جميع البطاقات الرقمية الدائنة والمدينة، إضافة إلى المحافظ العالمية «أبل باي»، «سامسونغ باي»، «غوغل باي»، ومحفظة تحصيل الرقمية «تحصيل باي»، ما يمكنهم من الدفع عبر خدمة الشحن المباشر من الحساب المصرفي.

تطوير مستمر

أوضح رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، أن معرض «الشارقة الدولي للكتاب» يسعى إلى التطوير المستمر في الخدمات والتسهيلات التي يقدمها لجمهوره عاماً بعد آخر، ما يضمن تصدره معارض الكتب في المنطقة والعالم.

وقال إن معرض الشارقة الدولي للكتاب هو الهوية التي تعبر فيها الشارقة عن مشروعها الحضاري والثقافي أمام العالم، وهو ما يجعلنا نجسد حجم اهتمامنا برسالة الإمارة تجاه المعرفة والإبداع والثقافة، بإجراءات عملية على أرض الواقع، تتعدى التنظيم العام وحجم الناشرين المُستضافين، وتصل إلى أدق التفاصيل في المعرض التي تغني وتثري تجربة الزوار، وتعزز فيها الشغف تجاه القراءة واقتناء الكتب.

الأكثر مشاركة