8 فصول ترسم معالم تحديات وتحوّلات في مسيرة الوالد المؤسس
تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تم إطلاق كتاب «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: سيرة التحوّل والنهوض»، في منارة السعديات، وذلك بحضور مؤلفي الكتاب رئيس هيئة اللغة العربية الدكتور علي بن تميم، وعضو الهيئة العلمية بجائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور خليل الشيخ، وقال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان في تقديمه للكتاب: «جعلت هذه الدراسة من الفروسية، بكل ما تنطوي عليه من قيم وأخلاق مفتاح شخصية زايد، فنحن عندما نتأمل شخصية زايد، نجد سجايا الفارس الذي يتصف بالتسامح وعزة النفس والإباء والتسامي والعدل والمروءة والترفع عن الصغائر». وأكد رئيس هيئة أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، أنه رغم الكتب العديدة التي تناولت شخصية وسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تظل شخصيته ملهمة. مضيفاً: «عندما ننظر إلى سيرة الشيخ زايد نجد أننا بحاجة لأن نتوقف عندها حتى نفهم لحظتنا التاريخية، وكيف شكلت ثنائية التحدي والنهوض كافة الرؤى والمفاهيم لدى الوالد المؤسس». يقع الكتاب في 298 صفحة من القطع الكبير وينقسم إلى ثمانية فصول تسعى في مجموعها لرسم معالم شخصية الشيخ زايد، الذي استطاع أن يبني أمّة ويصنع تحوّلاً حضارياً جذرياً يراه القاصي والداني، والتحديات والتحوّلات التي عايشها المغفور له. وأوضح بن تميم خلال الجلسة التي أقيمت صباح أمس، في منارة السعديات أبوظبي، خلال حفل تدشين كتاب «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: سيرة التحوّل والنهوض»، وقدمها مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي الكاتب والباحث سلطان العميمي، «كما يقدم الكتاب متابعة لتاريخ الأفكار وتطورها عند المغفور له الشيخ زايد».
| هزاع بن زايد: «عندما نتأمل شخصية زايد، نجد سجايا الفارس، الذي يتصف بالتسامح وعزة النفس والإباء والتسامي والعدل». |
مفاهيم ملهمة
وأشار إلى أن الكتاب يسعى للتوقف أمام التحولات، وكيف شكلت لحظة إضاءة وتنوير، فكانت بمثابة لحظة تحدٍ، ولذلك ركز الكتاب على ثنائية التحول والنهوض التي تشكل كل الرؤى والمفاهيم الوجودية والفلسفية والتنموية لدى المغفور له الشيخ زايد، كمحاولة لفهم هذه الرؤى. وأضاف: «عند الإعلان عن اختيار عام 2018 (عام زايد)، كانت لحظة ملهمة لنا، فبدأت مع الدكتور خليل الشيخ في جمع مادة الكتاب، وفي حديث مع سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، حول الكتاب، وجه بأن تكون لغة الكتاب رشيقة وجاذبة للنشء والشباب، وخلال عملنا على جمع المادة على مدى ثلاث سنوات، كانت الدولة تطلق مبادرات مهمة مثل (عام التسامح) ووزارة السعادة، فكنا نضيف فصول جديدة للكتاب لتتبع الأفكار الكبرى التي حملها الشيخ زايد وتعتبر منبعاً لهذه المبادرات».
وذكر بن تميم أن الكتاب كذلك يطرح أسئلة حول المغفور له الشيخ زايد بوصفه شاعراً، لافتاً إلى أن من يتوقف عند شعره يمكن أن يصل إلى الجماليات التي شكلت وعيه كشاعر، والشعراء القدامى الذين تأثر بهم مثل أبوالطيب المتنبي الذي استلهم من أشعاره فهم الإنسان والتنمية والآخر، وكذلك الماجدي بن ظاهر الذي تأثر به الشيخ زايد، «وبشكل عام تظهر أشعار الشيخ زايد أن الحكمة تمثل البنية الأساسية لقصائده على اختلاف الأغراض التي تناولتها».
التحدي والفروسية
وأوضح الناقد والمترجم الدكتور خليل الشيخ، أنه والدكتور علي بن تميم، حرصا عند الشروع في وضع الكتاب على البحث عن مدخل للكتاب، وتمثل هذا المفتاح في نظرية التحدي والاستجابة التي تقوم على فكرة أن الإنسان يجابه خلال حياته مجموعة من التحديات، وإما يمتلك القدرة على مجابهتها وتحويلها إلى فرص، أو ينكس على عقبيه ويستسلم. مضيفاً: «أشهد أنني منذ قرأت سيرة الشيخ زايد، وجدت أن التحديات لم تفارقه يوماً، بل كثيراً ما كان يجد نفسه في عين العاصفة، لكنه كان قادراً بحكمته وقيادته على أن يتجاوز ذلك كله، ويبني مجتمعاً حديثاً يقوم على التسامح والتعايش ويجمع بين العلم والأصالة».
وأشار د.الشيخ إلى أنهما بالبحث وجدا أن مفتاح شخصية المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يتمثل في الفروسية، فلا يكاد يكون هناك عمل من أعماله أو قول من أقواله إلا وتتحقق فيه أخلاق وآداب الفروسية التي عُرف بها العرب وأخذها عنهم الغرب. وقال: «عندما نقرأ شخصية الوالد المؤسس نجد أننا أمام شخصية لا تفارقها محطات القيم الكبرى، بل تعيش فيها، وما نعيشه الآن من إخلاص وعمل وتفاؤل وسعادة أسس له زايد، وهو تفاؤل واقعي يعتمد على جذور حقيقية في المجتمع وليس طوباوياً بلا جذور». كما تطرق إلى علاقة الشيخ زايد بالصحراء، والتي خبرها منذ طفولته وعرف أبعادها وأحبها، ولكنه في الوقت نفسه كره التصحر وعمل على مقاومته باللون الأخضر الذي أحبه، فجمع بين ثنائية الصحراء التي تعبر عن الأصالة من جهة واللون الأخضر بكل ما يعنيه من مجتمع مستقر حي قادر على بناء حياة حديثة، وكثيراً ما تغنّى بهذا اللون في قصائده.
8 فصول
يسلّط كتاب «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: سيرة التحوّل والنهوض»، الضوء على شخصية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيم السامية التي تحلى بها وجعلته نموذجاً قيادياً يحتذى به عالمياً. كما يروي الكتاب من خلال ثمانية فصول سيرة ومسيرة الوالد المؤسس.
كما تخللت صفحات الكتاب مقولات مأثورة للمغفور له الشيخ زايد، تتماشى مع كل موضوع يتم تناوله في فصول الكتاب، وعدد من الأبيات الشعرية التي وصف بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عدداً من مناقب المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
- يقع الكتاب في 298 صفحة من القطع الكبير، وتسعى فصوله لرسم معالم شخصية الشيخ زايد.
- عندما نقرأ شخصية الوالد المؤسس نجد أننا أمام شخصية لا تفارقها محطات القيم الكبرى.
- تظهر أشعار الشيخ زايد أن الحكمة تمثل البنية الأساسية لقصائده، على اختلاف أغراضها.
خليل الشيخ:
«منذ قرأت سيرة الشيخ زايد، وجدت أن التحديات لم تفارقه يوماً، بل كثيراً ما كان يجد نفسه في عين العاصفة».
علي بن تميم:
«الكتاب يتابع تفاصيل تطوّر رؤية الشيخ زايد لمسائل الهوية والمعاصرة، وأفكاره التنموية والفلسفية».