هيئة الثقافة والفنون تنقذ «الخنساء».. أول مدرسة للبنات في دبي

استجابت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» في أقل من ساعة، لنداء مواطن طالب بإنقاذ مدرسة الخنساء للبنات في ديرة، والتي تم إحلالها منذ أعوام طويلة، وعلمت «الإمارات اليوم» أنه سيتم العمل بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، لمحاولة الوصول لصيغة مناسبة يتم من خلالها حماية المنشأة وإنقاذ تاريخها خلال أيام، بحيث تتحول الى منشأة ثقافية عامة.

وقام مدير ومؤسس مركز الإمارات للثقافة والتاريخ والتراث حسين البادي، بنشر فيديو يوم الاثنين الماضي، من داخل مقر مدرسة الخنساء الواقعة في منطقة الوحيدة في دبي، يعرض فيه مجموعة من أجزاء المدرسة ومقتنياتها المهمة المعرضة للتلف، من ضمنها وثائق وشهادات تقدير ولوحات مميزة، كما طالب من خلال الفيديو الذي نشره على حسابه الخاص في منصة التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، بالتدخل السريع و«إنقاذ جزء من تاريخ مدرسة الخنساء للبنات بدبي، حيث تم إحلالها وتم بيع محتوياتها بالمزاد»، بحسب ما ذكره البادي عبر المنشور. ومن المعروف أن مدرسة الخنساء هي أول مدرسة للبنات في الإمارة، و تأسست عام 1958 قبل هدمها ونقل محتوياتها الى مقرها الحالي تسعينيات القرن الماضي.

وقال البادي لـ«الإمارات اليوم»، إنه سيتم خلال الأيام المقبلة اجتماعات ثلاثية، تتضمن كلاً من هيئة دبي للثقافة والفنون، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة في دبي، للاتفاق على خطة متكاملة تهدف إلى الوصول لصيغة مناسبة يتم من خلاها حماية المنشأة من الإحلال.

وشكر البادي «دبي للثقافة» ممثلة بالمدير التنفيذي لقطاع الثقافة والتراث في الهيئة سعيد النابودة، ووزارة التربية على الاستجابة السريعة للنداء، «والذي تم خلال أقل من ساعة، وإبدائهم الرغبة في تبني مشروع إنقاذ المدرسة في حال موافقة وزارة التربية والتعليم، وقمنا بالتواصل مع قسم الاتصال الحكومي في الوزارة، ليتم التنسيق بين الجهتين، وهو ما تم بالفعل، ونشكرهم بأن نداء استغاثة سريعاً وصل للأذن الواعية، وتتم الآن الإجراءات بين الجهتين، وتم بالفعل جمع المقتنيات المهمة في المدرسة وتأمينها من وثائق وصور وجوائز ولوحات».

واقترح البادي أن يتم «تعيين لجنة خاصة قبل إحلال أي منشأة قديمة أو ذات تاريخ مرتبط بالسكان، بالتنسيق مع هيئة الثقافة والفنون في دبي»، ليتم الوصول إلى الآليات والخطط المناسبة، مشيراً إلى أن فكرة الإحلال قد تكون واردة دائماً، «إلا أن الخسارة الحقيقية تكمن في خسارة المقتنيات والوثائق المهمة الخاصة به، والتي يمكن حفظها والاستفادة منها لاحقاً».

وقد اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مطلع أكتوبر الجاري، رؤية دبي الثقافية الجديدة، إيذاناً بتدشين حراك ثقافي هو الأشمل والأكثر تنوعاً على مستوى دبي، من ضمنها إعادة تأهيل مبنى مدرسة زعبيل الثانوية للبنات للحفاظ على التاريخ المعماري للمدرسة والمنطقة، وهي الأولى ضمن سلسلة مبادرات مشابهة تهدف لإعادة تأهيل واستخدام المباني البارزة في الإمارة عبر التاريخ. وسيتم تحويل المبنى إلى مساحة متعددة الاستخدامات الفنية، تشمل المعارض، ومساحات لتنظيم الفعاليات وورش العمل، واستضافة المتاحف التخصصية، وإقامة معرض مصغر لتاريخ المدرسة، وذلك لتكون المدرسة وجهة رئيسة للمقيمين والزوار، كما تصبح منصة للشباب لممارسة أنشطتهم الفنية فيها.

 

الأكثر مشاركة