زار أجنحة ومنصّات الإمارات والدول العربية المشاركة في معرض فرانكفورت.. والتقى عدداً من الكتّاب والمثقفين

سلطان القاسمي: الاستقرار أساسي لتحقيق التطوّر والارتقاء

صورة

أكّد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن «التنمية الثقافية إذا ما أردنا أن نحققها فيجب علينا أن نبدأ بغرسها في أطفالنا، وذلك بترغيبهم في القراءة والمطالعة، وحثهم على التزوّد الفكري والمعلوماتي من خلال الكتب».

وأوضح سموّه أن «عامل الاستقرار هو الأساس في تحقيق الأمم للتطوّر والارتقاء، خصوصاً الاستقرار النفسي، والشارقة تعمل على البرامج الثقافية من أجل التغيير والتطوّر، ومن أجل تحقيق صفاء النفس والاستقرار للمجتمع، ولذلك تجتهد إمارة الشارقة، من خلال برامجها الثقافية وأنشطتها المتنوّعة، في تنمية الكاتب والناشر وصاحب المكتبة، لنشر الثقافة والمعرفة، وذلك سيعزّز من وجودنا مع الآخر، ما سيتيح لنا فرصة تقديم الصورة الحقيقية لهويتنا وقيمنا العربية والإسلامية أمامهم».

جاء ذلك، خلال زيارة سموّه، أمس، جناح الإمارة المشارك في فعاليات الدورة 70 من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وللمرة الـ20 على التوالي، حيث كانت أولى المشاركات للشارقة في هذا المحفل الدولي عام 1998 إبان حصولها على لقب عاصمة العرب الثقافية.

واطّلع صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على النسخة الألمانية من كتاب «كلمات القائد.. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، الذي أطلقته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في جناحها المشارك في معرض فرانكفورت للكتاب.

وتفقد سموّه ما تضمنته منصّة الشارقة، الممثلة بهيئة الشارقة للكتاب، واستمع من القائمين عليها إلى أحدث المشاركات والبرامج والأنشطة المزمع تنفيذها خلال أيام المعرض، التي تستمر حتى 14 الجاري.

والتقى صاحب السموّ حاكم الشارقة، خلال وجوده في جناح هيئة الشارقة للكتاب، عدداً من روّاد الفكر والأدب العرب والأجانب وأصحاب دور النشر وممثلي مختلف الوسائل الإعلامية، وتبادل معهم الأحاديث والآراء في عدد من القضايا المشتركة حول تنمية المجتمعات عبر الثقافة، ومن بين ما تناول سموّه في لقائه معهم، الحديث حول أهمية تعزيز دور المكتبات - منافذ بيع الكتب - والعمل على دعم وجودها في الأماكن العامة، كي يصل الكتاب لكل فرد من أفراد المجتمع.

وكعادته السنوية التي يحرص فيها صاحب السموّ حاكم الشارقة، على زيارة مختلف الأجنحة والمنصّات الإماراتية والعربية المشاركة في المعرض، من أجل تشجيعهم والمباركة لهم على هذه المشاركة، والاطلاع على منتجاتهم الفكرية الحديثة.. فقد زار سموّه عدداً من الأجنحة الإماراتية، استهلها بزيارة جناح جمعية الناشرين الإماراتيين، واطلع فيه على دليل الناشرين الذي يحتوي على تعريف موجز لدور النشر الأعضاء في الجمعية، إلى جانب عرض عدد من إنتاجاتهم الفكرية والأدبية، ويسهم هذا الدليل في تسهيل الطريق أمام الكاتب في التعرف إلى دور النشر.

كما عرج سموّه لزيارة جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وجناح مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وعدد من الأجنحة الإماراتية الأخرى.

وخلال جولة سموّه في أروقة المعرض، زار صاحب السموّ حاكم الشارقة، جناح جمهورية مصر العربية، ممثلاً بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ومنصّة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، وجناح جمهورية لبنان، ممثلاً بوزارة الثقافة، ومنصّة اتحاد الناشرين العرب، وجناح سلطنة عُمان ممثلاً بوزارة السياحة والإعلام، وجناح المملكة العربية السعودية. وتلقى سموّه خلال جولته وزياراته لتلك الأجنحة الإماراتية والعربية، مجموعة من الإهداءات الفكرية والأدبية تنوّعت بين كتب للتاريخ والسير واللغات والجغرافيا والمخطوطات.

بعدها انتقل صاحب السموّ حاكم الشارقة، إلى كبرى قاعات المعرض، التي تضم بين جنباتها أجنحة دور النشر الألمانية، حيث زار سموّه دار أولمز للنشر، وفيها دشن النسخة الألمانية من كتابه «أسطورة القرصنة في الخليج»، بحضور مؤسس الدار، الدكتور جورج أولمز، وجمع غفير من المفكرين والأدباء الألمان والمهتمين بتاريخ وثقافة بلدان الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.

ويشكل الكتاب الأطروحة العلمية التي حصل بها سموّه على درجة الدكتوراه من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة، وقد سجل في ثنايا هذا الكتاب كثيراً من الشواهد الصادقة والآراء الثاقبة وتصحيح معلومات خاطئة وإكمال أخرى ناقصة، وتناول فيه الحديث عن فترة مهمة من فترات تاريخ منطقة الخليج العربي، وعبر المعلومات التاريخية الدقيقة والوثائق الرسمية الواردة في الكتاب، التي استمدها من أرشيف عدد من المكتبات التاريخية العريقة في الهند وبريطانيا، استطاع سموّه كشف النقاب عن مكانة هذه المنطقة، وإبراز الجوانب المضيئة من تاريخها، وتصحيح الآراء المتحيزة، والتصدي لأسطورة تلك القرصنة بالأدلة والبراهين، من خلال رؤية ثاقبة ذات بُعد فكري ونهج ثقافي ومنحى تاريخي واجتماعي.

وشهد صاحب السموّ حاكم الشارقة، إعلان «المجلس الإماراتي لكتب اليافعين»، القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للفوز

بجائزة اتصالات لكتاب الطفل، في دورتها الـ10، وذلك خلال مشاركة المجلس في فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، التي تتواصل حتى 14 الجاري.

وسيتم الإعلان عن الفائزين بالجائزة، خلال حفل افتتاح الدورة 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تنطلق في الشارقة 31 أكتوبر الجاري.

وأعلن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، المنظم للجائزة، أنه سيتم تخصيص مبلغ الجائزة لهذه الفئة لعقد ورش تدريبية لمطوّري برامج الأطفال، وذلك دعماً لهم ونهوضاً بمستوى تطبيقات الأطفال العربية.


قائمة قصيرة

جاءت القائمة القصيرة للأعمال المرشحة للفوز بجائزة «اتصالات لكتاب الطفل» على الشكل التالي:

«فئة كتاب العام للطفل» يتنافس عليها كل من الكتب التالية: حسب الترتيب الهجائي: «أحلامي المتجولة»، «الحنين»، «صعوداً نحو القمة» و«كوزي».

ويتنافس على جائزة «كتاب العام لليافعين» كل من كتاب «سر الزيت»، «فاقد الحب.. يعطيه» و«مصنع الذكريات».

وشملت الكتب المتنافسة ضمن فئة «أفضل نص»: كتاب «الباب الأزرق»، «فريدة الدجاجة التي تحب أن تصيح» و«ماما بنت صفي». وتتنافس على فئة «أفضل رسوم» أربعة كتب هي: «سبحة جدي»، «فريدة الدجاجة التي تحب أن تصيح»، «فكر بغيرك» تأليف محمود درويش، ورسوم سحر عبدالله، الصادر عن دار تنمية للنشر في مصر، و«كوزي».

فيما تشمل فئة «أفضل إخراج»: كتاب «الأرنب والسلحفاة في القرن الواحد والعشرين»، «الفتى المحبوس في طوله»، و«صعوداً نحو القمة» و«كوزي».

أما فئة «أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب»، فقد قررت لجنة التحكيم بالإجماع حجب الجائزة لهذا العام، على أن يتم نشر تقرير لجنة التحكيم على موقع الجائزة للاطلاع عليه.

تصريحات وأقوال

يرصد كتاب «كلمات القائد.. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» العديد من الخطب والتصريحات التي قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان يركّز على أسس الحُكم الصحيح، وكان في نظره سرّ نجاح الدولة، باعتبارها كياناً يخدم الشعب ويقوده ويعزّز مطامحه. وقد استخدم تعبير «المسؤول في خدمة المواطن» كصيغة أخلاقية لصورة الموظف الصالح والمسؤول النبيل، ومنه أسس لمبدأ المواطنة داعياً إلى الاستخدام الصحيح والخيِّر للثروات، وإلى الانفتاح على العلوم الحديثة.

تكشف الأقوال المختارة في الكتاب عن عمق تفكير المغفور له الشيخ زايد وتنوّع رؤيته وسعة أفقه. فتراه في خطب عديدة يعطي الشباب اهتماماً دائباً وعميقاً، فهم في نظره أساس المستقبل ومفتاح النجاح. كما كان يدعو بحكمة وتبصّر إلى احترام المرأة وإعطائها مكانها في كلّ مناحي الحياة والمسؤوليات والأعمال.

واظب المغفور له الشيخ زايد على بناء نهضة مدنية تحقّق للإمارات مكانة مرموقة بين كبريات الأمم، نهضة كان يريدها كلية، تشمل العمران والاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافة والتنمية بمفهومها الشامل، وتقوم على حقوق معلومة وضع على رأسها حرّية التعبير وضمان كرامة الفرد.

تويتر