خلع عليه المُلك.. ثم قتله ليلاً بيده

ذو الوزارتين أبوبكر محمد بن عمار «كانت ملوك الأندلس تخافه لبذاءة لسانه، وبراعة إحسانه، لاسيما حين اشتمل عليه السلطان المعتمد على الله وأنهضه جليساً وسميراً، وقدمه وزيراً ومشيراً، ثم خلع عليه خاتم الملك ووجّهه أميراً. وقد كان أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، فتبعته المواكب والمضارب، والنجائب (الإبل) والجنائب (كرام الخيل)، انقادت له العساكر والكتائب والجنود، وضربت خلفه الطبول، ونشرت على رأسه الرايات والبنود، فملك مدينة تدمير (شرقي قرطبة)، وأصبح راقي منبر وسرير، مع ما كان فيه من عدم السياسة وسوء التدبير. ثم انتزى (عدا ووثب) على مالك رقه، ومستوجب شكره ومستحقه، فبادر إلى عقوقه وبخس حقه، فتحيّل المعتمد عليه، وسدّد سهام المكايد إليه، حتى حصل في قبضته قنيصاً، وأصبح لا يجد له محيصاً، إلى أن قتله المعتمد في قصره ليلاً بيده، وأمر من أنزله في ملحده، وذلك سنة سبع وسبعين وأربعمائة».

«المطرب من أشعار أهل المغرب» ابن دحية الكلبي

الأكثر مشاركة