«أبوظبي الدولي للكتاب».. بدأت دورة «عام زايد»

تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتح سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس، الدورة ‏‏28‏‏ من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتستمر أعماله حتى الأول من شهر مايو المقبل.

عبدالله بن زايد:

«مشروع كلمة للترجمة جسر تواصل مع الحضارات الأخرى، ومحرك أساسي في عملية المعرفة».

«بولندا نموذج يجب الاحتذاء به في سعيها إلى المحافظة على ثقافتها، رغم الأزمات التي مرت بها».

أعمال خالدة

يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ببولندا (ضيف شرف) هذا العام، حيث تم تخصيص جزء كبير من البرنامج المصاحب للمعرض لإلقاء الضوء على إنتاجها الأدبي، من خلال مجموعة مهمة من الجلسات الحوارية، التي يشارك بها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، كما تعرض أهم الإصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص، يشارك به أهم الناشرين في بولندا.

يمنح معرض أبوظبي الدولي للكتاب الفرصة لتسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية الخالدة في الأدب البولندي في القرن الـ19، والإنجازات الحديثة التي حققها الأدباء البولنديون الحاصلون على جائزة «نوبل».

«مستقبل صناعة الكتاب»

في دورة هذا العام يقدم معرض أبوظبي الدولي للكتاب فعاليات منتدى «مستقبل عالم صناعة الكتاب»، بتنظيم من «كانون»، الذي يهدف إلى تقديم أحدث الاستكشافات والاتجاهات في صناعة الكتب المستقبلية، التي تقوم على مبدأ التكامل السلس بين عملية الإنتاج والطباعة وتوزيع الكتب.

ويعود البرنامج المهني لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بسلسلة غنية من الندوات والعروض والحوارات والنقاشات، التي تهدف إلى إتاحة منصة للعارضين تساعدهم على إقامة العلاقات مع الناشرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وما بعدها.

وقام سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بجولة في أرجاء المعرض، يرافقه وزير التربية والتعليم، حسين بن إبراهيم الحمادي، ووزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي، ورئيس دائرة التعليم والمعرفة، الدكتور علي راشد النعيمي، ورئيس دائرة الثقافة والسياحة، محمد خليفة المبارك، ووكيل دائرة الثقافة والسياحة، سيف سعيد غباش، وعدد من المسؤولين والسفراء المعتمدين في الدولة.

ودشن سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، جناح جمهورية بولندا (ضيف شرف) الدورة الحالية من المعرض، التي تشارك لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط بمثل هذه التظاهرة الثقافية، وتمثل استضافتها - كضيف شرف - فرصة مهمة لاستكشاف ثقافة هذه الدولة وموروثها الأدبي الغني الذي يعود إلى نحو 1000 عام.

واطلع سموّه على ما يتضمنه جناح بولندا من كتب أدبية وثقافية وفكرية وعلمية، مؤكداً سموّه على أهمية استضافة المعرض في كل عام للدولة ضيف الشرف للتعرف إلى منجزاتها الثقافية والحضارية، بما يسهم في توطيد العلاقات بين البلدين، مشيراً سموّه إلى أهمية بولندا نموذجاً يجب الاحتذاء به، خصوصاً من خلال سعيها إلى المحافظة على ثقافتها، رغم الأزمات التي مرّت بها.

وتوقف سموّه عند جناح المملكة العربية السعودية، مستمعاً إلى شرح مفصل حول مشاركة المملكة العربية السعودية في المعرض، من خلال إحياء دور الصالونات الثقافية، وركن الطفل، إلى جانب المشاركة بكتب تضم إصدارات جديدة للجامعات السعودية.

وزار سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، جناح شركة أبوظبي للإعلام، مؤكداً على أهمية مشاركة المؤسسات الإعلامية بالدولة في هذه التظاهرة الثقافية الفريدة، والدور المهم لوسائل الإعلام الوطني، في نقل رسالة دولة الإمارات القائمة على التسامح والوسطية والاعتدال.

كما زار سموّه جناح مجلس حكماء المسلمين، الذي حرص على المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، للتعريف بفعاليات وأنشطة المجلس، الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له. وزار سموّه جناح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، مطلعاً على أحدث الإصدارات التي تتضمنها، وكذلك جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية.

وأثنى سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على الجهود التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، في سبيل ترسيخ مكانة الإمارة منارة للثقافة، وما تلعبه من دور مهم في التحفيز على القراءة وصناعة الكتاب والنشر، إضافة إلى مشروع كلمة للترجمة، الذي يعدّ جسر تواصل مع الحضارات الأخرى، ومحركاً أساسياً في عملية المعرفة، والتعرف إلى منجزات الثقافات العالمية والعربية الأخرى.

كما زار جناح مؤسسة التنمية الأسرية، وكان في استقبال سموّه مدير عام المؤسسة، مريم محمد الرميثي، التي قدمت شرحاً وافياً عن توجّه المؤسسة في إطار مساعي حكومة أبوظبي نحو بناء فرد سليم ومجتمع واعٍ، كما تحدثت عن المبادرات التي تقدمها المؤسسة في الدورة 28 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب. كما اطلع سموّه على ما يتضمنه جناح الأرشيف الوطني من مقتنيات وإصدارات نادرة تؤرخ لمسيرة بناء وتقدم دولة الإمارات، منذ عقود من الزمن. كما تفقد سموّه عدداً من أجنحة الدول الخليجية والعربية ودور النشر الأجنبية، مستمعاً سموّه إلى شرح يخص كتب هذه الأجنحة، والجهود التي تبذلها في دعم المبادرات الثقافية، والتشجيع على القراءة.

وقال محمد خليفة المبارك: «إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يؤكد عاماً بعد عام على الدور المحوري الذي يلعبه في بناء جسور الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، ففي كل دورة من دورات المعرض تتجلى جهود حثيثة لخلق منصات التواصل الثقافية والمعرفية مع ثقافات العالم المختلفة، وحضارات الدولة ضيفة شرف المعرض».

وأوضح أن «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي تتولى الحفاظ على هوية الدولة وموروثها الثقافي، وتشجيع الحوار الفكري والترويج للنتاج الفني والأدبي الإماراتي أمام جمهور عالمي، ويوفر معرض أبوظبي الدولي للكتاب منصة مثلى لتمكيننا من القيام بذلك، ما يؤكد أهمية هذا الحدث لدفع عجلة التطور الثقافي المستمر للإمارة».

وأكد أن «الدورة 28 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تكتسب أهمية خاصة، بتزامنها مع (عام زايد)، حيث تسلط فعاليات المعرض الضوء على نهج وفكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشخصية المحورية لهذه الدورة، تقديراً لإسهاماته الفكرية والثقافية في بناء المجتمع المبدع لإمارة أبوظبي، ويجسد المعرض ببرنامجيه المهني والثقافي إرث الوالد المؤسس وإيمانه العميق بأهمية التعليم والثقافة في التنمية البشرية، وتعزيز العلاقات الخارجية لدولة الإمارات».

وقال وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، سيف سعيد غباش، إن «معرض أبوظبي الدولي للكتاب والفعاليات الثقافية، التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، يعدّ تأكيداً على استراتيجيتها في تعزيز الثقافة وتكريسها بين جميع أفراد المجتمع المحلي والمقيم وانفتاحه على العالم».

أصحاب همم

زار سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، جناح مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة.

وكان في استقبال سموّه، هشام الواحدي، أحد الكوادر العاملة بالمؤسسة، وهو من أصحاب الهمم فئة المكفوفين، ترافقه البطلة الأولمبية من أصحاب الهمم، سارة السناني، لاعبة المؤسسة بنادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، ومحمد النقبي، أحد طلاب المؤسسة بقسم ورش العمل والتأهيل المهني.

واستمع سموّه إلى شرح عن المؤسسة وخدماتها وبرامج الرعاية والتأهيل التي تقدمها لمختلف فئات أصحاب الهمم، وما يضمه الجناح من أركان وأنشطة متنوّعة. وحرص سموّه على تبادل الحوار الأبوي مع فريق العمل من أصحاب الهمم، كما تجوّل سموّه في الجناح، واطلع على ما يضمه من أركان متنوّعة تبرز قدرات أصحاب الهمم، من منتسبي مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية.

وفي الجناح قام حمد محمد العامري، أحد أصحاب الهمم منتسب بمركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة التابع للمؤسسة، برسم صورة لسموّ الشيخ عبدالله بن زايد، وتسليمه إياها، والتقط سموّه صورة تذكارية مع راشد المحرمي، من أصحاب الهمم بالمؤسسة.

الأكثر مشاركة