بن حويرب: المعرفة الأمل الوحيد لمواجهة الإرهاب والفتنة

قال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، إن «إنتاج وصناعة المعرفة وبناء مسارات جديدة لنشرها هو الأمل الوحيد والطريق الأمثل لمواجهة الإرهاب والفتنة، وكلما زادت المعرفة في المجتمع زادت معها الرفاهية والسعادة والأمن»، مشيراً إلى أن «الإرهاب والحركات الإرهابية مثل (داعش) وجدت فرصة لها في بؤر التخلف والجهل، وفي بيوت أخذت الفكرة وتبنتها لقلة العلم والمعرفة لديها، ولتقليص هذه الحركات التخريبية في المنطقة لابد من زيادة الإنفاق على التعليم والمعرفة لبناء أجيال تمتلك الشعور بالمسؤولية، والقدرة على أن تبدع».

وتحدث بن حويرب عن الدور الذي تقوم به مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي احتفلت هذا العام بمرور 10 سنوات على تأسيسها في عام 2007 بمبادرة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لنشر المعرفة في الوطن العربي والعالم الإسلامي، من خلال استيراد المعرفة وتوطينها، ثم تصديرها للعالم، لافتاً خلال جلسة حوارية استضافتها خيمة «سكاي نيوز عربية» الرمضانية، في أبوظبي، مساء أول من أمس، بعنوان «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إنجازات وإسهامات» إلى أن «الفجوة كبيرة جداً ومقلقة بين حجم الاستثمارات في المعرفة والتعليم والمناهج في الوطن العربي من جهة، والعالم من جهة أخرى، وهو ما جعل من منطقة الشرق الأوسط منطقة مستهلكة وليست منتجة».

مؤشر

معلومات غير دقيقة

أكد مدير مشروع المعرفة العربي رئيس المستشارين التقنيين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الدكتور هاني تركي، خلال الأمسية، عدم دقة المعلومات المتداولة عن مؤشرات القراءة في العالم العربي، واستعرض في المقابل نتائج مؤشر القراءة العربي، الذي اعتمد على استبيان شمل 22 دولة عربية، وشارك فيه أكثر من 148 ألف شخص من كل الدول العربية ومن جميع الفئات، موضحاً أن «النتائج أظهرت أن متوسط عدد ساعات القراءة سنوياً لدى الإنسان العربي يصل إلى 35 ساعة، بواقع 15 ساعة للكتب في مجال الدراسة أو العمل، و20 ساعة خارج مجال الدراسة أو العمل. فيما تستغرق القراءة الورقية 16 ساعة سنوياً، والقراءة الإلكترونيَة 19 ساعة، ما يوضح عدم صحة المعلومات المنتشرة سابقاً، التي تشير إلى أن الإنسان العربي يقرأ ست دقائق فقط سنوياً. ويظهر بوضوح إلى أهمية وجود مؤشر يرصد واقع الحال بشفافية وموضوعية».

كشف بن حويرب أن «المؤسسة ستطلق هذا العام مؤشر المعرفة العالمي بعد ست سنوات من توقف البنك الدولي عن إصداره، ليكون بمثابة هدية للعالم تقدمها دبي والإمارات، بالتعاون مع عدد من المؤسسات، مثل البنك الدولي واليونسكو والأمم المتحدة، وهي مباردة من المبادرات والمشروعات المعرفية النوعية، التي دأبت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على طرحها، لتسهم في تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات على الخارطة المعرفية العربية، بما يواكب رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسسة، إلى جانب دعم وتطوير مجالات التعليم والبحث العلمي والتنمية وريادة الأعمال، إضافة إلى بناء القدرات والطاقات الإيجابية للشباب، لتطوير مجتمعات قائمة على المعرفة».

تصدر المشهد

أوضح بن حويرب، خلال الأمسية التي أدارها مقدم البرامج في «سكاي نيوز عربية»، جرير دبابنة، أن «مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تسعى بشكل دائم إلى دعم مساعي دبي، لتتصدر المشهد العالمي كمدينة تمتلك اقتصاداً قوياً مبنياً على المعرفة، من خلال تطوير القدرات المعرفية والبشرية في دولة الإمارات على وجه الخصوص، وفي عموم العالم، عبر التركيز على ثلاثة قطاعات استراتيجية هي: الثقافة، والمعرفة، والتعليم. ومن خلال ثلاثة عوامل رئيسة تتلخص في تنمية الموارد البشرية الوطنية، من خلال خلق قاعدة عريضة من الخبرات والكفاءات التي تتمتع بمعارف ومواهب واسعة، وتوفير مزيد من الفرص للأجيال الشابة للحصول على المعرفة، وضمان مستقبل أفضل لها، وتشجيع المهارات القيادية في أوساط الجيل الشاب، لتحسين مستوى ونوعية حياتهم».

واستعرض بن حويرب جانباً من المشروعات والمبادرات المعرفية المهمة التي أطلقتها المؤسسة، أبرزها قمة المعرفة، وكذلك جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومشروع مؤشر القراءة العربي، الذي جاء من مبادرة تحدي القراءة العربي، إضافة إلى مبادرة «عائلة تقرأ»، و«متحف نوبل»، وغيرها.

أيضا تطرّق بن حويرب إلى دور المؤسسة في دعم النشر، لافتاً إلى أن «الكتاب العربي متاح في المكتباتـ ولا يجب القول بعدم وجوده، ولكن القارئ غير موجود»، معتبراً أن «ما يتردد عن أن الفرد العربي لا يقرأ سوى ست دقائق سنوياً معلومات ليس لها أساس من الصحة».

من جانبه أشار مستشار استراتيجية المعرفة في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الدكتور خالد واصف الوزني، في مداخلته، إلى الخصوصية التي تتميز بها المنطقة العربية، بصفتها المنطقة الوحيدة في العالم التي يشكل الشباب ما نسبته 70%، ما يتوجب على المؤسسات أن تسعى إلى تعزيز العلم والمعرفة، وتوزيعها ضمن قطاعات تدعم مسيرة الشباب المهنية والتثقيفية والتربوية.

الأكثر مشاركة