«زايد للكتاب»: عبدالله العروي «شخصية العام»

أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فوز المؤرخ والمفكر المغربي، الدكتور عبدالله العروي، بجائزة «شخصية العام الثقافية» للدورة الـ11.

وقال أمين عام الجائزة، الدكتور علي بن تميم: «تم اختيار المفكر والكاتب، عبدالله العروي، لتبوئه منزلة المؤسس لحراك فكري وثقافي امتد من المغرب إلى المشرق، ولم يتوقف تأثيره عند حدود الجامعات والمؤسسات العلمية، وإنما شمل مجالات الفكر السياسي العربي، وطبع كثيراً من الممارسات الثقافية».

نشر العروي، منذ بداية الستينات من القرن الماضي، ترجمات ونصوصاً ودراسات في عدد من المجلات المغربية والعربية والفرنسية، فصدر له عام 1967 كتاب «الإيديولوجيا العربية المعاصرة» بتقديم مكسيم رودنسون، وفي عام 1970 صدرت ترجمته العربية على يد محمد عيتاني عن دار الطليعة في بيروت، فشكل الكتاب انطلاق الحضور الواسع لعبدالله العروي في الثقافة العربية، كما أصبح محط اهتمام الباحثين والدارسين لشؤون الثقافة والتحديث في العالم العربي.

يجمع العروي بين المعرفة العميقة للثقافة العربية، قديمها وحديثها، والثقافة الغربية، في مختلف مظاهرها الفكرية والأدبية والفنية، خصوصاً في مجالات الفلسفة والتاريخ والرواية والسينما، وألّف، منذ الستينات حتى اليوم، مجموعة من الأعمال التي شكلت نظرة جديدة مستأنفة للثقافة العربية الحديثة، وما يتصل بها من سياقات وإشكالات وأسئلة ثقافية في القديم العربي أو في الثقافة الغربية، وهي دراسات تتوجه نحو دراسة تاريخ الأفكار بالدرجة الأولى، لكنها في الوقت نفسه، تتسع لتشمل مجالات الفكر والأدب، كما تتطرق إلى قضايا التحديث في العالم العربي، وصلتها بالسياسي والفكري. لذلك يمثل كتابه الافتتاحي «الإيديولوجيا العربية المعاصرة» إعلاناً عن مرحلة جديدة من قراءة تاريخ الثقافة العربية الحديثة وأوضاع فكر النخبة فيها، وذلك حسب بيان صادر عن الجائزة.

وأضاف البيان: «توالت مؤلفات العروي وتنوعت خلال أكثر من 50 سنة، إذ امتزجت فيها الدراسة الفكرية بالعمل الروائي والترجمة. وهي دراسات تؤكد بوضوح أن العروي مترسخ في المعرفة، متشبث بمواجهة عوائق التحديث، دائم الرحلة بين الممارسة الفكرية والممارسة الأدبية. وهذه الخصيصة الموسوعية لكتابات العروي هي ما تعطيه مرتبة استثنائية في الثقافة العربية الحديثة، لما توفره من قدرة على التأمل والتحليل والتفسير لقضايا تشغل بال كل معني بالأسئلة الصعبة لزمننا الحديث».

ومن المقرّر أن يُقام حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في 30 الجاري، خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

الأكثر مشاركة