صيدلية «طب الروائح».. فوّاحة بالزيوت العطرية
يعد طب الروائح (أروماثيرابي) شكلاً من أشكال الطب البديل المستخدم منذ القدم، ويعتمد هذا الطب على الزيوت العطرية لعلاج الجسد والروح على حد سواء. وتقوم استعمالات طب الروائح في الغالب على تراكم المعارف والخبرات، وليس على الدراسات العلمية.
لا.. للاصطناعية المقلدة
للاستفادة الحقيقية من مزايا طب الروائح، شدد أستاذ فيزيولوجيا الخلية بجامعة بوخوم الألمانية، البروفيسور هانز هات، على ضرورة استعمال الجرعة الصحيحة والزيوت ذات الجودة العالية، والابتعاد عن الزيوت رخيصة الثمن، إذ إن تلك الزيوت الاصطناعية المقلدة يمكن أن تكون لها الرائحة نفسها، لكنها غالباً ما تحتوي على مواد مختلفة تماماً وغير فعالة. |
وقالت مُؤسِسة معهد AiDA لطب الروائح في أيرلندا، إليانه تسيمرمان، إنه يتم استنشاق الزيوت العطرية ببخار الماء أو يتم تدليك البشرة بها أو استعمالها كإضافات للاستحمام، أو استخدامها في صورة كبسولات وأقماع.
وأضافت أنه تستخدم الزيوت العطرية لمحاربة الالتهابات أو العدوى مثلاً، إضافة إلى نزلات البرد، ومشكلات الجهاز الهضمي، وفقدان الشهية، والآلام، وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن بعض الجوانب النفسية، مثل اضطرابات النوم، والاضطرابات المزاجية، والاكتئاب، وبعض الأمراض، مثل الخرف.
الجهاز التنفسي
أكدت تسيمرمان أنه لا يمكن أن ينكر أي طبيب مدى إسهام زيت الكافور والزعتر في علاج أمراض الجهاز التنفسي، موضحةً أن زيت شجرة اللبان أو اللافندر أو شجرة الشاي يساعد على علاج التهابات وجروح البشرة.
أما زيت زهر أشجار الإيلنغ العطري الحلو، فيسهم في تنظيم ضغط الدم، كما يعد زيت اللافندر سلاحاً فتاكاً لمحاربة اضطرابات النوم.
من جهته، أشار رئيس قسم الطب الطبيعي بمستشفى إيمانويل بالعاصمة الألمانية برلين، الطبيب راينر شتانغه، إلى أن الزيوت العطرية تتمتع بتأثير مضاد للميكروبات، ما يجعلها سلاحاً فتاكاً لقتل مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات.
وأكد أن هذا التأثير الإيجابي للزيوت العطرية بحث جيداً في ما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي؛ إذ إنها تسهم في الحد من استخدام المضادات الحيوية. وأضاف الطبيب الألماني شتانغه أن طب الروائح يُستخدم علاجاً إضافياً لمرضى السرطان، أو للحد من حالات التوتر والتهيج المتزايد لدى مرضى الخرف.
من ناحيته، قال أستاذ فيزيولوجيا الخلية بجامعة بوخوم الألمانية، البروفيسور هانز هات، إن الزيوت العطرية مزيج طبيعي لأكثر من 500 مادة نباتية مختلفة.
المزاج والمشاعر
أوضح هات أن خلايا الشم بالأنف ترسل إشارات إلى الدماغ بمجرد استنشاق الزيوت العطرية، ما يؤثر إيجابياً في الحالة المزاجية والمشاعر، وبالتالي يستحضر المخ الذكريات السعيدة، ويبتعد عن المشاعر السلبية، مثل الخوف والقلق، كما أنه بفضل الخصائص الكيميائية للزيوت العطرية، فإن فعاليتها تظهر دون دعم حاسة الشم.
وعن فعالية الزيوت النباتية، أوضحت تسيمرمان أن مفعولها يظهر بشكل بطيء، لكنه يدوم طويلاً، إضافة إلى أن آثارها الجانبية أقل من العقاقير الطبية.