«البعض».. حكايا بصرية تتعقب مشاعر متناقضة
افتتح في صالة «أوثنتيك آرت» المعرض الإماراتي الأول في مقرّه «بجميرا 1»، للفنانة التشكيلية الإماراتية سمية السويدي، تحت عنوان «البعض»، بحضور نائب القنصل الفرنسي في دبي، والمدير العام للصالة، كلاريس نجيم، والفنانة سمية السويدي، وحشد كبير من الإعلاميين والمهتمين بالفن التشكيلي، ويستمر لغاية السبت 10 يناير المقبل.
| في سطور
فنانة تشكيلية إماراتية، ولدت في أبوظبي، وتخرجت في كليات التقنية العليا بدرجة ماجستير في الفنون والصناعات الإبداعية، وتولّد شغفها بالفن الرقمي في عام 1996، وفي عام 2001 أطلقت مجموعتها الفنية الأولى، مستلهمةً موضوعاتها من حياة ومنجزات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. عرضت السويدي أعمالها للجمهور لأول مرة في أبوظبي عام 2003، ضمن مشاركتها في معرض جماعي لرواد الفن التشكيلي الإماراتيين، وبدأت بعدها بعرض أعمالها في قاعات عرض مختلفة، و بيعت أعمالها ضمن مزادات كريستيز الخيرية عام 2012. علاقات الاكتشاف اقتتح غاليري «أوثنتيك آرت» في دبي، بغرض تمثيل 12 فناناً فرنسياً لديهم محترفاتهم الفنية في فرنسا، وتعرض القاعة أعمالاً فنية منجزة في فرنسا يدوياً، وموقّعة، فريدة أو بنسخ محدودة. ويسعى الغاليري للإسهام في تعزيز علاقات الاكتشاف الفني المتبادلة، وبناء حوار الثقافات من خلال اطلاع الجمهور الإماراتي والمقيم على الفن التشكيلي الفرنسي الحديث،إلى جنب إبداعات الفنانين الإماراتيين المعاصرين. |
وقالت سمية السويدي: «تعكس أعمالي في هذا المعرض طيفاً من المشاعر وباقة من الأحاسيس المختلفة، التي تنقل حالات شعورية إنسانية متناقضة بين حزن وفرح، وألم وأمل. نحن كفنانين عادةً لا نفصح عن مشاعرنا وأفكارنا السرية، ولا نعلنها لجمهور المتلقّين من محبّي الفنون،لأنّ ذلك يضعنا أمامهم في موقف ضعف شعوري وإنساني، القلة فقط منّا يستطيعون الكشف عن مشاعرهم الحقيقية، والتصريح بما اعتاد الآخرون إخفاءه، القلة فقط هم الأكثر شجاعة على البوح ومسايرة تدفق مشاعرهم الإنسانية، بسحرية الفن وجماليات التشكيل، إنها القلة التي وهبنا الله نعمة أن نكون منها، وأن ننتمي إليها».
يبرز كلُّ عمل من أعمال البورتريه الثمانية، التي يشتمل عليها المعرض، التقنيات الفنية العالية المختلفة للفنانة السويدي، وكيفية تمكّنها بفعل الخبرة الطويلة والدراية العالية في التجريب الفني، من أن تبرز الخفيّ من سمات الوجوه موضوع العمل الفني الخاص بها.
تستخدم مزيجاً من الخامات الفنية من القماش إلى اللون والموضوع ليجتمع لديها أسلوب تنفرد به دون سواها من الفنانين التشكيليين الإماراتيين المعاصرين، وتستعمل الألوان والظل بطرق خاصة ومميزة ، وبهما معاً تصبح أعمالها لوحاتٍ ناطقة تكاد أشياؤها تنبض بالحياة، تأسر الناظر إليها وتحفّز الأسئلة لديه.
تستخدم السويدي ثيمة عيني المرأة في إحالة إلى المكانة البارزة لهما في الموروث العربي الفني والشعري خصوصاً، وبهما تسرق اهتمام المُشاهد بما يَرى، كأنها تقيم اتصالاً بصرياً معه، لتشاركه المشاعر الإنسانية التي كانت الدافع لإنجاز عملها الفني في مرحلة ما من حياة الفنانة نفسها. تأسرنا تفاصيل أعمال البورتريه الخاصة بالفنانة، والعوالم المتخيلة المحيطة بها، وتحفّز المشاهد على أن يتشارك والفنانة دفق المشاعر التي تنبثق من اللوحة لا كعمل فني مجرد، بل كمساحة مشترك إنساني حي ومتفاعل. تبدوالسويدي على رهان مع ذاتها والآخر، لإثبات قدرة الفن الخلاق على إبراز المشاعر الإنسانية الذاتية كموضوع فني في ما نسمّيه «قوة الضغف»، أو «الرقة الآسرة»، فهي تعتبر أن تفرّدها كفنانة يعود إلى تعبيرها الحر عن مشاعر الأنثى، هذه المشاعر التي تعطي اللوحة أسباب جماليتها وفنيّتها العالية.