كتّاب وشعـــراء: زايد حاضر في كل شيء
أكّد كتّاب وشعراء أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاضر في كل شيء، في الشعر والأدب والتاريخ والتراث، وسيبقى اسمه حاضراً، واصفين المؤسس الراحل بأنه كان «والداً للجميع»، إذ اهتم ببناء الدولة والإنسان، مؤكدين ضرورة التركيز على فلسفة الراحل في بناء دولة الاتحاد.
جاء ذلك خلال الأمسية الاحتفالية التي نظمتها دار هماليل للطباعة والنشر، مساء أول من أمس، في آرابيا كافيه بأبوظبي، بعنوان «زايد حكاية أمة وحلم شعب»، بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، وجمعت عدداً من الكتّاب والشعراء، وقدمتها الإعلامية شهد العبدولي.
وقال المؤرخ الدكتور فالح حنظل إن ما تتمتع به الإمارات حالياً من كونها دولة مستقرة، وشعباً سعيداً، في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث؛ يمثل جوهر الحديث عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته، مشيراً إلى أن الشيخ زايد عرف كيف يوحّد بين سبع إمارات كانت متفرقة، معتمداً على لغة العقل عبر مراحل متدرجة بعيداً عن الشعارات ولغة الزعيق والوعيد، وليس عبر سلطة المال، كما يروّج البعض، فهناك دول أخرى لديها المال؛ لكنها لم تفلح في أن تحقق مثل هذا الاتحاد.
| «سبع دانات»
في كلمته، قال الشاعر سعيد القحطاني إن «زايد حاضر في كل شيء، في الشعر والأدب والتاريخ والتراث، وسيبقى اسمه حاضراً، كما ألقى قصيدة بعنوان «سبع دانات» كان قدّمها للشيخ زايد في حياته وأعجب بها، نظراً لأن الشاعر تغنّى فيها بالاتحاد وإنجازاته». |
واتهم حنظل الإعلام التاريخي في الإمارات بالتقصير في كشف ما يتمتع به تاريخ الإمارات من ثراء وقدم، وعرض وإظهار المفاخر التاريخية التي كان المغفور له الشيخ زايد يحرص على تعريف أبناء الإمارات بها، وتكريسها في النفوس من جهة، والعمل على محو الخلافات والنزاعات من النفوس من جهة أخرى، موضحاً أن تاريخ الإمارات ضارب في القدم؛ فـ«جلفار» التي باتت تعرف بإمارة رأس الخيمة بُنيت قبل بغداد والقاهرة، ودبا كذلك أقدم من بغداد، كما تصدت القبائل في المنطقة للاستعمار البرتغالي والهولندي والبريطاني.
وأشار إلى أن الشيخ زايد تمتّع بشخصية قيادية مؤثرة وقادرة على احتواء المشكلات بدلاً من تضخيمها، ولذا تتشعب أطراف الحديث عنه لما يحمل من صفات ومكارم وأخلاق يصعب حصرها، معتبراً أن اقتصار الحديث عن الشيخ زايد على المديح لم يعد كافياً، ويجب أن ينتقل الحديث إلى مرحلة أخرى هي مرحلة الحديث عن الفلسفة الإنسانية في بناء الدول «فمن يكتب عن زايد يجب أن يكون على معرفة بكيفية نشأة الدول والأمم، فعندما تولى زايد الحكم لم تكن هناك دولة أو مؤسسات، ولكنه أوجد من حكم القبيلة دولة مؤسسات تحت ظل علم الاتحاد».
وركز د.حنظل، في حديثه خلال الأمسية، على اهتمام الشيخ زايد بالتاريخ والتراث، موضحاً أن التاريخ يختلف عن التراث، فـ«التاريخ منتهٍ، أما التراث فباقٍ في البشر، فهو يتمثل في الشعر والفن والفنون الشعبية والعادات والأخلاق، وهو ما أدركه زايد، فاعتمد على النظرية الوسطية في بناء الدولة، التي تقوم على الاستفادة من الغرب ونقل علومه وتقدمه وتطوره، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الشخصية الإماراتية بكل ما تتضمنه من مقومات ومفردات التراث».
وقال إن الشيخ زايد سعى للحفاظ على الذهنية البدوية العربية، واهتم بالشعر النبطي باعتباره رافداً من روافد الثقافة والتراث، التي يجب الحفاظ عليها، فخصص مكاناً لافتتاح «مجلس الشعراء» في أبوظبي، ليصبح هذا المكان ملتقى يقوم بدور المنتديات الأدبية في وقتنا الحالي، يجتمع فيه الشعراء ويتطارحون أشعارهم فيه.
من جانبه، أشار الشاعر محمد نورالدين إلى أن وجود الشيخ زايد، وهو شاعر وأديب، على رأس السلطة في الدولة كان دافعاً للاهتمام بالشعر والإبداع، وكان «مجلس الشعراء» بمثابة اللبنة الأولى لجمع الشعراء ودعمهم، مشيراً إلى أن اهتمام الشيخ زايد بالتراث سبق إقامة دولة الاتحاد، فقد تم جمع أعمال الماجدي بن ظاهر ومخطوطات أخرى قبل الاتحاد. كما ألقى نورالدين قصيدة بعنوان «عاشر سنة» بمناسبة ذكرى رحيل الفقيد الكبير.
بينما قال الإعلامي سعيد المعمري: «في هذه الأيام نفتقد الشيخ زايد في أماكن ومواقف كثيرة، ورغم ذلك لا أحب أن ترتبط ذكرى الشيخ زايد بالحزن والدموع رغم مكانته الكبيرة في النفوس، ولكن أحب أن أتذكره في أجمل صورة كقائد وفارس ووالد حنون، وغير ذلك من صفات جميلة ارتبطت به».
وألقى الشاعر عيسى المهري قصيدة بعنوان «سلام يا غيث»، مشيراً إلى أن اهتمام زايد ببناء الدولة واكبه اهتمام مماثل ببناء الإنسان، وهو ما زرع في أبناء الشعب كله الشعور بأن زايد هو والد الجميع.