جمال الخط والحكايات الشعبية في «الدريشة الثقافي»
شهد مقهى الدريشة الثقافي، المقام ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في منطقة قلب الشارقة، محاضرتين تراثيتين، سلطتا الضوء على جماليات الخط العربي، وأهمية توثيق الحكايات الشعبية.
قدم المحاضرة الأولى، التي كانت بعنوان «الخط العربي.. جمال وجلال وتراث»، الخطاط الإماراتي خالد الخلاف، وأدارها الإعلامي الإماراتي محمد الحوسني، وتطرقت إلى جماليات الخط العربي، وأصله، وأنواعه، وأهم الأدوات المستخدمة فيه بالإضافة إلى نبذة تعريفية لأمهات الخطوط في العالم، منها السومري والحيثي والصيني والمصري.
وتطرق الجلاف إلى أهم الأسباب التي أسهمت في اختيار الفنان المسلم الخط العربي فناً، منها تعدد أنواع الخط العربي، وتأثره بالثقافات الإنسانية، واقترانه بالزخرفة الإسلامية، بالإضافة إلى التبرك بلوحات الخط، من خلال الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، والأدعية والقصائد الشعرية، وتزايد الطلب على الأعمال الخطية في المزادات الفنية العالمية.
بينما أكدت المحاضرة الثانية أهمية توثيق الحكاية الشعبية، وقدمتها الباحثة عائشة الدرمكي، من سلطنة عمان، وأدارتها الباحثة الإماراتية لطيفة المطروشي، وتطرقت إلى الملامح والرؤى المتعلقة بأفق الحكاية التراثية، من خلال محورين: الحكاية بين الشفاهية والتدوين، ودراسة الحكاية الشعبية.
وأشارت الدرمكي إلى أن الحكاية الشعبية تميزت بكونها حاجة فكرية وثقافية، استوعبها العقل الإنساني عبر التاريخ، وصيرها إلى أداة لفهم العالم، لذلك فهي باقية ومستمرة عبر أنساق الخطابات الزمنية المتعددة، وفي الصور الإنسانية وتمثيلات العلائق والمواقف والأفكار، التي تتحرك في مدونات التاريخ والأدب، وتداولات الخطاب النقدي التقليدي.
وأكدت الدرمكي ضرورة توثيق الحكاية الشعبية، كونها نابعة من التراث الشفاهي، والتي تتجلى في حفظ الذاكرة الإنسانية والمجتمعية والحضارية، في الثقافات العالمية والخليج العربي بشكل خاص.