رحيل محجوب شريف «شاعر الشعب السوداني»
رحل فارس «القصيدة العامية» في السودان الشاعر محجوب شريف، أول من أمس، وبقيت قصيدته «الشعب حبيبي وشرياني.. أداني بطاقة شخصية» خالدة في وجدان السودانيين والعرب، بالإضافة إلى الكثير من القصائد الخالدة التي أثرت الثقافة الشعبية في جنوب وادي النيل. فبعد معاناة طويلة مع المرض ترجل الشاعر محجوب شريف الملقب بـ«شاعر الشعب»، أو«شريان الشعب»، بعد أن خلّد إرثاً من الأشعار التي تبنى خلالها قضايا وهموم البسطاء.
واشتهر محجوب شريف الذي وُلد بمدينة أم درمان 1948، بالتعبير عن كفاح الشعب ونضاله من أجل الديمقراطية والحرية والعيش الكريم، عبر أسلوبه الخاص والمميز في نظم القصيدة بالعامية في السودان، الأمر الذي أدى الى اعتقاله مرات عدّة، أبرزها في عهد الرئيس السابق جعفر نميري، حيث سجن ثلاث سنوات، وكذلك مع بداية حكم الإنقاذ في 1989 نتيجة مواقفه المناهضة للحكومة.
ومن أشهر قصائده: «يا والدة يا مريم، السنبلة، الحرامي، الغويشة، مساجينك، صباح الخير مسا النور، أوعك تخاف»، وﺁﺧﺮ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ «ﺗﻼﺗﺔ ﻛﺒﺎﺭﻱ ﻭﺷﺎﺭﻋﻴﻦ ﻭﺳﺪ».
وتغنى المطرب المصري الشهير محمد منير بأغنيته ذائعة الصيت «الشعب حبيبي وشرياني».
وبرز محجوب شريف كشاعر إنساني وضع بصمته في خريطة الشعر، بعد أن أثرى الساحة الثقافية في السودان بالأغنية والقصيدة الوطنية.
وقدم شريف عدداً من القصائد التي تغنى ببعضها عدد من الفنانين، أمثال محمد الامين وفرقة «عقد الجلاد»، والراحل محمد وردي الذي تغنى له بأغنية «حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي».
وتعبّر قصائد محجوب شريف دائماً عن حال الشعب وفقره، وانتقاد العسكر الذين يصلون لكراسي الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية. وتمكن شريف بحياته البسيطة التي عاشها، أن ينقل شعراً حياً بالعامية السودانية، روى سيراً من النضال والكفاح، واتسمت قصائده التي دائماً ما حملت آراءه السياسية ببساطة الجرس.