فاروق حسني. أرشيفية

«الروايات الثلاث».. مصادرة بالجملة وصمت مثقفين

من أشهر قصص رقابة ومصادرة الكتب في مصر ما تعرضت له ثلاث روايات جملة واحدة، صدرت عن سلاسل نشر تابعة لوزارة الثقافة وعرفت الحكاية حينها بـ «أزمة الروايات الثلاث» (أحلام محرمة لمحمود حامد، وأبناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان، وقبل وبعد لتوفيق عبدالرحمن).

اشتعل الجدل في الأوساط الثقافية المصرية حينها، في عام ،2001 بعد الاتهامات التي وجهها عضو في جماعة الإخوان المسلمين للروايات الثلاث، إذ رأى أنها تنتهك الآداب العامة بمشاهد وألفاظ خادشة، وقدم استجواباً في مجلس الشعب لوزير الثقافة المصري في ذلك الوقت فاروق حسني، وبناء عليـه تمـت المصـادرة، من دون أن يحرك الوزير المخول به الدفاع عن المبدعين، وحرية التعبير، ساكناً.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ كشفت «أزمة الروايات الثلاث» موقف العديد من الرموز الثقافية، إذ لم يتضامن سوى عدد قليل منهم مع الروايات المصادرة. وأصحابها انتصارا لحرية التعبير، وأعلنوا مقاطعتهم للوزارة، وكذلك لأنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورة تالية لتلك الفترة.

في المقابل، التزم كثيرون الصمت، وذهب آخرون بعيداً فأدانوا الروايات، معتبرين أنها تستحق جزاءها من المصادرة، مؤيدين في ذلك لموقف وزير الثقافة فاروق حسني.

«أزمة الروايات الثلاث»، شهدت توابع كثيرة، إذ أقال وزير الثقافة عدداً من المسؤولين في الوزارة، خصوصاً في سلاسل النشر المختلفة التابعة للوزارة.

والمفارقة أن الوزارة التي وافقت على مصادرة الروايات الثلاث، تصدت قبل أقل من عام من تلك الأزمة لمطلب مشابه مع رواية حيدر حيدر «وليمة لأعشاب البحر»، ورغم التظاهرات والاحتجاجات التي قادها التيار الديني ضد الرواية الأخيرة، إلا أن الوزارة لم تقدم على المصادرة، بينما تغيرت الحال في «أزمة الروايات الثلاث»، تبعاً لتغير الموقف السياسي.

الأكثر مشاركة